#1
|
||||||||||
|
||||||||||
لوازم رفض نظرية تجدد القرآن
منقول من الموسوعة القرآنية \ من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني قد لا يقبل بهذه النظرية شخص ما أو حتى عدة أشخاص مما لا يؤمن أصلاً بضرورة وجود حجة لله في أرضه ، فيقول إن القرآن نزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم تسليما) وانتهى الأمر وان ليس لدينا غير ذلك وما زاد عليه فهو ليس من القرآن وهو كذب وتلفيق على الله ، وللإجابة عن مثل هذا الإشكال نورد النقاط التالية :- النقطة الأولى : إن من يقبل بهذا الكلام - أي رفض نظرية تجدد القرآن - فإنه يقول بموت القرآن وانتهاء أثره وهذا ما أشار إليه الإمام الباقر (عليه السلام) في حديثه حيث قال : (... إن للقرآن حي لا يموت والآية حية لا تموت فلو كانت الآية في الأقوام ماتوا ماتت الآية ، لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين )( ). وقال أبو عبد الله (عليه السلام) : (إن القرآن حي لم يمت وأنه يجري كما يجري الليل والنهار وكما يجري الشمس والقمر ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا )( ). ولا يقبل مسلم بل كل صاحب دين أن يكون كتابه السماوي عبارة عن كتاب تأريخي تراثي يتحدث عن زمن قد مضى لا علاقة له بالآن ، وعليه فلا مناص من القول بأن القرآن لهم ولنا ولمن يأتي بعدنا وهذا لا يمكن تصوره إلا إذا قلنا بتجدده وجريانه واحتواءه على كل الحقائق الكونية ماضيها وحاضرها ومستقبلها . النقطة الثانية : كذلك من لوازم عدم تجدد القرآن القول بعدم حجيته وعدم جريان أحكامه على من يأتي في الأزمان المتأخرة كون ظواهر القرآن تخاطب أقواماً قد صاروا تحت الثرى وصار التاريخ يذكرهم ليس أكثر من ذلك ، وهذا يتناقض مع نصوص القرآن الصريحة بأنه {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} وأنه {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} وغيرها وإذا سلمنا بأن القرآن قد بين لتلك الأقوام كل شيء فكيف نعرف تبيان ما يخصنا من أشياء وهي ليست موجودة في ذلك الزمان . وهذا ما تعالجه قضية تجدد القرآن وجريانه على الآخرين كجريانه على الأولين وإن الأئمة (عليهم السلام) هم عدل القرآن وتراجم القرآن وهم القرآن الناطق . النقطة الثالثة : إن من الإشكالات التي يقع فيها القائل بعدم تجدد القرآن هو استحالة التمييز بين المحكم والمتشابه خصوصاً وإن معرفة ذلك (المحكم من المتشابه) هو من مختصات الراسخين في العلم ، كذلك فإن معرفة تأويل المتشابه ، هذا إذا تنزلنا وقلنا بوضوح المحكم ، أيضاً من مختصات الراسخين في العلم الذين هم محمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وهم الأئمة الإثنا عشر (سلام الله عليهم) فالإعراض عنهم وعن ما يأتي من طريقهم امر خاطئ جدا. ولذا ورد في الحديث المتفق عليه عند كل المذاهب : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )( ). وإليك ما جاء عن أبي جعفر (عليه السلام) لتكون على بينة من الأمر وتعرف عظمة ما تنكر : ( ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته ، أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وجميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان )( ). النقطة الرابعة : من المشاكل العويصة في علوم القرآن هي مسألة تعدد التفاسير وتضاربها وكثرة الآراء وتناقضها فبأي قول يؤخذ ولأي مدرسة نتبع وهذا القرآن ينادي {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}( ). فالاختلاف ليس من الله ، ومن أعرض عن الأئمة الذين هم أهل الكتاب والذين هم ( من خوطب به ) فإنه لا محالة واقع في ( من فسر القرآن برأيه ) و ( من ضرب القرآن بعضه ببعض ) وكلاهما من أهل النار أعاذنا الله وإياكم من سوء المئال . النقطة الخامسة : كيف يمكن تفسير المدد القرآني الوارد في قوله تعالى {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}( ) ، فإذا كان الأمر متعلقاً بالقرآن التدويني فهو لا يحتاج إلا إلى بضع المللترات من المداد وبعض الأوراق لكتابة سوره وآياته. ولكن الأمر ليس كذلك والفرق بين ذلك وبين الحقيقة كالفرق بين الباطل والحق ، فالمدد القرآني اللامتناهي مستمر استمرار وجود القلب المعصوم على الأرض . وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى هذه الإشكالية ، بقوله : ( فاستنطقوه ولن ينطق ) مفتاح الأمر بقوله (عليه السلام) : ( ولكن أخبركم عنه )( ). إذن فهو سلام الله عليه الناطق عن كتاب الله ، ثم يقول : ( ألا إن فيه علم ما يأتي ) فمن ذا يستطيع أن يوضح علم ما يأتي من القرآن غير علي (عليه السلام) وآل علي : ( والحديث عن الماضي ودواء داءكم ونظم ما بينكم ). ولذلك يقول ابن عباس : ( ... وما علمي وعلم أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم تسليما) في علم علي إلا قطرة في سبعة أبحر) ، وعنهم (عليهم السلام) : ( أرأيت ان قالوا حجة الله القرآن ، قال : إذن أقوالهم إن القرآن ليس بناطق يأمر وينهي ولكن للقرآن أهل يأمرون وينهون ...)( ). ((فالمدد هنا المعبر عنه بحبل الله هو الحقائق الملكوتية من العرش ليمد تلك البطون والأبحر السبعة بالجريان و الاستمرارية بحقائق جديدة هابطة بعد دورانها السابق في الكون)) . ومضة نور : رُب سائل يسال : ما هو مصداق هذا المدد القرآني في القران على اعتبار إن القران حوى كل شيء من الوجود بين طياته إن كانت مصاديق وحقائق (تأويل القران) أو صيغ لغوية لهذه الحقائق ( تنزيل القران ) كما قال تعالى {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} ؟ وللإجابة على ذلك نقول : بالفعل لا بد من وجود ما يعبر عن ذلك المدد الملكوتي في القران على شكل سور أو آيات ولكي نعرف أي من السور يمثل المدد . لقد أثبتنا في كتاب ( تجزئة القران ) إن آية بسم الله الرحمن الرحيم تمثل القرآن الكريم كونها مصدر الإمداد الغيبي للقران ، ومن هنا نفهم الرواية القائلة ( كل شيء لم يبدأ بالبسملة فهو ابتر )( ) لكونه خالي من البركة والنماء . ولما كان الأئمة هم مصدر الإشعاع لهذا المدد والفيض النوراني إلى كل الوجود حق لأمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) القول : ( أنا النقطة التي تحت الباء ) ، فكل شيء جاء من النقطة التي هي مصدر الفيض ومبدأ الأشياء . أتمنى لكم الفائدة تحياتي نورجهان |
|
|
|