ويتجدد الحزن لمصاب الإمام المغيب في السجون

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
آاااهات الألم لا تنسى أبداً وفجائع الزمن ستبقى تدمي قلوبنا لتنزف غزيزة لا تهدأ ، لنعلن لها الحداد بلبس سود الثياب مظهرين بذلك حزننا على عظم المصاب الحال بتاسع أنوار الورى مولانا الإمام الكاظم عليه السلام ، ولنفتح لتأبينه مجالسنا نظهر فيها الندبة والبكاء علنا بذلك نواسي مولاتنا سيدة النساء عليها السلام
فاليوم غيبت يد الجور وجلاوزة الطغيان سيداً عظيماً من سادات آل البيت الكرام وإمام حقٍ نص عليه خير الأنام ، ليهدي الأمة من الضلال ويرشدها إلى ما فيه الصلاح مولانا الإمام موسى بن جعفر عن هذه الحياة بعد أن غيبته عن محبيه وهو على قيد الحياة لسنين عديدة في طوامير لا يُعرف فيها الليل من النهار ، ظانين بذلك أنهم سيطفئون نوره والذي هو نور الله ، ناسين أو متناسين أن الله لهم بالمرصاد وأن نوره سيتم رغماً عنهم ليبقى شعلة يستضيء بها المؤمنون في كل زمان ، ولتغشي بصائر من لا بصيرة لهم ليتيهوا في عظيم ذلك ذلك النور فلا يجدوا سبيلاً للخلاص منه إلا بإطفائه كما يظنون ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فها هو الإمام نبراساً يضيء في أرجاء الكون وها هو ضريحه المبارك يشع بنور الله ويزخر بكثرة الوفاد ، أما أعداؤه فتلاشوا كالسراب معالمهم قد اندثرت وأصواتهم قد خفتت وأرواحهم قد حوصرت بجحيم النيران
نعم أيها السادة : إن مولانا الكاظم لم ير نور الشمس أغلب سني عمر حيث قضاها في طوامير مظلمة تحرسها نفوس مشبعة بالنصب لآل البيت العظام ، تنقل خلالها من طامورة إلى أخرى حتى انتهى به الأمر إلى طامورة شديدة على مولانا قد غلت فيها يديه ورجليه بسلاسل ثقيلة تعيقه عن الحراك ، يحرسه فيها سجان ذو قلبٍ قاسي ونفس خبيثة وبطن مليء بالحرام ، ليجرعه بعد أن رأى قوة صبره على البلاء سم المنية غيبه به عن هذه الحياة وبعد ذلك يؤمر بحمله إلى جسر الرصافة في بغداد ليطرح جثمانه على ذلك الجسر لثلاثة أيام ليحرقوا بذلك قلوب شيعته ويفجعوهم فيه حيث نادى مناديهم من أراد الفرجة على إمام الرافضة فهذا إمام الرافضة ، وبعد أن وجدوا أن هذا الفعل سيقلب عليهم الأمر غيروا النداء بهذا النداء ألا فمن أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيبين والطاهر بن الطاهرين فليحضر جنازة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام
لتحمل الجنازة بعد ذلك مكرمة معززة رغماً عن أعدائه حكام الجور والعدوان لتشييع تشييعاً يليق بمكانته كإمام ومن ثم تُدفن في مقابر قريش بجانب الكرخ ببغداد ، ليستضيء ذلك المكان بنوره المبارك ويتطيب ترابه بجثمانه العطر ويزخر بالزائرين والوفاد ليبقى منارة شامخة قد ناطحت السحاب ، وليكون ذلك المكان بيتاً رفيعاً إذن الله أن يذكر فيه اسمه كما هي بيوت آل البيت الطيبين الأطهار
ونحن اليوم نستذكر هذه الحادثة الأليمة بقلوب منكسرة ودموع هاملة ، نجدد فيها الوفاء والبيعة لمولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ونعاهده أننا على نهجه سائرين وبحبله متمكسين ولصفات الخير الذي تحويها نفسه حاملين ولنهل العلم الذي يحويه فكره ساعين ولظلمهِ رافضين ولمصابه مستنكرين ولمن تجرأ عليه وآذاه لاعنين ، وبعصمته متيقنين ولقضاء الحوائج بجاهه راغبين فهو باب الله إلينا به ننال الخير ونهنأ بالعافية ونستمتع بجمال الحياة فهو وآبائه الكرام سبل الخير إلينا وآيات الله العظمى التي بها نصل إلى النجاة ونستقر في رحمة الباري وننعم بالخلود في الجنان
يا موسى بن جعفر، أيها الكاظم، يا بن رسول الله، يا حجة الله على خلقه، يا سيدنا ومولانا، انا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله
اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد أهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفاعئي بحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم إنك أرحم الراحمين
وفي الختام أتقدم بالعزاء لمولاي صاحب الزمان عجل الله فرجه على مصاب جده الكاظم وإلى الموالين أينما كانوا وإليكم أيها الكرام داعياً الله العلي العظيم أن يقضي حوائجكم ويكشف الشدائد والكروب عن المكروبين منكم ويشافي مرضاكم ويسعدكم في حياتكم بجاه هذا الإمام العظيم باب الحوائج إلى الله وبجاه آبائه الميامين وأبنائه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين

صــ آل محمد ــداح