كل حسب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السللام عليكم ورحمة الله وبركاته

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله : (كل حسب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي .
وسندرس في هذا المقال هذا الحديث من جهتين :
الأولى : من حيث السند
الثانية: من حيث المتن .
أما الأولى :
فالحديث رواه السنة والشيعة .
أما أهل السنة فالحديث عندهم : ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ، إلا سببي ونسبي ) . وألفاظ أخرى قريبة منه .
رواه : عبد الله بن عباس ، وعمر بن الخطاب ، والمسور بن مخرمة ، وعبد الله بن عمر .
1-رواية عبد الله بن عباس :
فيرويه موسى بن عبد العزيز العدني ، حدثني الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
أخرجه المخلص في ( سبعة مجالس 15 / 1 ) والهروي في ( ذم الكلام 1 /108 ) ، والضياء في المختارة ، كما نقله عنهم الألباني .
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج 11 ص 243 ح 11621 [1] .
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 10 ص 271 في ترجمة عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري برقم 5387 ، وفي هذا السند العدني صدوق سيء الحفظ ، والحكم بن أبان له أوهام ،وفيه عكرمة مولى ابن عباس : وهو بربري يرى رأي الخوارج وكان يكذب على عبد الله بن عباس [2]
ومع هذا فقد حسنه الألباني لأجل الشواهد [3]
2-رواية المسور بن مخرمة :
قال السيوطي : وأخرج أحمد والطبراني [4] والحاكم وصححه [5] والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري * [6]
وجاء في مسند أحمد :
دثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا عبد الله بن جعفر حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور انه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال له قل له فليلقني في العتمة قال فلقيه فحمد المسور الله وأثنى عليه وقال أما بعد والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلى من سببكم وصهركم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة مضغة منى يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها وان الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك قال فانطلق عاذرا له[7].
وجاء في المستدرك
( أخبرني ) أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا عبد الله ابن جعفر حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور انه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال له قل له فيلقاني في العتمة قال فلقيه فحمد الله المسور وأثنى عليه ثم قال اما بعد أيم الله مامن نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله قال فاطمة بضعة " منى يقبضني ما يقبضها ﴾ ويبسطني ما يبسطها وان الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له *
هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه .[8] ومثله جاء في كنز العمال [9]، والجامع الصغير [10]. وكشف الخفاء للعجلوني
وجاء في سنن البيهقي
( حدثنا ) أبو عبد الله الحافظ ثنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا عبد الله بن جعفر قال حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فاطمة مضغة منى يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها وان الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري .[11]
وقال العجلوني في كشف الخفاء :
فاطمة بضعة مني . رواه الشيخان عن المسور بن مخرمة . زاد فمن أغضبها أغضبني ، ورواه أحمد والحاكم والبيهقي عنه بلفظ فاطمة بضعة - وفي رواية مضغة بميم مضمومة وبغين معجمة - منى يقبضها ما يقبضني ويبسطني ما يبسطها وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري . [12].
وجاء في فتح القدير - الشوكاني - ج 3 - ص 502
وأخرج أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري " .
وأخرج البزار والطبراني وأبو نعيم والحاكم والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " .
3-رواية عبد الله بن عمر
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة الا نسبي وصهري *[13]
4-رواية عمر بن الخطاب :
وهي تشتمل على أمرين :
أ-نقله للحديث المتقدم . وهذا وإن لم يثبت بطريق صحيح غير أن تعدد رواته من الصحابة والتابعين ونقله من مختلف المذاهب يحكم عليه بالصحة لهذه الشواهد المتعددة
فأما أصل الحديث الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أخرجه : البزار ، والطبراني ، والحاكم ، والبيهقي ، والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي [14]
ب-قصة طلبه الزواج من أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأنها كانت صغيرة وقد أعدها أبوها لابن أخيه ومع هذا أرسلها أبوها إلى عمر فنظر إليها وقبلها وأخذ بساقها وقال رضيت بنكاحها ....
وهذه القصة قد رويت عن عمر بن الخطاب بتسعة طرق ولأنها محل الجدل حول هذا الزواج وعدمه لذا ينبغي لنا أن نقل هذه الطرق ونتحدث عن سندها وأما أصل هذا الزواج فله مجال آخر :
الطريق الأول : رواية عقبة بن عامر عن عمر
يرويها إبراهيم بن رستم بن مهران بن رستم المروروذي المتوفى 210 أو 211 هـ [15]
قال الخطيب البغدادي : وأخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي - واللفظ له - أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدثنا احمد بن الحسين الصوفي ، حدثنا إبراهيم بن مهران بن رستم المروزي ، حدثنا الليث بن سعد القيسي مولى بني رفاعة في سنة إحدى وسبعين ومائة بمصر ، عن موسى بن علي بن رباح اللخمي ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر الجهني : قال خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة وأكثر تردده إليه ، فقال : يا أبا الحسن ما يحملني على كثرة ترددى إليك الا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل سبب وصهر منقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى ) فأحببت ان يكون لي منكم أهل البيت سبب وصهر . فقام عليّ فأمر بابنته من فاطمة فزينت ثم بعث بها إلى أمير المؤمنين عمر ، فلما رآها قام إليها فأخذ بساقها وقال : قولي لأبيك قد رضيت ، قد رضيت ، قد رضيت . فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها : ما قال لك أمير المؤمنين ؟ قالت : دعاني وقبلني فلما قمت أخذ بساقي وقال : قولي لأبيك قد رضيت فأنكحها إياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى كان رجلا ثم مات [16]
أخرج هذا الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 6 ص 180 في ترجمة إبراهيم بن مهران برقم 3237 ولم يوثقه ولم يضعفه ، ولكن ابن عدي في الكامل في الضعفاء ج 1 ص 437 برقم 111 نقل الحديث وقال في ترجمة إبراهيم ( ليس بمعروف ، منكر الحديث عن الثقات ) .
قال العقيلي : كثير الوهم . كتاب الضعفاء الكبير ج 1 ص 52 برقم 41 .
ونقل ابن الجوزي : في كتابه ( الضعفاء والمتروكين ج 1 ص 32 برقم 55 ) كلام ابن عدي والعقيلي .
وقال أبو حاتم : كان يرى الإرجاء ، ليس بذاك ، محله الصدق . وروى عثمان الدارمي ، عن يحيى بن معين : ثقة . انظر : ميزان الاعتدال ج 1 ص 150 رقم 87 ولسان الميزان ج 1 ص 82 برقم 145 .
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : كان يرى الارجاء ، قلت ما حاله في الحديث ؟ قال : ليس بذاك ، محله الصدق وكان آفته الرأي ، وكان يذكر بستر وعبادة . الجرح والتعديل للرازي ج 2 ص 99 برقم 274 .
وقال ابن حبان : كان يخطئ . الثقات لابن حبان ج 5 ص 43 برقم 273 .
وضعفه الذهبي في المغني ج 1 ص 26 برقم 76 .
هل هو واحد أو متعدد ؟
ترجم ابن عدي في كتابه ( الكامل في الضعفاء ) لشخصيتين :
1- إبراهيم بن رستم المروزي : وقال فيه : حدث عن يعقوب القمي ، وفضيل بن عياض ، وغيرهما بمناكير .
انظر : الكامل في الضعفاء لابن عدي ج 1 ص 425 برقم 96 .
2- إبراهيم بن رستم بن مهران بن رستم المروروذي . وقال فيه : ليس بمعروف ، منكر الحديث عن الثقات . انظر : الكامل في الضعفاء لابن عدي ج 1 ص 437 برقم 111 .
أما بقية المترجمين ترجموا لشخصية واحدة وأنه واحد .
وكيف كان فهو ضعيف سواء قيل بالتعدد أو الاتحاد .
وبالإضافة للمروزي ففي السند عكرمة وقد ضعفه كثير من علماء الجرح والتعديل
الطريق الثاني : عن محمد الباقر عليه السلام أو أبيه علي بن الحسين عليه السلام .
ما رواه سعيد بن منصور في سننه قال :
حدثنا سعيد قال نا عبد العزيز بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر خطب إلى علي بن أبى طالب رضى الله عنه ابنته أم كلثوم فقال علي إنما حبست بناتى على بنى جعفر فقال أنكحنيها فو الله ما على الأرض رجل أرصد من حسن عشرتها ما أرصدت فقال علي رضى الله عنه قد انكحتكها فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكان المهاجرون يجلسون ثم وعلى وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعثمان وطلحة وسعد فإذا كان العشى ياتى عمر الأمر من الآفاق ويقضى فيه جاءهم وأخبرهم ذلك واستشارهم كلهم فقال رفؤنى قالوا بم يا أمير المؤمنين قال بابنة علي بن أبى طالب رضى الله عنه ثم أنشأ يحدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبى وسببى ) كنت قد صحبته فأحببت أن يكون لي أيضا [17]
حدثنا سعيد قال نا سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال خطب عمر بن الخطاب رضى الله عنه ابنة علي رضى الله عنه فذكر منها صغرا فقالوا له إنما أدرك فعاوده فقال نرسل بها إليك تنظر إليها فرضيها فكشف عن ساقها فقالت أرسل لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينيك [18]
وأخرجه أحمد بن حنبل في ( فضائل الصحابة ) ج 2 ص 774 ح 1069 عن محمد بن يونس عن المعلّى بن أسد عن وُهيب بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه : ( أن عمر بن الخطاب خطب ....... ) .
