#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ![]() قلمي العزيز: هل لديك مداد يكفي لتسطير أحلى وأجمل الكلمات ويطبع روعة المديح في حق من تخلق بخُلق المصطفى صلى الله عليه وآله بل كان شبيهاً له خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً صاحبي الموقر: تعلم بأني لا يمكن لي أن أرد لك طلباً في أمر عادي تأمرني به وأن مدادي لا يجف عن كتابة ما يُصيغه فكرك الصافي ودليلي على ذلك ما يشهد به القارئ الكريم من مقالات ومواضيع قد ملأت منتدياتهم الطيبة ولم تكن في غالبها تحكي المديح لأحد الأبرار الطيبين الذين سجلوا مواقف خالدة طُبعت في سني الدهر لتبقى نبراساً يضيء دروب المؤمنين ، فكيف بي وفي ذكرى ميلاد من حمل في نفسه الشبه الكبير لخير المرسلين واتصف بشجاعة جده أمير المؤمنين وتطبع بطبع أبيه سيد الشهداء وأبي الضيم الإمام الحسين عليهم جميعاً السلام أن أهمل نفسي ولا أرتوي بمداد النور لأخط بحروف الضياء كلماتٍ متواضعة تعبق بأريج من ضحى بشبابه فداءاً لدين الله ودفاعاً عن إمامه سيد الشهداء عليه السلام ![]() نعم سيدي: إعلم بأني لم ولن أكون من أهل الجحود لآل الرسول ولم ولن أكون ممن يخلي جوفه من ذلك المداد المسطر لجميل القول في حق ذلك الشباب الذي مُلئ بالإيمان من رأسه إلى أخمص قدميه وسطر في أرض كربلاء ملحمة رائعة يشهد لها العدو قبل الصديق نعم إنه علي بن الحسين الأكبر الذي يشع نوره هذا اليوم المبارك ليزهو ويزهر كما النجم المتلألئ في ظلام الليل ، يستدل به الضال عن الطريق ، ويتزود من جمال نوره الموالي والحبيب ، إنه علي بن الحسين الأكبر الذي نشأ نشاة طيبة في حضن سيد شباب أهل الجنة ومن قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً ، وتخلق بأخلاق الطيبين محمد في صورته ومنطقه وعلي في نكير سيفه وقوة بأسه وفاطمة في قصر عمرها والحسن في مهابته وأبيه الحسين في إبائه وعزته ، لقد جمع الصفات الغر لأصحاب الكساء الطاهرين ، نهل العلم الطيب والمعرفة الإيمانية ممن حوله من الأطياب أبيه الحسين وأخيه السجاد وعمه العباس وعمته زينب عليهم جميعاً سلام الله ، نعم لقد أشرقت الدنيا وسعدت البشرية بميلاد من سما بمواقفه وسجل للأحرار عبارات الإيمان والشجاعة وعدم الخنوع للظلام ، وكربلاء تشهد على ذلك حينما أوصلت كلماته إلينا وهو يحاور والده حينما غفا وانتبه وهو يحولق حيث قال له: أبتاه لم حولقت واسترجعت؟ قال له أبوه بُني لقد هامت عيناي قليلاً فسمعت هاتفاً يقول القوم يسيرون والمنايا تسير بهم إلى الجنة ، قال له: أبتاه أولسنا على الحق؟ قال أبوه: بلى بني والذي بيده مرجع العبا إننا لعلى الحق ، قال له: أبتاه إذا لا نبالي بالموت وقعنا عليه أم هو وقع علينا ، وقد طبق ما قال دون خوف أو وجل في أرض الوغى ليُرهب بسيفه جحافل الكفر ويقطع بسنانه رقاب الأبطال ![]() فما أجمل هذا الذكر صاحبي الغالي وما أجمل أن يخط مدادي هذه الكلمات في حق من سطر بدمائه الزكية الوفاء لدين الله ولإمام الحق ويلقى ربه راضياً مرضياً يهنأ بمجاورة الأطهار في مقعد صدق عند مليك مقتدر بارك الله فيك قلمي الفاضل لقد كتبت ووفيت وهذا هو الأمل من قلمٍ نذر نفسه أن يخط الود لآل البيت الطاهرين ![]() صــ آل محمد ــداح |
|
|
|