تاسع الأنوار

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
مناسبة طالما انتظرناها لنستلهم منها الخير ونأخذ منها البركة ، تضيء علينا بنور الهدى الساطع من جبين ذلك الإمام القادم إلى الدنيا بأمر الله ليضيء بفكره الصافي عقولنا ، ويُسعد بوجوده المبارك نفوسنا ، وتطيب بروائحه الزكية والتي تفوح بشذى العبير المحمدي أرواحنا ، لترتقي بوده وتسمو بالتأسي به لتُرضي بذلك خالق الوجود وتنعم غداً بالتقلب في الجنان
نعم أيها الكرام

اليوم يصادف ذكرى إشراقة نور من أنوار الهدى وعلم من أعلام التقى وسيد من سادة الورى الذين بهم عرفنا الله وبودهم تميزنا عن خلق الله وباتباعهم تكاملنا لنكون من المؤمنين الذين قال فيهم رب الأكوان وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى 82 سورة طه
نعم في هذا اليوم من أيام شهر رجب المباركة يُزهر على الكون نور الإمام التاسع من أئمة الهدى والمصباح الحادي عشر من مصابيح الجنان الذين أضاء الله بهم الوجود وأسعد بهم الخلق وزين بهم العقول
نعم اليوم نحتفل جميعاً بذكرى عزيزة على قلوبنا لنحيي بها شعيرة من شعائر الله ونُدخل بها السرور على قلب رسول الله ونُهنئ من خلالها القائم بأمر الله ونُبين للمخالفين بأننا لا زلنا على العهد باقون رغماً عن أنوفهم التي دُست في التراب بأفعالهم المشينة التي هزت الجبار الله غضباً عليهم ليخسئوا غداً في عذاب الله
نعم في هذا اليوم العظيم يُشرق نور الإمام الجواد علي بن محمد عليهما السلام ، وحقيقٌ علينا في هذه المناسبة أن نُقيم الأفراح ونُضيء المصابيح ونُوزع الورود ابتهاجاً بمقدمه الشريف وسروراً بمولده المبارك
نعم فرحة عارمة نسعد بها جميعاً بإطلالة الجواد التقي القانع الزكي باب المراد عليه أفضل الصلاة والسلام والذي انحدر من أبوين طاهرين هما
الأب : الإمام علي الرضا عليه السلام والأم : الخيزران وقيل أنها درزة وقيل أيضاً أنها سبيكة
ولد في العاشر من شهر رجب وقيل في شهر رمضان سنة 195ه بمدينة جَدِه المصطفى صلى الله عليه وآله
يكنى بأبي جعفر الثاني
نشأ في أحضان والده الإمام الرضا عليه السلام وكان يحظى بمكانه عظيمة عنده وامتاز بعلمه الذي بهر به علماء زمانه رغم صغر سنه وبعد وفاة والده تولى شئون الإمامه وهو لم يتجاوز السبع سنين ، عقد له المأمون مجلساً حوارياً مع علماء عصره من المسلمين وغيرهم فقابلهم بعلم غزير لم يتمكنوا على مجاراته واستسلموا لنبع فكره وصاروا بين يديه جهالاً تائهين
توفي عليه السلام شهيداً محتسباً بسم نقيع اسقته إياه زوجته الخبيثة أم الفضل بنت المأمون العباسي سنة 220ه وهو أصغر أعلام الهدى سناً

مبارك عليكم أيها الأحبة هذه المناسبة السعيدة لتعم عليكم بركاتها
وفقكم الله وقضى حوائجكم واعم عليكم الخير وأطال في اعماركم وهنأكم بالصحة والعافية والأمن والأمان بجاهه المبارك عند الله وببركاته التي بها استقر الوجود وبامتداده المبارك يزول الظلم والجور والعدوان
صــ آل محمد ــداح