الجرح النازف والنبض السريع

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قلبي أراك اليوم تخفق بسرعة تُثير دهشتي وأشعر منك بآلام تُزعج نفسي ، أمن علة أنت تخفق وتتوجع ؟
أخبرني حتى أقيك من ذبحة تودي بحياتي وتقرب منيتي وأنا بَعدُ لم أهنأ بنصرة آل البيت الطيبين
إني أعيش القلق والحزن لما أراه من نزف غزير أتعبك وكاد أن يوقف نبضك ، أمن أي شيء جرحك النازف هذا ؟ طيب خاطري وافصح لي عما يؤذيك أيها القلب الحزين
لقد توصلت إلى سبب أوجاعك وسرعة خفقانك وغزارة نزفقك ، لاداعي لأن تبدي لي ذلك ، فاليوم العالم الإسلامي يمر بفاجعة أليمة فطرت قلوب المؤمنين وأبكت عيون الموالين ، وبما أنك تحمل نور الهدى وتحوي مصابيح الدجى فلا شك عندي أن تكون متألماً كما هي قلوب الشيعة باستشهاد النور الحادي عشر من أنوار الهدى وعترة المصطفى الطيبين الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام
آااااه أيها القلب الحزين يحق لك أن تخفق بقوة وتتألم بشدة وتنزف بغزارة فالمصاب جلل أفجع قلب الزهراء الموجوع على آبائه من قبل وقد زادها فقد هذا الإمام العظيم حزنا وآلاما ، ويحق لك أن تتفطر بجروح لا تندمل لتواسي وتعزي بذلك ولي الله والقائم بأمره وحجة الله على خلقه الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف لافتاجعه برحيل والده عن هذه الدنيا وهو طفل صغير
آاااه ياقلبي الموجوع ، في هذه اللحظات سأسافر بك إلى تلك الأرض التي طهرت باحتوائها لمرقد أزكى الخلق بعد آبائه الأطهار لنجدد الولاء عنده ونعاهده بأن نأخذ بثأره مع ابنه صاحب العصر ، لنفرح بذلك قلبه وقلب جدته الزهراء البتول ونسعد بذلك الرسول ، بإبادة الظلم والجور عن أرض الله التي ضجت وتزلزلت وكادت أن تسيخ بمن عليها لولا وجود ابنك الحجة ُيهدء روعتها لتستقر وتصبر على الفساد والعبث بأرواح العباد من قبل المتجبرين الأوغاد لعلمها بوعد الله والذي به تزدهر بالخير وتُظهر ما أخفت من نعيم أضمرته عن عبث الشياطين على مر السنين
ولتهدأ آلامك ويخف نزفك وتندمل بعض من جراحك حينما تشم رائحة الجنان من خلال وجودك بقرب مرقد من بوده تُفتح أبواب الجنان لتراها قلوب العاشقين
نعم قلبي المحزون نبضك يوحي بالقول لِمَ قلت أن وجودي قرب مرقد الإمام العسكري عليه السلام يخفف من آلامي ويقلل من نزفي ويشفي بعض جروحي ؟
أليس وجودي بقربه يُزيل ما بي من آلام ونزف وجراح تماماً ؟
قلبي الصابر على البلاء بما أن أولياء الله لم يؤخذ بثاراتها بعد ، فلن تكون طيباً فجروحك ستبقى تنزف ولن تتوقف أو تندمل تماماً إلا حين ترى تلك الطلعة البهية لحفيد السلالة النبوية وحجة الله على خلقه وابن هذا الإمام الشهيد وتتسلح معه بالإيمان لتجاهد أعداء الدين وتطعن بخناجر الشياطين حينها تطيب وتهنأ بنعيم مقيم في جنات الله وبمرضاته
لعن الله المعتمد العباسي والذي أفجعك وقلوب المؤمنين بِسُمٍ نقيع جرعه لإمامنا العسكري ليرحل على أثره عن هذه الحياة شهيداً مظلوماً

صــ آل محمد ــداح