قال المحقق للكتاب : إسناده ضعيف جداً لأجل الكديمي . يعني محمد بن يونس القرشي فإنه متروك .
وأخرجه ابن سعد في الطبقات ج 8 ص 463 ، والثقفي في الفوائد ، الحاكم في المستدرك ج 3 ص 153 ح 4684 وفيه عن علي بن الحسين عليه السلام . وكذلك أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ج 7 ص 101 ح 13393 عن الإمام علي بن الحسين عليه كما أخرجه الحاكم وقال حديث صحيح ولكن تعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك فقال منقطع .
روى ابن عساكر فقال :
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي أنا أبو العباس بن عقدة نا أحمد بن يحيى الصوفي نا عبد الرحمن بن شريك حدثني أبي حدثني عروة بن عبد الله بن قشير عن أبي جعفر قال : قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب عزمت عليك إلا زوجتني ابنتك فزوجه فراح عمر إلى الصفة ، فقال للناس ألا تهنوني قالوا وما ذاك قال تزوجت أم كلثوم لفاطمة بنت رسول الله لعلي بن أبي طالب فهنوه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل نسب
وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي [19]
قال وأنا محمد بن سعد ([20]) أنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فقال علي إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال عمر أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد قال علي قد فعلت فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة
وعبد الرحمن بن عوف فإذا كان الشئ يأتي عمر من الأفاق جاءهم فأخبرهم ذلك واستشارهم فيه فجاء عمر فقال رفئوني فرفؤ وقالوا بمن يا أمير المؤمنين قال : بابنة علي بن أبي طالب ثم أنشأ يخبرهم فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا ) [21]
وروى الزبير بن بكار بطريق معضل بدون سند :
قال الزبير بن بكار :
قال في تسمية ولد عمر بن الخطاب وزيد بن عمر ورقية بنت عمر تزوجها إبراهيم بن نعيم بن عبد الله بن أسيد بن ([22]) عوف بن عبيد بن عويج ([23]) بن عدي بن كعب فولدت له جارية ([24]) وماتت الجارية وأمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله وكان عمر بن الخطاب خطب أم كلثوم إلى علي بن أبي طالب فقال علي إنها صغيرة فقال عمر زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد فقال له علي أنا أبعثها إليك فإن رضيت فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي له هذا البرد الذي قلت لك فقالت ذلك لعمر فقال قولي له قد رضيته ([25])
رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت له أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت بعثتني إلى شيخ سوء
فقال مهلا يا بنية فإنه زوجك فجاء عمر بن الخطاب إلى مجلس المهاجرين في الروضة وكان يجلس فيه المهاجرون الأولون فجلس إليهم فقال : زفئوني فقالوا بماذا يا أمير المؤمنين قال تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري فكان لي به النسب والسبب وأردت أن أجمع إليه الصهر فزفوه [26]
فالطريق غير تام .
الطريق الثالث : عن جابر عن عمر
وهو ما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج 3 ص 45 برقم 2635 . وأخرجه في المعجم الأوسط ج 5 ص 376 ح 5606 . وفي الأحاديث المختارة ج 1 ص 198 ح 101 و102 .
بدون قصة الزواج من أم كلثوم .
وفيه الحسن بن سهل الحنّاط وقد أختلف فيه .
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك . منقطع .
الطريق الرابع : عبد الله بن عمر عن أبيه
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج 3 ص 45 ح 2634 بدون قصة الزواج من أم كلثوم .
ورواه البزاز ، وأبو علي الصواف في الفوائد ، وأبو نعيم في أخبار أصفهان .
وفيه يونس بن أبي يعفور بالرغم من أنه من رجال مسلم في صحيحه إلا أنهم قد أختلفوا فيه [27]
الطريق الخامس : أسلم عن عمر
رواه الطبراني في المعجم الكبير ج 3 ص 44 ح 2633 .
