وبالأسحار هم يستغفرون

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
تقبل الله مني ومنكم صالح العمل وغفر لي ولكم الذنوب ومن علي وإياكم بالزلفى إليه لنُكتب فيمن رضي الله عنهم ورضوا عنه المختلين به في الأسحار والمناجين له والناس نيام ، قد شغلتهم العبادة عن ملذة النوم ، أشرقت وجوههم مُزهرة بنور الله وطاب مقامهم بعبير التأدب مع الله ، وتلذذت نفوسهم بحلو الحديث مع الله ، يناجونه تارة متضرعين ويقرأون خطابه تارة من خلال تلاوتهم للقرآن الكريم ، غيرهم هاجع قد غط في نوم عميق وهم قائمين وراكعين وقاعدين وساجدين يرجون رحمته ويلتمسون رضاه ليكونوا من أهل النعيم ، مستأنسين بلقائه ومستمتعين بحلو كلامه ، وهانئين بمناجاته ، يتمنون لو يطول المقام وتطول الساعات حتى لا تقطع عليهم جمال الذكر له فهو المحبوب الذي لا يمل من أحبائه وهم الضيوف المكرمين عنده بأي تكريم ، قد ضمن لهم غفران الذنوب ووهب لهم الثواب الجزيل ووعدهم بالفوز الخالد في جنات النعيم
ماذا عساني ان أقووول غبطة لهم وبماذا عساني أُعبر لإظهار فرحتي بهم إنهم فعلاً متقون لا ينامون إلا قليل قد طووا الوسائد وفرشوا الأرض بطيب الود له فقاموا ليلهم له ذاكرين فنالوا بذلك الأجر العظيم وبُشروا بجنات النعيم
تعجز الكلمات أن تُظهر مشاعر فرحتي بهم حتى لو حاولت أن أفرغ لذلك وقتاً طويلاً أُفكر فيه بعمق لصياغة كلام جميل أُبدي سروري بهم وشكري لفعلهم فإني جد مُقصر ، كيف لي أن أشكر من نالوا شكر الله العظيم ، وبأي لسان يكون ذلك ، أبلساني الكال والقاصر عن قول الجميل ، أم بفعلي الممزوج بالطاعة والمعصية والذي وإن بدا جميلاً فهو مجروح بالغفلة
أعلم بأن شكري لهم لا يسعدهم فهم لا يرجون شكري بمقدار ما يرجون شكر الخالق العظيم
ومالي هنا إلا أن أتوجه بالدعاء لله بأن يوفقني وإياكم لأن نكون مثلهم نقضي الأسحار بزينة اللقاء بالله وطيب الحديث مع العظيم الأعظم والكريم الأكرم لنكون من أهل جنته ورضوانه وممن ينعمون بإقامة خالدة في مستقر رحمته في عليين

صــ آل محمد ــداح