#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ها هي نجوم السماء تتلألأ مطوقة الكون بلمعانها الزاهي لتعلن للملأ الإحتفاء بزواج النورين بعد أن أذن الله لنبيه الأعظم أن يزوجهما وقد تم هذا الزوج مراسيم ذلك اللقاء المبارك في السموات السبع ببركة الله جل العظيم ، فشاطرت الأرض السماء الأفراح بأهازيج الطبيعة الخلابة وتلألؤ أنوارها من خلال الطيور المغردة والأزهار المتفتحة والفائحة بأزكى العطور المتنشرة في أجواء الكون ، والقمر الذي أتم نوره ليشارك الأرض أفراحها لتكتسي بجمال نوره ، وها هي الشمس في صبيحة ذلك الزواج العظيم قد أرسلت أشعتها الذهبية لتبدي بها لمشاركة بإشراقتها الجميلة لتعلن امتزاج النورين العظيمين لعلي وفاطمة ، وها هم المؤمنون قد تهيأوا لزف النورين بأهازيج الفرح وأناشيد السرور وتبادل التهاني فيما بينهم ، فالعروسان متكافئان في العصمة والإيمان والعلم وطيب الخلق ليشع من خلالهما نور التقوى والإيمان فما أجمل وما أروع ذلك الزفاف الميمون الذي تقدمه خير المرسلين بمعية الصحبة الطيبن وطربت له نساء المؤمنين بأناشيد خالية من المجون واللهو والطبول ومعطرة بذكر الله العظيم الذي به تحل البركة ويطيب العيش لإمام المتقين وسيدة نساء العالمين لتختم تلك الأهازيج عند باب ذلك العش الذي طيبه الله بذكره ورفعه بعلمه وزينه بخُلقه ، وأدامه مباركاً بالعشرة الطيبة التي بقيت نبراساً يضيء ليهتدي به من أراد الإستقرار والعيش الكريم في قفصٍ جميل يحوي المودة والرحمة والخير والبركة نعم أحبتي في هذا اليوم الذي إزدان بأفراح النبي وتطيب بنفس الوصي وأضاء بمشكاة الأنوار ، إحتفل الكون بأكمله بزواج علي من فاطمة ذلك الزواج الميمون الذي به التقى البحران ليخرجا بالتقائهما اللؤلؤ والمرجان ، ليزنا بهم الدنيا ويُسعدا بهم قلوب الأحرار ما أطيب اليوم وما أجمل ليلته ، إنه وليلته لمغبوطان من بقية الليالي والأيام حيث تفردا التقاء النورين وتفردا بأعظم زفاف وتفردا بامتزاج أطيب العطور الفائحة بروائح الجنان أحبتي الأفاضل : أنتم على يقين بأن ليس لفاطمة كفؤ إلا علي وليس لعلي كفؤ إلا فاطمة ، فعلي ابن عم الزهراء ونفس لأبيها رسول الله ووزيره في السلم والحرب وهو المعصوم من الخطأ والمطهر من الأرجاس وله أن يتزوجها ، والزهراء ابنة عم الأمير وبضعة النبي الأمين وسيدة نساء العالمين وهي المعصومة من الأخطاء والمطهرة من الأرجاس ولها أن تتزوج به ، وحيث أنهما الكفئان لبعض من دون بقية البشر ، كان حقيق على الله أن يجعل زواجهما من بعضهما واجباً ، وقد تبين ذلك من خلال رد أبيها المصطفى لكثر ممن جاء لخطبتها قائلاً لهم إن أمرها بيد ربها ، فأوحى الله له من خلال جبرائيل أن زوج النور من النور ، زوج من علي، وعلى إثر ذلك ازدانت الدنيا واسترت النفوس الطيبة واحتفلت بهذا الزوج المثمر بالخير الكثير والمُعبِد للصراط المستقيم الذي من سلكه كان من أهل الجنة ومن حاد عنه كان من القابعين في قعر الجحيم ، ليكون نتاجه اللؤلؤ المتمثل في مولانا الإمام الحسن والمرجان المتمثل في مولانا الإمام الحسين وأنوار الهدى المتلألئة والمتمثلة بأئمة المسلمين السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري ليختم ذلك النور العظيم بشعاع قائم آل محمد عجل الله فرجه الشريف والذي به تستقر الأرض وتخرج ما في باطنها من كنوز الخير وتهدأ أمواج البحار وتفيض بالنعم التي كانت غائصة في أعماقها وتمطر السماء بما فيه صلاح الناس ، ويسود العدل وتكتمل العقول ويزول الجور وتُمحى الأحقاد حتى الوحوش الضارية في عهده خاتم الأنوار تتعايش مع انعام بود وسلام فهنيئاً لنا هذا الزواج الطيب وهنيئاً لنا هذه المؤسسة المباركة والشركة الحاوية لأسهم مباركة ريعها فائض بالأرباح والحافل بالتوفيقات لمن ساهم فيها بالولاء لهما ولأولادهما الطيبن الطاهرين ، وهنيئاً لنا ذلك القفص الماسي الذي جمع نور علي بنور فاطمة ليشع من خلالهما أنوار آل محمد من ذلك اليوم إلى يوم الحساب ، ولا يسعني هنا إلا أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لحضرة خير المرسلين وإلى مقام مولاي صاحب العصر والزمان بهذا الزواج الذي طيب الأكوان وزين الدنيا وأضاء الوجود ![]() صــ آل محمد ــداح |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|