قال حدثنا جَعْفَرُ بن مُحَمَّدِ بن سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ الْمَدِينِيُّ ثنا إِبْرَاهِيمُ بن حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ ثنا عبد الْعَزِيزِ بن مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عن زَيْدِ بن أَسْلَمَ عن أبيه قال دَعَا عُمَرُ بن الْخَطَّابِ رضي اللَّهُ عنه عَلِيَّ بن أبي طَالِبٍ فَسَارَّهُ ثُمَّ قام عَلِيٌّ فَجَاءَ الصُّفَّةَ فَوَجَدَ الْعَبَّاسَ وَعَقِيلا وَالْحُسَيْنَ فَشَاوَرَهُمْ في تَزْوِيجِ أُمِّ كُلْثُومٍ عُمَرَ فَغَضِبَ عَقِيلٌ وقال يا عَلِيُّ ما تَزِيدُكَ الأَيَّامُ وَالشُّهورُ وَالسِّنُونَ إِلا الْعَمَى في أَمْرِكَ وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لَيَكُونَنَّ وَلَيَكُونَنَّ لأَشْيَاءَ عَدَدُهَا وَمَضَى يَجُرُّ ثَوْبَهُ فقال علي لِلْعَبَّاسِ وَاللَّهِ ما ذَاكَ منه نَصِيحَةٌ وَلَكِنَّ دِرَّةَ عُمَرَ أَخْرَجَتْهُ إلى ما تَرَى أَمَا وَاللَّهِ ما ذَاكَ رَغْبَةً فِيكَ يا عَقِيلُ وَلَكِنْ قد أخبرني عُمَرُ بن الْخَطَّابِ رضي اللَّهُ عنه أَنَّهُ سمع رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يوم الْقِيَامَةِ إِلا سَبَبِي ونَسَبي فَضَحِكَ عُمَرُ رضي اللَّهُ عنه وقال : وَيْحَ عَقِيلٍ ، سَفيهٌ ، أَحْمَقُ [28]
قال الألباني : جَعْفَرُ بن مُحَمَّدِ بن سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ الْمَدِينِيُّ لم أجد له ترجمة
أما من حيث المتن فهي رواية منكرة جداً .
الطريق السادس : الحسن عليه السلام.
وهو ما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ج 7 ص 102ح 13394
قال أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ دعلج بن أحمد ثنا موسى بن هارون ثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ثنا روح بن عبادة ثنا بن جريج أخبرني بن أبي مليكة أخبرني حسن بن حسن عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم فقال له علي رضي الله عنه أنها تصغر عن ذلك فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) فأحببت أن يكون لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب فقال علي رضي الله عنه لحسن وحسين زوجا عمكما فقالا هي امرأة من النساء تختار لنفسها فقام علي رضي الله عنه مغضبا فأمسك الحسن رضي الله عنه بثوبه وقال لا صبر على هجرانك يا أبتاه قال فزوجاه [29]
قال الألباني : سنده ضعيف منقطع .
الطريق السابع : عن عبد الرحمن بن أبي رافع عن عمر .
أخرجه الحافظ السلفي في معجم السفر ( ق 2/ 192 ) .
قال الألباني سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 5 ص 63 ( فهو تابعي لم يدرك عمر بن الخطاب )
الطريق الثامن : علي بن أبي طالب عليه السلام عن عمر .
رواه أبو موسى المديني في ( اللطائف من دقائق المعارف ج 2 ص 1 ) من طريق الدار قطني ....
وفيه النضر بن منصور
ومن طريقه رواه ابن عساكر . قال الألباني وهو ضعيف . لكن الراوي عنه العلاء بن عمرو الحنفي كذاب [30]
الطريق التاسع : المستظل بن حصين عن عمر
أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ج2/ص776
حدثنا محمد ، قثنا بشر بن مهران ، نا شريك ، عن شبيب بن غرقدة ، عن المستظل : إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فاعتل عليه بصغرها .
فقال إني لم أرد الباه ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي كل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم .
قال محقق الكتاب : إسناده ضعيف جداً لأجل الكديمي محمد بن يونس ، وفيه بشر بن مهران الخصاف وهو ضعيف . وقال ابن أبي حاتم في الجرح ( 1: 1: 379 ) ترك أبي حديثه وأمرني أن لا أقرأ عليه حديثه وسماه بشيراً .
وأخرجه الضياء في الأحاديث المختارة ج1/ص398 برقم 281
قال أخبرنا عبدالباقي بن عبدالجبار الصوفي أن أبا شجاع البسطامي أخبرهم قراءة عليه أنا أحمد بن محمد بن محمد ثنا علي بن أحمد أنا الهيثم بن كليب ثنا أبو قلابة عبدالملك بن محمد الرقاشي حدثني عمر بن عامر وبشر بن مهران قالا ثنا شريك قال أحدهما حدثنا بمكة ولم يذكر الآخر ثنا عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته فاعتل عليه بصغرها فقال إني أعددتها لابن أخي جعفر قال عمر إني والله ما أردت بها الباه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل سبب ونسب يقطع يوم القيامة غير سببي ونسبي
قال الألباني : وشريك سيء الحفظ .
