ابتهج لإشراقة النور المبين

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اليوم نحن على موعد وإشراقة نور خير الوصيين وسيد الموحدين وإمام المتقين وأمير المؤمنين
نعم في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رجب الأصب يزهر النور المُبين من بيت الله الحرام لينشر الضياء على ربوع الكون لتدخل إشعاعاته النيرة في قلوب المؤمنين ليكونوا على موعد والإيمان بخلافته المباركة والتصديق بإمامته العظيمة غير عابئين بمن كانت قلوبهم عاتمة وقاتمة استحوذ عليها الشيطان ليمنع دخول ذلك الشعاع الزاهي إليها لتبقى في ضلال مبين وتميل عن إمامة خير الوصيين وتؤمن بالجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين
نعم في هذا اليوم يبتهج بالسرور من شع قلبه واستضاءت نفسه بنور الله المتمثل في وليه الذي عَبَدَ الله ولم يكفر به طرفة عين أبداً منذ أن كان نورٌ في ملكوت الله يدور حول عشه العظيم ، وإلى أن أزهرت أنواره على الدنيا حيث خر من رحم أمه الطاهر ساجداً ولله شاكراً وبالتوحيد ناطقاً ولأعداء الله رافضاً ، لينشأ في حضن خير النبيين وينهل منه الحكمة والمعرفة والخُلق العظيم ليكون باب علم مدينة الحكمة يعمل بما آتاه الله ليهدي به عباد الله
نعم في هذا اليوم يتشرف الركن والحطيم من بيت الله العظيم بدخول اللبوة الميمونة إلى الكعبة المشرفة بجمال نور الله لتلد فيها أسد الله لتكون شاهد عيان على مكانة ولي الله عند العزيز الحكيم
اليوم هو اليوم الذي وعد الله فيه نبيه بالنصر المبين على الضالين المضلين الذين حاربوا دين الرحمن وآذوا خير الأنام
اليوم يبدأ الإعلان عن استسلام الكفرة خوفاً من سيف الله وتتهاوى فيه الأوثان من بيت الله الحرام على يدي خليفة الله ليبدأ عهدُ جديد تعلو فيه كلمة الله ويُسمع فيه ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله على مآذن المسلمين
نعم اليوم يبدأ الإعلان عن سقوط عروش الجبابرة والمتسلطين على رقاب المؤمنين لتتهاوى تباعاً على مر السنين حتى يخمد ذكرها حينما يُظهر الله دينه على الدين كله ولو كره المشركون
نعم أيها الأحبة
في هذا اليوم الذي تزهر فيه أنوار الأمير من بيت الله الحرام يبدأ الإعلان عن التحول الكبير في مسار الحياة حيث يبدأ فيه خلاص الناس من جبروت الشيطان وأعوانه المضلين ، ويهنأ به المستضعفون بعدل الله ودولة الحق المباركة والتي ستكون في آخر الزمان على يدي حفيد وليد الكعبة القائم بأمر الله الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
نعم لقد أشرقت في هذا اليوم أنوار علي بن أبي طالب عليه السلام ، ذلك الإمام الذي نذر نفسه لله وابتاعها في سبيله فجاهد مع رسول الله وحامى عنه وفداه ، ليكون له خير ناصر ومعين على إظهار الدين ، فذاك باللسان يُبلغ وهذا بالسيف يدافع لتظهر النتائج بفتح الله المبين وقهر أعداء الدين ليأتوا أذلاء مستسلمين بين يدي خير النبيين طالبين العفو والسماح ليُطلق من هو على خُلق عظيم كلمته المشهورة والتي بقيت تُدوي على مر السنين ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )
نعم في هذا اليوم زهت الدنيا واستضاء الكون بنور ولي الله وأخِ رسوله واحتفى المؤمنون بقدوم ولي الله وأمير المؤمنين ومن في صلبه الخلاص من جبروت الطغاة ليقيموا الأفراح في مجالسهم ودواوينهم محتفلين ببهجة وسرور بنور الله العظيم البازع من بيته المحرم عند الرخامة الحمراء ليصعد إلى عنان السماء معلناً الهدى والإيمان وشاقا طريق الفلاح لمن له قلب سليم
فالحناجر اليوم تصدح بمديحٍ جميل ، لحنه فيه الإيمان وإنشاده فيه السرور لكل المستمعين ، تدوي تلك الحناجر بفرح وسرور لولادة النور من البيت العتيق
والقلوب تخفق فرحاً والنفوس تطرب ابتهاجاً والأرواح تنطلق في هذا اليوم مرفرفة إلى بيت الله الحرام لتُبدي الفرحة وتلتمس البركة ومن ثم تنطلق مبتهجة إلى المدينة المنورة لتهنئ خير المرسلين بولادة أخيه وابن عمه ووصيه ووزيره عليٌ أمير المؤمنين عليهما السلام
وبهذه المناسبة الطيبة يسرني ويُبهج نفسي أن أزف أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى روح وضريح خير المرسلين النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وبضعته الزهراء وولديه الحسنين وإلى أئمة الهدى من ذرية الحسين عليهم السلام أجمعين وإلى مقام مولانا القائم بأمر الله الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وإلى شيعة آل محمد أينما كانوا وإليكم أيها الأحبة الكرام
داعياً المولى أن يعيدها على الجميع بالخير واليمن والبركات وأن يقضي حوائجهم للدنيا والآخرة ويُشفي مرضاهم ويفرج عنهم همومهم ويكشف غمومهم ويُذل أعداءهم ويُخزيهم وينصرهم عليهم ببركة هذا الوليد المبارك والمحبوب عند الله وعند رسوله حلال المشاكل مولاي علي بن أبي طالب عليه السلام

صــ آل محمد ــداح