ليلة امتزجت فيها الطاعة بالفرحة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ما أجمل هذه الليلة وما أطيب وليدها .. فيها استر رسول الله واستبشر وبها قرت عيناه بسبطه الأول وريحانته التي تفوح بعطر الجنان ليلجم بإطلالته لسان شانؤه القائل فيه أبتر
نعم إنها لليلة عظيمة زينت بيت النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وطيبت نفس بضعته البتول وأسعدت قلب أخيه الأمير حيث تلألأت فيها نجوم السعد وأزهرت واكتمل فيها البدر ليزين سماء الدنيا بنور الإمام الحسن عليه السلام ، وغابت فيها نجوم النحس وحُبست فيها الشياطين وغُلت كرامة لوليدها ونوره الزاهر الذي أضاء ونَور .. أعتذر فالموقف عظيم والمناسبة أكبر من أن تسعها حروفي الحقيرة وكلماتي الباهتة ، فمن أنا حتى أصف جمال هذه الليلة التي طابت وازدانت بإطلالة سيد شباب أهل الجنة وكريم آل محمد ، أعلم بأني في ذكر هذا الإمام العظيم أتلعثم لأني قاصر عن الإحاطة بعظيم منزلته عند الرب الأكبر ، لكن ولائي هو الذي دعاني لأن أسطر كلماتي وإن بدت متناثرة وعشقي هو الذي دفعني لأن أصيغ فرحتي في هذه السطور وإن كانت هزيلة لأشارك بها فرحة النبي الأكرم .. علني بذلك أنال شفاعته وأهنأ بمجاورته في جنان الخلد وبها أفخر
نعم أيها المؤمنون: الليلة ليست السماء فحسب إزدانت بنجوم السعد واستضاءت باكتمال البدر بل ها هي الأرض قد اكتست حلة جديدة ونثرت لآلؤها بملابسهم الزاهية وأكياسهم اللامعة لينتشروا في شوارعها وسككها بأناشيد الفرح قارعين الأبواب بابتسامة الأحباب ، قاصدين نيل الهداية المفرحة لهم والمعبرة عن جود وكرم الإمام الحسن
نعم لقد ازدانت الشوارع والسكك بأحباب الله وهم يصولون ويجولون وبأيدهم تلك الأكياس قاصدين ملأها بالحلويات المكسرات والبطاطا والريالات ، مبتهجين مسرورين وسعداء بتلك الهدايا والعطايا المباركة بإشراقة الإمام الحسن وحتى الصائمون من الكبار قد أعدوا أنفسهم في هذه الليلة بعد العشاء للإفطار على مائدته المباركة تلك المائدة العظيمة الملأى بما لذ وطاب والمختومة بختم الإمام الحسن ، ليهنأوا بطعمها ويمرأوا بطيبها ويحمدو الرب العظيم أن جعلهم من شيعة أمير المؤمنين وأبنائه الميامين وعلى رأسهم الإمام الحسن ، وبعد الإفطار تفتح المجالس لاستقبال المهنئين والمحتفين والمشاركين أفراح المصطفى الأمين وأخيه أمير المؤمنين وبضعته أم الحسنين بإطلالة الزكي الطاهر أبي محمد الإمام الحسن
نعم إنها لليلة قد امتزجت فيها الطاعة والقيام لله بإظهار الفرح من خلال الإحتفالات التي زينت مجالس المؤمنين وعطرت بيوتهم ليجمعوا فيها إحياء أمرين عظيمين أمر القيام له خاشعين وأمر إحياء طيب من الطيبين وطاهر من الطاهرين وولي من الأولياء وإمام من الأئمة الكرام السبط الأكبر لرسول الله وسيد شباب أهل الجنان الإمام الحسن المجتبى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
فمرحاً للمؤمنين بهذه الليلة وهنيئاً لهم هذا الإحياء المبارك والفرحة العارمة بميلاد الزكي الكريم والتي ستكتب في ميزان أعمالهم الصالحة وتوضع في في أرصدتهم الطيبة لتكون شفيعتهم لمجاورة الإمام الحسن غداً في الجنان
وفي الختام لا أملك إلا أن أبدي فرحتي بهذه الإنشودة التي يرددها أطفال الأحساء في الشوارع والسكك وعلى أبواب البيوت قاصدين بها كرم الإمام عليه السلام
قرقع قرقع قرقيعان .. عام عام يا صيام
عطونا الله يعطيكم .. بيت مكة يوديكم
ويلحفكم بالجعد .. عن المطر والرعد
لما الحسن ما جينا .. يكب الكيس يعطينا
يعطينا من مال الله .. يسلم لكم عبد الله
ولكم مني أجمل االتهاني والتبريكات
صــ آل محمد ـــداح