الطريق العاشر : علي بن الحسين عليه السلام .
أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 153 ح 4684 وفي طبع آخر ج 3 ص 142 وفيه قصة الزواج. وصححه ولكن تعقبه الذهبي في التلخيص فقال : منقطع .
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ج 7 ص 101 برقم 13393 وفيه الكلام المتقدم .
والحاصل :
أن سند هذه الطرق غير تام إما لأجل الإعضال أو الانقطاع أو الضعف لعلل أخرى ومع تعدد الطرق إلا أنها ترجع إلى شخص واحد فيكون خبراً واحداً .
وأما من حيث المتن ففيها عدة ملاحظات :
1-لقد كانت أحاديث منكرة وغير صحيحة .
2-مخالفة لأبسط القواعد الشرعية فكيف تزوج إمرأة بدون رضاها وعلمها .
3-فيها من التناقض الواضح فبعضها يقول أنها صغيرة والبعض الآخر يقول أنها كبيرة صالحة للزواج .
4-وبعضها يقول أن أباها غير راض وقد أعد بناته لأولاد أخيه جعفر . والبعض الآخر تقول هو الذي أرسل بنته وقال إن رضيتها أنكحتك إياها .
5-أن هذه الروايات تطعن في علي بن أبي طالب عليه السلام حيث زين بنته وأرسلها إلى شخص في سن جدها وهذا لا يرتضيه سائر الناس فضلا عن الإمام علي عليه السلام
6-وطعن في عمر بن الخطاب كيف يحلل لنفسه أن يمد يده عليها ويضمها إلى صدره ويقبلها ويكشف عن ساقها وهي إمرأة أجنبية .
7-وكيف تكون هذه الصبية عندها من الغيرة على نفسها حيث استنكرت هذا العمل ما لا يوجد عند الخليفة وعند أبيها.
8-أين غيرة علي بن أبي طالب عليه السلام من هذا العمل بل الرواية تصور قبوله وتبريره العمل من أنه زوجها وهو بعد لم يتم العقد وإنما هي في حالة النظر والخطوبة كما يُدعى .
9-بعض الروايات تقول أنها ماتت هي وولدها زيد في يوم واحد وفي ساعة واحدة . وروايات أخرى تقول أنه رجل كبير وله عقب وبعضها تقول مات ولا عقب له .
10-بعض الروايات تقول دخل بها والبعض الآخر تقول لم يدخل بها .
11-بعض النصوص التاريخية أن عمر كان متزوجا من أم كلثوم بنت جرول وقد أولدها زيداً وكان ذلك قبل الإسلام .
فهذه التناقضات مما يجعل على هذا الزواج أكثر من علامة الاستفهام .
وأما عند الشيعة :
فكذلك رويت قوله صلى الله عليه وآله ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ...... )
فقد روى فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ [الْحِبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ‏] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏] وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ [إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً] نَزَلَتْ فِي رَسُولِ اللَّهِ ص [وَ أَهْلِ بَيْتِهِ‏] وَ ذَوِي أَرْحَامِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ كُلَ‏ سَبَبٍ‏ وَ نَسَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ [مَا] كَانَ مِنْ سَبَبِهِ وَ نَسَبِهِ‏ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً يَعْنِي حَفِيظا [31]
وفي موضع آخر رواه عن ابن عبّاس: (وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ): نزلت في رسول اللّه و أهل بيته ... و ذلك أن كل‏ سبب‏ و نسب ينقطع يوم القيامة إلّا ما كان من سببه و نسبه. [32]
وروى الشيخ الصدوق في ( الخصال ) قال حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالا حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ وَ هِشَامٍ أَبِي سَاسَانَ‏ وَ أَبِي طَارِقٍ السَّرَّاجِ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي الْبَيْتِ يَوْمَ الشُّورَى فَسَمِعْتُ عَلِيّاً وَ هُوَ يَقُولُ اسْتَخْلَفَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ وَ أَوْلَى بِهِ مِنْهُ وَ اسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ وَ أَوْلَى بِهِ مِنْه‏ .....- إلى أن قال –
قَالَ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ سَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ كُلُ‏ سَبَبٍ‏ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا سَبَبِي وَ نَسَبِي فَأَيُّ سَبَبٍ أَفْضَلُ مِنْ سَبَبِي وَ أَيُّ نَسَبٍ أَفْضَلُ مِنْ نَسَبِي‏ [33]
رواه الشيخ الطوسي في الأمالي :
فقال : أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُقْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): كُلُ‏ نَسَبٍ‏ وَ صِهْرٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا نَسَبِي وَ سَبَبِي. [34]
وقال ابن أبي جمهور الأحسائي في عوالي اللئالي : رَوَى الْمَنْقُولُ عَنْهُ هَذَا الْمَسْلَكَ فِي الْأَحَادِيثِ مِنْ طُرُقِهِ الصَّحِيحَةِ عَمَّنْ رَوَاهُ‏ «[35]» قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ‏ كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ‏ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا سَبَبِي وَ نَسَبِي‏ «[36]»
والحاصل : أن هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يبعد أنه صدر منه حيث تعددت طرقه عند السنة والشيعة .
