من دموع عيني الممزوجة بدماء القلب

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
من دموع عيني التي بكت حزناً على مصاب إمام من أئمة الهدى وعلم من أعلام التقى اغتالته يد البغي بعد أن جرعته مرارة الظلم كما هو حال آبائه الأطهار ، أمزجها بدماء القلب النازفة من ذلك الجرح العميق الذي سيبقى مفتوحاً إلى أن يُظهر الله دينه ويعجل في فرج وليه لأخذ ثارات آبائه الذبن ذهبوا ضحايا لدعوتهم إلى الله على أيدي أخزى عباد الله الجبابرة ،
أملأ قلمي بمداد يزهو بذكر إمام أنار الكون بجمال وجهه لأسطر به حسرة الفراق وألم الجرح الذي أوجع قلبي في كلماتٍ تحوي العزاء صَعُبت علي تجميعها ، فآهات الحزن جعلتني أفتقر إلى اختيار الكلمات التي تتناسب وهذا المصاب الجلل والمتمثل باستشهاد عاشر الأئمة الأطهار الذين خلقهم الله ليكونوا هداة للعباد ودعاة حقٍ يسلكون بهم طريق الرشاد
نعم إنها للحظات عصيبة هي تلك اللحظات التي يجترئُ فيها عدو لا يعرف لله حرمة ولا لرسوله رحماً على واحدٍ من أبنائه البررة ليدس إليه السم النقيع رايداً بذلك إعاقته عن أداء الرسالة الموكولة له من قبل الجبار العزيز
نعم إنها للحظات يتمنى المؤمنن الموالي لعترة المصطفى أن تكون مُسخت ومُسخ معها ذلك الشيطان الرجيم الذي بغى في الأرض وتجرأ على سيد من سادة الأنام ليطرحه صريعاً يعالج ألم السموم التي قطعت أمعاءه وأزهقت روحه وغيبته عن أحبته وشيعته الذين أطاعوا الله في محبته وأرضوا رسول الله باتباعه وسلكوا مسالك الأخيار الصالحين الأبرار بسيرهم على منهاجه القويم
لحظات هدت أركان الدين وزلزلت عرش الرحمن وتصدعت لها الجبال وخشعت لها الأرض وبكت لأجلها السماء حزناً وكمداً وحرقة على ما جرى لخليفة الله على أرضه ووصي من أوصياء خاتم أنبيائه ، من ظلٍم وجورٍ أدى إلى استشهاده محتسباً صابراً من قبل مجرم من مجرمي بني العباس وفاسق من فساقه وجبروت تسلط على رقاب الخلق بذريعة الخلافة لرسول اللهصلى الله عليه وآله وهو عن رسول الله بعيد ، وبحجة الأمرة على المؤمنين وهو على نقيض أهل الإيمان يدعى بالمعتز وهو من أذل خلق الله لتبكي على فقده الأرض والسماء وتلبس الحور العين لفقده السواد ويُخيم على المؤمنين الحزن والحداد ليفتحوا مجالسهم للتأبين والعزاء
وبهذه المناسبة الأليمة ، أتقدم بأحر العزاء إلى قائم آل محمد ومن على يديه خلاص العباد والأخذ بثارات آبائه ومن بينهم هذا الإمام العظيم صلوات الله عليه وعليهم أجمعين سائلاً المولى أن يحفظه ويرعاه ويعجل في فرجه لنشر العد على الدنيا ويهلك بطلعته أرجاس العباد
كما أتقدم بالعزاء إلى من نذر نفسه لخدمة الدين بنشر العلم ليُفيد به المؤمنين ويخدم من خلاله أوليائه الطاهرين
ولا أنسى أن أعزيكم أيها الأحبة المؤمنين وأدعو لكم بالأجر الجزيل والثواب العظيم من ربٍ غفورٍ رحيمٍ
ببركاة صاحب هذا اليوم الذي افتجعنا بفقده واستشهاده على أيدي الظالمين
مولانا الإمام علي الهادي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

صــ آل محمد ــداح