#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته العلاقة وطيدة بينهما جداً ؛ فإنّ الخشوع والخضوع , والحزن والأسى , ورقة القلب والبكاء لمصاب أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السّلام) راجع إلى ذكر الله والخشوع له , وهو داخل في باب تعظيم الشعائر التي هي من تقوى القلوب (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ)(22) . البكاء على الإمام الحسين (عليه السّلام) تضافرت الروايات عن النبي (صلّى الله عليه وآله) وعن الأئمّة (عليهم السّلام) في الحثّ على البكاء والحزن والأسى على الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى حدّ الجزع ؛ فإنّ الجزع في المصاب وإن كان ممنوعاً على غيره من سائر النّاس إلاّ أنّ الجزع عليه مستحسن . وإليك جملة من هذه الروايات التي تناقلتها مدارس الحديث على مختلف مذاهبها ومشاربها : 1 ـ جاء في الصحيح عَنْ محمّد بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السّلام) قَالَ : (( كَانَ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ (عليه السّلام) يَقُولُ : أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الحُسَيْنِ (عليه السّلام) حتّى تَسِيلَ عَلَى خَدَّيْهِ , بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً , وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ حتّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ فِيمَا مَسَّنَا مِنَ الأَذَى مِنْ عَدُوِّنَا فِي الدُّنْيَا , بَوَّأَهُ اللَّهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ , وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَسَّهُ أَذىً فِينَا فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ حتّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ مِنْ مَضَاضَةِ مَا أُوذِيَ فِينَا , صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ الأَذَى , وَآمَنَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سَخَطِهِ وَالنَّارِ )) . 2 ـ وقَالَ الإمام الرِّضَا (عليه السّلام) : (( مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وأَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي العُيُونُ , ومَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يُحْيِا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ القُلُوبُ ... ![]() اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|