وأما النقطة الثانية معنى الحديث :
فقد جاء في هوامش عوالي اللئالي :
المراد بالسبب، الاقتداء به، و التمسك بسيرته. و قال بعضهم: المراد بالسبب هنا، المصاهرة. و اما النسب فمعلوم. و معنى الحديث: ان كل سبب و نسب منقطع نفعه يوم القيامة، الا السبب المتصل به و النسب المتصل به صلّى اللّه عليه و آله، فانه لا ينقطع نفعه. لجواز ان يخص نفعه بمن اتصل به، و شفاعته و ان كانت عامة، لكن جاز اختصاصهم بمزيد شفاعة خاصّة بهم، كما اختصوا بمزيد انذار خاصّ بهم في قوله تعالى: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ». فعلم ان لهم به مزيد اختصاص و قرب يوجب لهم مزيد العناية (معه).
وفي أحد الشروح لعوالي اللئالي قال :
أما السبب: فالظاهر أنه إشارة إلى قوله تعالى: «كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ» فانه جاء في الأخبار الصحيحة، ان الوجه بمعنى الجهة. يعنى كل جهة و سبب من الأسباب الدنيوية، تكون منقطعة عن النفع يوم القيامة الا الجهة التي يوصل بها الى رضاه، و هي مودة أهل البيت عليهم السلام و الاعتقاد بولايتهم.
و أما النسب : فقال اللّه تعالى: «فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ». و أمّا نسبه صلّى اللّه عليه و آله فروى عنه انه قال في شأن العلويين: (الصالح منهم لنفسه و الطالح منهم لي. و ينادى في عرصات القيامة، من كان له عندي يد فليقم إلي، لأ كافيه. من قضى لذرّيتي حوائجهم، و من أمنهم من خوفهم، و من أشبع جائعهم و كسى عاريهم، فيقوم اليه عنق من الناس صنعوا الاحسان الى ذريته، فيشفع فيهم حتّى يدخلهم الجنة بغير حساب، و صنيعه هذا لذريته و أهل نسبه، لم يصنعه الى غيرهم، فهذا نفع النسب و ذلك نفع السبب (جه).
وقد يراد من الانقطاع وعدمه هو التمسك بالقرآن الكريم فما أثبته القرآن وتمسك به فهو ثابت ولم ينقطع وما لم يثبته القرآن فهو منقطع خصوصاً فيما يرجع إلى الجانب العقدي في الدين وعليه يجب على الإنسان أن يأخذ دينه من القرآن الكريم والسنة المتواترة في الدين وهذا ما دلت عليه بعض الروايات .
قال الكليني : عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلًا، قَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: «لَا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيجَةً «[37]»، فَلَا تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ؛ فَإِنَّ كُلَ‏ سَبَبٍ‏ ، وَ نَسَبٍ ، وَ قَرَابَةٍ ، وَ وَلِيجَةٍ ، وَ بِدْعَةٍ ، وَ شُبْهَةٍ مُنْقَطِعٌ‏ «[38]»، إِلَّا مَا أَثْبَتَهُ الْقُرْآنُ» «[39]».
ورواه مرة أخرى مُرْسَلًا، قَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: «لَا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيجَةً «[40]»، فَلَا تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ؛ فَإِنَّ كُلَ‏ سَبَبٍ‏ وَ نَسَبٍ وَ قَرَابَةٍ وَ وَلِيجَةٍ وَ بِدْعَةٍ وَ شُبْهَةٍ مُنْقَطِعٌ‏ «[41]» مُضْمَحِلٌّ كَالْغُبَارِ «[42]» الَّذِي يَكُونُ عَلَى الْحَجَرِ الصَّلْدِ «[43]» إِذَا أَصَابَهُ الْمَطَرُ الْجَوْدُ «[44]» إِلَّا مَا أَثْبَتَهُ الْقُرْآنُ». «[45]»

والحاصل أنه من حيث المعنى للنسب الخارجي والترابط الاجتماعي : أن الأنساب يوم القيامة كلها منقطعة ما خلا نسبه صلى الله عليه وآله ، ولكن ما معنى أن نسبه لم ينقطع هل أنهم لا يحاسبون ولا يعاقبون ؟ كلا .
