#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. الطفولة البريئة كان لها نصيبها من الأذى في واقعة الطف الأليمة وما تلاها من أسر لنساء وأطفال ذرية المصطفى صلى الله عليه وآله .. في واقعة الطف سجل رضيع الحسين بدمائه الزكية التي سفكت بأيدي الغدر وجلاوزة الضلال موقفاً يُذكر في هذا الزمان . بعد واقعة الطف سجلت طفلة الحسين التي لم تتجاوز السنة الرابعة من عمرها موقفاً عظيماً بقي خالداً إلى هذا اليوم .. لقد أبدت رقية ابنة الحسين بن علي سلام الله عليها قساوة قلب يزيد المتلبس بلباس الدين والمدعي لأمرة المؤمنين ، وأبانت للأجيال أن ذلك الحاكم ليس إلا ظالم طاغ تسلط على رقاب الأمة بالقوة ليتأمر عليهم ويستعبدهم ليكونوا له خاضعين .. أبت السيدة رقية عليها السلام إلا أن تُخلد كما خُلد أبوها وتذكر في هذه الأيام من كل عام بموقفها العظيم المبدي لشجاعتها ورباطة جأشها مع أنها قد لاقت من الأذى من جلاوزة العدو الكثير الكثير .. لما جن ليل الخامس من صفر وهدأت العيون كانت رقية نائمة في خربة الشام التي أمر يزيد يهين فيها سبايا الحسين عليه السلام ، وبعد سويعات انتبهت صارخة باكية تُريد أباها الحسين ، لم تهدأ عن الصراخ والعويل والبكاء ، لتقلق بذلك مضجع الطاغي يزيد ، لما لي يجد سبيلاً لإسكاتها أمر جلاوزته ببعث رأس الحسين إليها ، فأتوا به في طشتٍ مغطى بمنديل ، أزاحت المنديل عن رأسه واحتضنته بكلتا يديها باكية نائحة شاكية إليه ما جرى عليها من بعد عينه ، لحظات وإذا بصوتها قد انقطع ورأسها قد مال على رأس أبيها ، لما رأى الإمام السجاد الحال الذي عليه أخته أمر عمته بأن ترفعها عنه فلقد ماتت بحزنها على أبيها الحسين .. دفنت السيدة رقية في خربة الشام وحولتها إلى روضة من رياض الجنان ، ومناراً يزار في كل آن ..
في الختام أتقدم بعظيم الأجر وحسن العزاء لإمام العصر وصاحب الزمان ، ولكل مؤمن نبض قلبه ألماً وحزنا على مصاب السيدة رقية وأدعو ربي أن يجبر خاطره بالأخذ بثأرها مع قائد المسيرة وإمام الزمان .. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|