#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() نرجس عليها السلام الشاعر جواد العكيلي
روضُ النبوّةِ عـطـرُهُ مــــن نـرجسِ -- عَطُرت بـــهِ حتـــى الجــوارِ الكنّسِ والعـرشُ والأفــلاكُ فــي دورانهــــا -- تسـتــــافُ صــبـحــاً نــاديَ المتنفّسِ عَبِقـــاً تشـــــارطُهُ الجنـــانُ أريجَهـا -- لولاهُ كـــــانت كــــالفـقـيـــرِ المفلسِ قـــد أنطقَ الدهمـــــاءَ ريُّ نسـيمِهـــا -- بل أنطقت حتـــى الصوانِ الأخرسِ مُدّت فـروعُ الخيـــرِ عــــانقت الدُّنــا -- ونـــوالُهــــا يـزهـــو بـكــلِّ مـعرَّسِ فـمــــؤصّلٌ فــرعٌ وفــــرعٌ مُغـــرَسٌ -- مــا آمتــازَ أصلٌ واهبٌ عن مُغرَسِ سُدُفُ السّنـــا قــد أولَدت سُدُفَ السّنـا -- فــــآنداحَ فجـــرٌ مـــن ليــــالٍ غُلّسِ الأصـــلُ فــــاطمــةُ البتـول ونسلُهــا -- والغرسُ طـــــاهرةٌ وبضــــعةُ كيِّسِ صــلّى الإلهُ عـلـــى البـتـولةِ فـــاطـمٍ -- بأتمِّهــــا وعلـــى الطهــورةِ نرجسِ *** قد خــــارهــا الرحمــنُ فــي عليــائهِ -- ســـــرَّ التقـــى والذيــــلُ غيرُ مدنّسِ ألَقــاً علــى الكونِ الرحيبِ ضيــاءُها -- فخـبــــا لمطلعِهِ مـضــــيءُ الأشْمُسِ أُمّاً رؤومـــــاً حــانـيـــــاً وبـحـجرِها -- نبتَ الهــدى مــــن ظهرِ حرٍّ أشْوسِ مســـــكُ الخِتـــــامِ وأيُّ شبلٍ أنجـبت -- ذي صــــولةٍ يـــا أطلسٌ مـن أطلسِ شَهِدت لـمــــولدِهِ الـجـنـــــانُ وأذّنـت-- فـــي لهفةٍ أعْظــم بـــهِ مـن فــارسِ ديـفـت حنـــايــــا الروحِ فــي عبقـاتِهِ -- فعــلا اليقينُ وخـــابَ كلُّ مـوسوسِ آيــــاتُهُ بـزغـت كـفـجــــرٍ مـصـــلتٍ -- دُحِرت بـــهِ أطـبـــاقُ ليلٍ حــنــدسِ مـــــا كــــانت الجـوزاءُ تحلمُ قربَهــا -- وربت علــى نــــارِ الخليلِ وبطرسِ والريـــحُ والغوّاصُ مـــن شيطــانِهـا -- والطــيـرُ تـغـدو أو تـعــــودُ بـعُسَّسِ فمُأوّبٌ جبلٌ وصــــــافنُ عـــرفِهـــــا -- مـــاكــان يُعرفُ صـائلٌ مـن سائسِ والأفـعـــوانُ ومــــا تلقّفَ سحـرُهـــم - وطوىً ولوحُ الربِّ والطورُ الرّسي والكهفُ والفـتـيـــــانُ والكـلـبُ الـذي -- إنْ كــان ثــــامنُهــم فليس بســـادسِ ومُؤلِّهٌ يـحـيــــى بـمـســـــحةِ راحـــةٍ -- بــمُزأّمٍ وهــنـــيــــئــــةٍ لــمُــؤنـــّسِ لا يـسـتـــوي ذو آيــــةٍ ودلـيـلُهــــــــا -- حتـــى تســـاوى غرسةٌ مع غـارسِ آيـــــــاتُهـم سِفْرُ الخـلـــودِ وسِفْرُهـــم -- حرفٌ علـــى سِفْرِ الأمـــامِ الأقْعـسِ *** يـــا خيرَةَ النســـوانِ صـــادقةَ الرؤى -- رُفِعـــت بــــإذنِ اللهِ أرْفـــعَ مـجلسِ مـــا بـيـن طــــه والـبـتــولِ وحيـــدرٍ -- والمجتبـى ثمَّ الحســــينِ الخــــامسِ بنتُ الصّفا شمعون ذي الحسبِ البهي -- والروحِ عيســى يــا طبيبَ الملمسِ خُطِبت بطيّاتِ الغيــوبِ ريــــاضُهـــا -- فتمــــازجت لونُ الأقــــاحِ بنرجسِ وآخضرَّ عـــودُ الكونِ مــــن نفحـاتِها -- يــزهــو بـســـــرٍّ لـلإلـــــهِ مُكـرّسِ أعـظـمْ بخــــاطبةِ الرســـولِ مـحـمــدٍ -- محفـــوفةٍ مــــن كلِّ طرْفٍ نــاعسِ يـــــا مـوكبــــاً رســـمَ الوجودَ بريشةٍ -- ســـرَّ الغيــــوبِ فراســــةَ المُتَفرِّسِ وآلْتمَّ شــمـلُ الأوصيــــــاءِ بـراحــــةٍ -- مـــن نــــورِ خـــالقِهـا بنورٍ تكتسي يـــا بهجةَ الكونيـن لاحَ ضيــــاءُهــــا -- ولهُ آنزوى نجـمُ النحــوسِ الأنحـسِ قـدرٌ يُقرِّبُ ســـاطـعـــاً مـن ســــاطعٍ -- أمـــرٌ تنكّرَ فــــي عنـــانِ الفـــارسِ ثـم آســتوى أرضَ الســــوادِ خـيـــالُهُ -- مـــابين مــــأســـورٍ وقبضـةِ ناخسِ مئتــــان لا زادت ولا نَقُصـــت بـهــا -- كـتبَ الأمـــامُ وجدَّ خفُّ الأحـمـــسِ يــــا بِشْرَ ســـــامــراء حيــــن تهلّلت -- قمـــرٌ ليــــاشــوعـــا مُسِرُّ العـــابسِ مـــن مقْدَمٍ للخـيـــرِ فيــــــهِ بـشـــارةٌ -- للشـــــــرِّ طـــــائــرُهُ بـشــــرٍّ مُبْلِسِ وضــعَ الإلهُ بكفِّهـــــا كفَّ الحـســـن -- صـــلّى وكـــلُّ مــراقبٍ أو جــــالسِ *** ظـــهــرَ الفســـــادُ وهـــذه أعــــلامُهُ-- بـرّاً وبـحــراً فــــي طريـــقٍ مُسْلَسِ ذو الديــن يعبدُ درهمـــــاً ويـصــونُهُ -- صـــونَ العزيـزِ الأحــوطِ المتمرّسِ فـيـروحُ أو يـغـدو بـذكـرِ لـجــــاجــةٍ -- عبدُ آشــتـهــــــاءٍ أو قـــوامٍ مـــائسِ مـعــروفُنــــــا نَهِبٌ ويـفـخــرُ منـكـرٌ -- والشــرُّ فـيـنـــا كالســـويقِ فنحتسي غُلَّت أيـــادينـــــا بفعــلِ صـنـيـعِنــــا -- ذُلاً لـبـســـنـــا وا حـقـيــــرَ المـلبـسِ ذبـحــوا أفــــاضـلَنــــا بشـفـرةِ سيفِنـا -- والنــــاسُ بـيـــن مــولــولٍ ومُهوِّسِ لا خـيـرَ فينــــا كـالخـرافِ يـمدُّنـــــا -- جـــلادُنــــا ، ذبـــحَ الطفيلِ الخـانسِ *** إنـهـض فـديـتُك ولـتـحِزَّ رقــــابَنـــــا -- يكفي خـنــوعـــاً طــالَ عمرُ البـائسِ أو ثوِّر البركــــانَ بـيـــن ضـلوعِنـــا -- وآشْدد زنـــــودَ العـــاركِ المُتَحـمِّسِ وآسـحـق بنـــا رأسَ الطغــاةِ بهامِهـا -- فــي يومِ مشــلولِ الأصــاغرِ أخرسِ أطلب ضـلــوعــــاً للحســـينِ بكربلا -- والبـــابَ والمسمــارَ فـي صدرٍ أسي أُنــدب رضـيـعـــاً لـم يَإنْ لفطـــــامِهِ -- فـطـمــوهُ نـبـــلاً مُشْحــذاً حدّاً قَســي والكـفُّ كـفُّ الجـــودِ رُدَّ زنــودَهـــا -- وآرســم بقلبِ الكونِ صــورةَ عابسِ أعبـر بـنــــا صـــوبَ المنـايـا قــائداً -- نـفـديـــك بـــالآبــــاءِ ثـــم الأنــفــسِ وآظهِر بـنــــا عدلاً وقســطاً ضائعـاً -- مـــــن يـــــومِ قـــابيلٍ ليــومِ المقدسِ وآركز علـى شـــاطي الفرات بيارقاً -- طـــاحت ومــا طاحت بحزِّ الأرؤسِ عجّل فــديـتُك رُبَّ حــــان أوانُهـــــا-- قسـمـــــاً عليــك بفــــاطــمٍ وبنرجسِ *** شعبان 1431 ، تموز 2010 كوبنهاكن - الدنمارك ![]() |
|
|
|