ففي يوم القيامة والعذاب القرآن واضح في أن كل واحد إنما يحاسب على أعماله إن خيراً فخير وإن شراً فشر فمثلاً في سورة الزلزلة يقول الكريم تعالى (من يعمل مثقال ذرة خير يرى * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرى ) وهناك آيات عديدة لمختلف الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الناس والتي يقرر فيها المولى في كتابه الحكيم المحاسبة والمعاقبة على هذه الذنوب ، وهذه لا فرق فيها بين من له نسب من رسول الله ومن ليس له نسب فكلهم في الحساب سواسية إلا من رحم ربي ، وفي قوله تعالى (﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ﴾ آبية عن تخصيص نسب رسول الله عن غيره يوم القيامة .
بل كل الآيات التي فيها الوعيد والتنديد والتشديد أيضاً مطلقة لا تخص طائفة دون طائفة ولا قبيلة دون قبيلة ولا نسب دون نسب ولا حسب دون حسب . ﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ (49) سورة الكهف
وفي المناقب لابن شهر آشوب في حديث طاووس عن زين العابدين عليه السلام : خلق الله الجنة لمن أطاع وأحسن ولو كان عبدا حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا أما سمعت قول الله تعالى : " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ " والله لا ينفعك غدا إلا تقديمه تقدمها من عمل صالح [46].

-------------------------

[1] وقد اشتبه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة حيث رقمه كما يلي ( 3 / 129 / 1 )
[2] انظر كلمة الغراء في تفضيل الزهراء عليه السلام للإمام شرف الدين . الفصل الثاني ص 23 المطبوع في موسوعة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين ج5 ص 1961 .
[3] سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 5 ص 58 رقم 2036 .
[4] المعجم الكبير ج 20 ص 25 ح 30 عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور وأنه اعتذر عن زواج الحسن بن الحسن لأن عنده أحدى حفيدات فاطمة الزهراء عليها السلام والزواج عليها يؤذيها . وفي المعجم الكبير ج 20 ص 27 ح 33 عن أم بكر بن المسور عن أبيها وأن المسور زوج الحسن بن الحسن وروى الحديث .
[5] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 172 ح 4747 عن أم بكر بنت المسور عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور ، وصححه الذهبي في التلخيص .
[6] الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج 5 - ص 15 - 16
[7] مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 4 - ص 323
[8] المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 158
[9] كنز العمال - المتقي الهندي - ج 12 - ص 108
[10] الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي - ج 2 - ص 208
[11] السنن الكبرى - البيهقي - ج 7 - ص 64
[12] كشف الخفاء - العجلوني - ج 2 - ص 86 - 87
[13] الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج 5 - ص 15 - 16
[14] الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج 5 - ص 15 - 16
[15] ترجم لشخصين : إبراهيم بن رستم المروزي . خراساني
[16] تاريخ بغداد ج6/ص182 رقم
[17] سنن سعيد بن منصور (1) ج1/ص172 رقم 520 .
[18] سنن سعيد بن منصور (1) ج1/ص173 رقم 521 .
[19] تاريخ دمشق لابن عساكر ج 19 ص 485 .
[20] الطبقات الكبرى ج 8 / 464 .
[21] تاريخ دمشق لابن عساكر ج 19 ص 486
[22] في نسب قريش للمصعب ص 349 أسيد بن عبد بن عوف .
[23] قال المحقق لتاريخ دمشق : رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن نسب قريش .
[24] قال المحقق لتاريخ دمشق : بالأصل : حارثة ، والمثبت عن نسب قريش .
[25] عن وبالأصل : رضيت .
[26] تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 19 - ص 483
[27] سلسة الأحاديث الصحيحة للألباني ج 5 ص 61 .
[28] المعجم الكبير للطبراني ج 3 ص 44 برقم 2633 .
[29] السنن الكبرى ج 7 ص 102 ح 13394 وفي طبع آخر ج 7 ص 64
[30] سلسة الأحاديث الصحيحة ج 5 ص 63 .
[31] تفسير فرات الكوفي ص 101 [سورة النساء(4): آية 1] ..... ح 88 .
[32] تفسير فرات الكوفي ص 660 1 - التوحيد و الثقلان:
[33] الخصال ج‏2 ص 553 ح 31 احتجاج أمير المؤمنين ص بمثل هذه الخصال على الناس يوم الشورى .
