لآلئ محيااااي بدت

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

هاهي ذي ابتسامتي قد أظهرت لآلئ محياي وأضاءت وجهي بشعاع نور الولاء لآل البيت الأطهار ، لا تسألوا عن علة السرور فالجواب ظاهر جلي ، الكون كله في هذا اليوم مبتسماً وكل من على الأرض في هذا اليوم مسروراً ، لقد ولد اليوم الإمام الرضا فاسترت وفرحت لولادته الأكوان ..

اليوم يعرف المؤمن اليوم يعرف الشيعي الإثنا عشري اليوم يعرف الفائز برضوان الله ، اليوم ترسوا سفينة النجاة على شاطئ السلام ليركب فيها من ثبت على الإيمان ولم يتوقف في ولائه على سادس أو سابع إمام ، اليوم تحمل سفينة النجاة المبايع لثامن الحجج وعاشر الأنوار ..

سيرة الإمام الرضا لا يسعها وقت ولا يحويها كلام ، إنها موسوعة فكرية أخلاقية سطرتها السنون والأيام ، ومثلي ليس له طاقة على الخوض في بحر مليء باللآلئ والمرجان ، ولا الغوص في أعماق محيط مليء بالحياة ..

حياة الرضا فيها العلم والمعرفة فيها التسامع والتواضع فيها الجود والكرم فيها الحب والعطف والحينان ، حياة الرضا حافلة بود الله ومفعمة بطاعة الله وطيبة بمرضاة الله ، فاضت ينابيع الخير منها وانتشرت أطياب الرحمة ومنها شع نور الإيمان ..

ولد عليه السلام في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 148هـ من أبوين طاهرين هما الإمام الكاظم وتكتم عليهما السلام ، ونشاً مشأة الأحرار في بيتٍ طاهر وطيب بذكر الرحمن ، عاش خمساً وخمسين عاماً منها عشرين عاماً إماماً على العباد ، عاصر من طغاة الأرض الرشيد والأمين والمأمون ، من عظيم ما تحلى به من خلق أنه لم يجفي أحداً بكلام قط ولم يقطع على أحدٍ كلام ولم يرد حاجة لأحد ولم إلا بالرضا وعظيم العطاء ، ومن طيب خللقه أنه لم يمد رجل في مقابل جليس له ولم يتكئ بين يدي جليس وأنه لم يتعامل بالعنف والسباب حتى مع خدامه ومماليكه ، ومن سماته الطيبة أنه يبدي الإبتسامة قبل الكلام ..

الحديث عن علم الإمام يحتاج إلى مجلدات لذا أكتفي قائلاً أنه عيبة علم الله ووارث علم رسول الله صلى الله عليه وآله ..

في الختام أبارك لكم أيها المؤمنون ولادة الرضا من آل محمد وأهنؤكم على ما أبديتم لنور وجوده من فرح وسرور وحفل ميمون أنرتم به مجالسكم وطيبتم به بيوتكم وجددتم به ملابسكم وعاهدم الله في يوم مولده أن تكونوا له ولاة ولأعدائه عداة ، هنيئاً لكم الجنة عهد من ضامن الجنة عليه وآبائه وأولاده السلام ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)