على أعتاب عاشوراء.. العبور الى "الحسين" عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


دائرة الحق
لكي تتقرب الى الله لابد أن تتقرب الى الحسين (ع)، ولكي تتقرّب الى الحسين (ع)، لابدّ أن تتقرب الى الله.
هكذا هي دائرة الحق المغلقة في الكون، وهذا معنى: "أحبّ الله من احب حسيناً"

الحق والحقوق الحقيقة عناوين رئيسة في نهضة الحسين (ع).
فمن اجل الحق، قام.ومن أجل الحقوق، قاتل. ومن أجل الحقيقة، قُتل.
مفارقات
من أغرب مفارقات معركة عاشوراء، أنها بخلاف جميع معارك التاريخ لم تقع حول أمر واحد بين طرفين مختلفين. بل كانت بين طرفين كل واحد منهما يريد أمراً غير ما يريده الآخر.
فالحسين (ع) كان يريد الآخرة. ويزيد كان يريد الدنيا.والحسين (ع) كان يريد العدالة. ويزيد كان يريد السلطة.
والحسين (ع) كان يريد قلوب الرجال. ويزيد كان يريد زنودهم. والحسين (ع) كان يريد رضا ربّه.ويزيد كان يريد رضا نفسه.
جاذبية وكراهية!
لأن الحسين (ع) في مركز الجاذبية في عالم الغيب والملكوت، لذلك هو يجذب ملايين الناس إلى نفسه، في عالم الدنيا والشهود.
وبمقدار ما للحسين (ع) من الجاذبية عند أهل الحق، بمقدار ما له من الكراهية عند أهل الباطل.ألا ترى كيف ان النور بمقدار مايجذب الفراشات، بمقدار ما يطرد خفافيش الليل؟
قيامة الحياة والفضائل
لقد كان الحسين (ع) رسول الحياة في زمن الموت. فالفضائل كلها سحقت في عصره.والمكارم كلها مسخت من قبل عدوه.
ولولا قيامة الحسين (ع) لظل موت الفضائل والمكارم حاكماً على الناس، الى يوم القيامة.
ينبوع
في نهضة الحسين (ع) ينبوع لا ينضب من المكرمات، يرتوي منه أهل الحق بحسب حاجاتهم، وتطلعاتهم.
ويتجاهله أهل الباطل، بحسب ضلالاتهم وجهالاتهم.
دمعة. . وكرم
اعطى الحسين (ع) لربّه كل مايملكه، وهو عبدٌ له.. فهل يكون كبيراً على الله وهو ربّه، أن يعطي جنّته على دمعة واحدة تُذرف في مصائبه؟
أليس الله اكرم من عبده؟!.
الاستضاءة والنجاة
الحسين مصباح هدى، لمن كان ذا بصيرة و(سفينة نجاة) لمن كان حسن السريرة، فإذا أردنا الاستضاءة بمصباح الحسين (ع) فعلينا استلهام البصيرة من مناهج الحسين (ع)، واذا اردنا النجاة بسفينة الحسين (ع) فعلينا تعلم حسن السريرة من مواقف الحسين (ع)..
إلاّ هـُـم
وَيْ كأن في يوم عاشوراء لم يكن يوماً واحداً، بل مليون عام، وكأن 73 شهيداً لم يكونوا 73 فرداً، بل 73 أمة وكأن الحسين (ع) لم يكن واحداً من اولياء الله، بل كلهم بلا استثناء، وكأن زينب (ع) لم تكن امرأة واحدة، بل كل النساء المؤمنات في الحياة، لقد ملؤوا التاريخ حتى كأن الكون ليس فيه أحد، إلاّ هم.
معنى المصباح والسفينة
كان الحسين (ع) في حياته هو الذي يخرج إلى الناس ليهديهم سواء السبيل، أما بعد شهادته فأن على الناس أن يخرجوا إليه ليهتدوا بهداه. ولعل ذلك معنى (مصباح هدى، وسفينة نجاة) فالمصباح لا يطلب المحتاج إلى النور، بل يطلبه المحتاج الى النور، والسفينة لا تطلب طالب النجاة، بل يطلبها طالب النجاة.
خيارات ثلاث
نهضة الحسين (ع) وضعت جميع المسلمين أمام خيارات ثلاث:
فإما أن يؤدوا أدواراً حسينية، أو يؤدوا أدواراً زينبية، وإلا فسوف يتورطون في أداء أدوار يزيديّة.
بمفردها. . خير أمة !
لقد علمتنا زينب (ع) أنه كما لا صوت لمن لا حياة له، كذلك لا حياة لمن لا صوت له. وهي بعد مقتل الحسين (ع) أصبحت بمفردها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، بعد أن عادت الأمة إلى جاهليتها الأولى.

اية الله السيد هادي المُدرّسي