[34] الأمالي (للطوسي) ص 340 برقم 694 [12] المجلس الثاني عشر
[35] و لا يلزم من عدم ذكر اسم المنقول عنه في هذا المسلك، أن يكون من المرسل. لما تقرر في الأصول ان الراوي إذا علم من حاله انه لا يروى الا عن الثقات، كان ارساله اسنادا (معه).
[36] عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية ج‏1 ص 303 المسلك الأول في أحاديث ذكرها بعض متقدمي الأصحاب رويتها عنه بطرقي إليه لا يختص إسنادها بالرسول ص ، الوسائل، كتاب النكاح، باب (8) من أبواب مقدماته و آدابه حديث 5، و لفظ الحديث: (عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: (كل نسب و صهر منقطع يوم القيامة الا سببى و نسبى). و رواه الحاكم في المستدرك ج 3: 142. و أورده في البحار ج 7: 24 من الطبعة القديمة باب (79) في أن كل نسب و سبب منقطع الانسب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
[37] إشارة إلى الآية 16 من سورة التوبة (9): «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَ اللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ».
و «الوليجة»: كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمداً عليه و ليس من أهله، أو خاصّة الرجل و بطانته؛ و المراد المعتمد عليه في أمر الدنيا و الدين، أو في أمر الدين و تقرير الشريعة، و أمّا اعتماد المؤمنين بعضهم على بعض و الاعتماد على الأئمّة الطاهرين عليهم السلام فيرجع إلى الاعتماد على اللَّه سبحانه.
انظر: الصحاح، ج 1، ص 348؛ المفردات للراغب، ص 883 (ولج).
[38] في الوسائل، ح 33469: «باطل مضمحلّ» بدل «منقطع».
[39] الكافي (ط - دارالحديث) ج‏1 ص 149 ح 188 باب 19 - باب البدع و الرأي و المقاييس ، وفي الطبع القديم ج 1 ص 59 ، الكافي، كتاب الروضة، ح 15150، مع زيادة ، الوافي، ج 1، ص 261، ح 203. الوسائل، ج 27، ص 125، ح 33385؛ و ص 156، ح 33469؛ البحار، ج 24، ص 245، ح 3.
[40] في الوافي: «وليجة الرجل: بطانته، و دخيلته، و خاصّته، و من يعتمد عليه و يفشي إليه سرّه، و المعنى: لاتتّخذوا من دون اللَّه معتمداً تعتمدون عليه فلم تكونوا مؤمنين باللَّه و آياته؛ إذ المؤمن الحقيقي من لا اعتماد و لا توكّل إلّاعلى اللَّه و لا استعانة له إلّابه، و من استعان بغير اللَّه ذلّ ... و يحتمل تخصيص الوليجة بالوليجة في الدين، أي لا تعتمدوا في دينكم إلّاعلى اللَّه، و لا تأخذوه إلّامن اللَّه من جهة الرسول و أوصيائه عليهم السلام، و هذا أوفق بالاستثناء، كما أنّ التعميم أوفق بذكر السبب و النسب و القرابة». و قيل غير ذلك. راجع: الصحاح، ج 1، ص 348؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 320 (ولج)؛ شرح المازندراني، ج 12، ص 315؛ مرآة العقول، ج 26، ص 205.
[41] في الوسائل: «باطل مضمحلّ» بدل «منقطع».
[42] هكذا في جميع النسخ التي قوبلت و الوافي. و في المطبوع: «كما يضمحلّ الغبار» بدل «كالغبار».
[43] الصلد- بالفتح و الكسر-: الصُلْب الأملس، أي غير الخشن. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 428 (صلد).
[44] في الوافي:-/ «الجود». و في الوسائل ، و الكافي، ح 182:-/ «مضمحلّ كما يضمحلّ- إلى أصابه المطر الجود». و الجَوْد: المطر الواسع الغزير. النهاية، ج 1، ص 312 (جود).
[45] الكافي (ط - دارالحديث) ج‏15 ص 552 ح 15150 باب حديث القباب ، الكافي، كتاب فضل العلم، باب البدع و الرأي و المقاييس، ح 182 الوافي، ج 1، ص 261، ح 203؛ الوسائل، ج 27، ص 156، ح 33469؛ البحار، ج 24، ص 245، ح 3.

شجون الزهراء
اسئل الله ان يرزقنا واياكم شفاعة

محمد وال محمد ص

احسنتم كثيرا ووفقتم ان شاء الله

لكم منا دعاء بالعافيه

والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع

اسئله لكم الامن والامان والعافيه

ان شاء الله

لكم منا تحيات ودعاء

السلام على اهل بيت النبوة
ومعدن الرسالة
شجون الزهراء
اسئل الله ان يرزقنا واياكم
شفاعة البضعة الطاهرة ع