سيرة الامام زين العابدين عليه السلام

الإمام زين العابدين عليه السلام عصره سلام الله عليه : كان عمر الإمام زين العابدين عليه السلام 25 عاما عند استشهاد الإمام الحسين في معركة الطف وقد كانت أكبر محنة تعرض لها الإمام بعد ما رآه من ظلم معاوية لعمه الحسن وتولى يزيد الحكم ومعركة الحسين عليه السلام في أرض كربلاء وقد كان الحجاج من مساعدي معاوية فقويت شوكته وحكمه وبعد قتل يزيد حكم مروان بن الحكم الذي قتلته إمرآة ثم حكم عبد الملك بن مروان الذي يعتبر داهية من دواهي العصر فكتب كتاب سري إلى الحجاج بالعراق يقول ابعد عني دماء بني هاشم وأمره أن يسيطر عليهم دون أن يهرق الدماء وفي نفس اليوم استلم عبد الملك رسالة من الإمام زين العابدين يقول له أشكرك على الكتاب الذي بعثت به إلى الحجاج في حقن دمائنا وإذا استمريت بهذه السياسة يستمر حكمك فترة طويلة وبالفعل كانت حقبة عبد الملك حقبة طويلة ولكن عانى الإمام من الحصار والإقامة الجبرية فانصرف عليه السلام إلى الصلاة والدعاء وتأسيس الناس على منهج أهل البيت وتعليمهم من خلال حلقات الدروس التي كان يقيمها في منزله حيث كان يشتري العبيد ويعلمهم وبعد سنة من تعليمهم وتربيتهم على علوم أهل البيت يعتقهم ويعطيهم الأموال ليعودوا إلى ديارهم وقد اختلفت الروايات في عدد العبيد الذين أعتقهم الإمام بين خمسين ألف عبد ومائتي ألف عبد . روايات من سيرته العطرة سلام الله عليه : كان في المدينة شخص كلما رأى الإمام يسبه ويشتمه ويشتم أمير المؤمنين والزهراء فأعرض عنه الإمام عليه السلام بالكلام الحسن وأكرمه فأحس الشخص بالندم وقال للإمام سيدي ومولاي هل لي من توبة ؟ فقال الإمام إن تبت تاب الله عليك ، فقال الشخص الله يعلم حيث يضع رسالته . أُتهم الإمام زين العابدين بالبخل وقد أورد أهل البيت ذلك في رواياتهم " كان جدي الإمام زين العابدين يُـبـَـخــَّل " وذلك كان سببه أن بني معاوية كانوا يغدقون الهدايا للجواسيس والعيون ويقدمون العطايا للناس من بيت مال المسلمين في حين يمنعونها عن شيعة أهل البيت فكانوا يقيسون عطايا الإمام بعطايا الخليفة ورجاله في حين أن الإمام كان يعطي صدقة سر وكانت مئات العوائل تقتات من مال الإمام دون أن تعلم أنه المعطي ويتكلمون عليه بالبخل حتى أنه كان هناك امرأة توفي عنها زوجها بمعركة النهروان فكانت تقول لا جزى الله علي بن الحسين خيرا لا ينظر إليَّ وإلى أيتامي في حين أن رزقها ياتيها في كل ليلة من صدقة سر الإمام ، فالروايات المتواترة تقول أنه على الأقل أربعمائة عائلة كانت تقتات على صدقة سر الإمام، ولم يُعرَف الأمر إلا باستشهاد الإمام سلام الله عليه بعد أن بقيت مائة عائلة بدون عشاء ليلة وفاته سلام الله عليه. شوهد الإمام زين العابدين يمشي في أزقة الكوفة ليلا في ليلة شديدة المطر فرآه رجل وقال له: ما الذي تفعله في هذا الليل الماطر ، فرد الإمام عليه السلام : إني أُعد لسفري ، فتركه الرجل متعجبا من حاله ثم رآه بعد أيام فسأله يا ابن رسول الله لقد أخبرتني أنك في سفر وها أنت ما زلت في الكوفة لم تغادرها فأجابه الإمام عليه السلام : كنت أُعد لسفر الآخرة ، فقد كان يجمع جرابا ويطوف به على بيوت المستضعفين والفقراء سراً ليلاً ، ومن الناس الذين يحاربونه إبن عمه رغم أن الإمام كان يعطيه المال ويعطف عليه. وأما أكثر ما يثير الاستغراب في كرم الإمام أنهم كانوا يحسنون حتى على أعدائهم أن مروان بن عبد الملك حكم عشرة أشهر فقط ثم قتل وجاء ابنه عبد الملك في فترة موت مروان كان الإمام هو الذي ينفق على عائلة مروان بن عبد الملك . أسامة بن زيد بن حارثة كان قائد الجيش الذي أرسله الرسول قبل وفاته إلى تبوك " لعن الله من تخلف عن جيش أُسامة " زيد بن حارثة من أصحاب رسول الله الذين حاربوا بين يديه وأسامة قائد لواء رسول الله إلى تبوك لم يبايع أمير المؤمنين عند توليه الخلافة وفي أيام الإمام زين العابدين عليه السلام وعندما حانت منية أسامة وأصابه مرض الموت دخل الإمام عليه السلام (مع أنه ناكث لبيعة أمير المؤمنين ) فوجده يتأوه فسأله الإمام مم تتأوه ، فقال أسامة يا ابن رسول الله إني مغموم ، فأجابه الإمام وما سبب همك وغمك يا أسامة ؟ ، فقال : لدين في عنقي مقداره خمسة عشر ألف دينار ، فقال الإمام عليه السلام : وعليّ سدادها مت قرير العين يا أسامة. إسماعيل المخزومي كان من الناس الذين يشتمون الإمام شتم شديد ويعايرون الإمام بأمه الفارسية التي ماتت أثناء ولادته ، والمرأة التي كانت تربي الإمام تزوجت فكان يعاير الإمام أكثر فأتاه عقاب رب العالمين لتطاوله على الإمام حين اتهم بسرقة بيت المال في عصر عبد الملك بن مروان الذي أمر بتجريد إسماعيل من ثيابه وتعليقه على الشجرة وأمر المارة أن يضربوه ويشتموه فكان أهم ما يفكر فيه أن لا يمر زين العابدين ويراه على تلك الحال ، فمر الإمام ورأى الناس ترشقه بالحجارة فأنبهم ونهاهم وهو يقول لقد اشتريتم سخط الخالق برضا المخلوق ، وبعد ثلاثة أيام أعفي عنه كان إذا رأى الإمام لا يقوى على النظر إليه يهرب من طريقه ويقول مالي وعلي بن الحسين يوم القيامة .