أوجع قلبي مصابه

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ها هو قلبي المحزون بدأ ينزف بجراح الأسى بدماء غزيرة يصعب إيقافها لأجدها فرصة سانحة أملأ منها مداد قلمي لأسطر به كلمات الشجى على أُفول نجم من نجوم الهدى اللامعة بزينة أخلاقه وشعاع علمه وجمال إخلاصه في عبادة الخاق العظيم ، فالكون اليوم بأسره حزين ، نجوم السماء المتلألة قد غابت وبدرها المنير قد خُسف وشمس الدنيا التي تُرسل خيوطها الذهبية على ربوع الأرض قد كُورت وانطفأ شعاعها وكل من دب على هذه الأرض يئِن حزناً ، والمؤمنون الذين تعاهدوا الولاء له قد عقدموا مجالس التأبين وأظهروا الحداد
إنه تاسع الأنوار الذي اغتالته يد الحقد وغيبته جلاوزة الأوغاد
نعم أحبتي اليوم جلستُ من نومي وأنا موجوع القلب تعجبتُ وتساءلت عن سبب هذه الأوجاع المُزعجة والآلام الشيدية التي كادت أن تخنقني ، أهو الموت قد اقترب مني ؟ أم هي علة أراد الله بها محو الذنوب العظام ؟ ، أم أن هناك حدث أليم جعل قلبي يضطرب ودقاته تتسارع لأشعر من خلالها بأفضع الآلام ؟ ، ما هي إلا لحظات وإذا بي أرى دماءاً غزيزة تخرج من تلابيب قلبي ، صحت بعالي الصوت آاااه مالذي جرى لقلبي في ساعات هذا الصباح لِمَ هو عليل ؟ وكيف السبيل إلى شفائه ؟ فالأمر جدُ خطير ، هممتُ أن أقصد المشفى وإذا بي أسمع هاتفاً ينادي: قف مكانك .. فقلبُك طيب ولا علة فيه ، حاولتُ أن أعرف مسار الصوت لكنه ما أسرع أن غاب ، فلم أتمكن من سؤاله عن هذا النزف العجيب والألم المريب وما هي إلا لحظات وإذا بالصوت قد عاد من جديد يُنادي: اليوم أنت على موعد والحزن الشديد فقد استُشهد فيه مصباح من مصابيح الهدى وإمام من أئمة الورى سألته بسرعة ومن عساه أن يكون قال أنه تاسع الأنوار الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام ، فغاب الصوت بعدها ولم يعد ، لما علمت بالخبر بدلتُ ثوبي الزاهي الألوان بثوبٍ قاتم بالسواد ، وأجريتُ الدمع الغزير وأظهرتُ الحزن الذي كان قد آذاني وأوجع قلبي وفطره بجراح عميقة تنزف بدمٍ غزير من حيث لا أعلم ، عَلِي بذلك أُخفف من أوجاعه ، وأتمكن من إيقاف نزفه وتندمل بذلك جروحه ، وبعدها خرجتُ من منزلي لأجد الأعلام السود قد لاحت من سطوح المنازل والمجالس قد فتحت أبوابها لاستقبلا المعزين وأرى المؤمنين المؤمنين كل كمهم ينادي بصوت حزين واويلاه وا حزناه ، والبعض منهم رأيته يلطم الهام ويخمش الوجه ويبكي معولاً ويصرخ نادباً واإماماه واسيداه ، جلتُ ببصري قليلاً وإذا بي أرى نساءاً مؤمنات قد عقدن مجلساً بالقرب من بيتي وسمعتهن يصرخن ببكاء شديد كأمهات مثكلات بعزيز عليهن وأسمع صوت اللطم منهن على الهام وترديد الإنشاد الحزين ، فلم أمتلك نفسي لأرى نفسي بلا شعور وأنا في مكاني ألطم على رأسي وأردد معهن النشيد على مصاب هذا الإمام العظيم
نعم أحبتي في هذا اليوم المصادف للتاسع والعشرين من ذي القعدة يصادف ذكرى استشهاد مولانا الجواد عليه السلام توافقت مع ذلك اليوم من عام 220ه على يد طاغية من طغاة بني العباس وفرعون من فراعنتهم قد ضاق بالإمام ذرعاً لما يرى منه من زينة الخلق وحسن العبادة وجمال العلم ونور الإيمان ، فأراد أن يطفئ ذلك النور ليهنأ ويستمتع بدنيا الغرور الذي يعيشها والتي ستودي به إلى أسفل دركات الجحيم
نعم لقد غُيب ملانا الجواد عليه السلام عن دنيا الوجود من قبل من تسمى بالمعتصم وهو لا عصمة له ولا دين

وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم لمولانا قائم آل محمد بأحر التعازي وأتقدم للمؤمنين أينما كانوا بمثله من العزاء ولكم أيها الأحبة داعياً المولى القدير أن يوفقكم جميعاً للأخذ بثأره مع ولي الله الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف
صــ آل محمد ــداح