#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() رَشَحات من علوم الإمام الجواد عليه السّلام
• روى عليّ بن إبراهيم القمّي عن أبيه، قال: استأذن على أبي جعفر عليه السّلام قومٌ من أهل النواحي من الشيعة، فأذِن لهم، فدخلوا فسألوه في مجلسٍ واحد عن ثلاثين ألف مسألة (6)، فأجاب عليه السّلام وله عشر سنين (7). • وسُئل الإمام الجواد عليه السّلام: أيجوز أن يُقال لله: إنّه شيء ؟ فقال: نعم. تُخرجه من الحدَّين: حدّ الإبطال، وحدّ التشبيه (8). الإمام الجواد عليه السّلام يفنّد أخباراً روّج لها ابن أكثم • روي أن المأمون بعدما زوّج ابنته أمَّ الفضل أبا جعفر عليه السّلام، كان في مجلسٍ وعنده أبو جعفر عليه السّلام ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة. فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول ـ يا ابن رسول الله ـ في الخبر الذي روي أنّه « نزل جبرئيل عليه السّلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال: يا محمّد، إنّ الله عزّوجلّ يُقرئك السّلام ويقول لك: سَلْ أبا بكر هل هو عنّي راضٍ، فإنّي عنه راضٍ » ؟! فقال أبو جعفر عليه السّلام:... يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله صلّى الله عليه وآله في حجّة الوداع: « قد كَثُرتْ علَيَّ الكذّابة وستكثر بعدي؛ فمن كذب عليَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار؛ فإذا أتاكم الحديث عنّي فاعرِضوه على كتاب الله عزّوجلّ وسُنّتي؛ فما وافق كتابَ الله وسنّتي فخُذوا به، وما خالف كتابَ الله وسنّتي فلا تأخذوا به ». وليس يوافق هذا الخبرُ كتابَ الله؛ قال الله تعالى: ![]() ![]() ثمّ قال يحيى بن أكثم: وقد رُوي أنّ « مَثَل أبي بكر وعمر في الأرض كمَثَل جبرئيل وميكائيل في السماء »! فقال عليه السّلام: وهذا أيضاً يجب أن يُنظَر فيه؛ لأنّ جبرئيل وميكائيل مَلَكان لله مُقرّبان لم يَعصيا اللهَ قطّ، ولم يُفارقا طاعته لحظةً واحدة؛ وهما ( يقصد أبا بكر وعمر ) قد أشركا بالله عزّوجلّ وإن أسلَما بعد الشِّرك، فكان أكثر أيّامهما الشِّرك بالله، فمحال أن يُشبّههما بهما. قال يحيى: وقد روي أيضاً أنّهما « سيّدا كهول أهل الجنّة »، فما تقول فيه ؟ فقال عليه السّلام: وهذا الخبر مَحال أيضاً، لأنّ أهل الجنّة كلّهم يكونون شبّاناً ولا يكون فيهم كهل؛ وهذا الخبر وضعه بنو أُميّة لمضادّة الخبر الذي قاله رسول الله صلّى الله عليه وآله في الحسن والحسين عليهما السّلام بأنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة. فقال يحيى بن أكثم: وروي « أنّ عمر بن الخطّاب سراج أهل الجنّة »، فقال عليه السّلام: وهذا أيضاً محال؛ لأنّ في الجنّة ملائكة الله المقرّبين، وآدم ومحمّداً صلّى الله عليه وآله وجميع الأنبياء والمرسلين؛ لا تُضيء الجنّة بأنوارهم حتّى تُضيء بنور عمر ؟! ... فقال يحيى: قد روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « لو لم أُبعَث لَبُعِث عمر »! فقال ( الجواد ) عليه السّلام: كتابُ الله أصدَقُ من هذا الحديث. يقول اللهُ في كتابه ![]() ![]() وكلّ الأنبياء عليهم السّلام لم يُشركوا بالله طرفةَ عينٍ؛ فكيف يُبعَث بالنبوّة مَن أشرك وكان أكثر أيّامه مع الشرك بالله ؟! وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: نُبِّئتُ وآدم بين الروح والجسد (11). مناظرة علميّة بين الإمام الجواد والقاضي ابن أكثم • رُوي أنّ المأمون لمّا أراد أن يزوّج أبا جعفر الجواد عليه السّلام ابنتَه أمّ الفضل، خَشِيَ بنو العبّاس أن يخرج الأمرُ من أيديهم إلى بني هاشم، فشكّكوا في عِلم أبي جعفر عليه السّلام ومقدرته، وطلبوا من المأمون أن يسمح لهم باختباره، فسمح لهم المأمون بذلك، فاستدعَوا القاضي يحيى بن أكثم وجعلوا له أموالاً طائلة إن هو سأل أبا جعفر عليه السلام سؤالاً يَعجِز عن الإجابة عليه. ثمّ إنّ المأمون جمعهم ذات يوم في مجلسه، فدارت بين الإمام الجواد عليه السّلام والقاضي ابن أكثم مناظرة علميّة سجّلها لنا التاريخ بسطور من نور؛ فقد ردّ الإمام الجواد عليه السّلام ـ وهو يومئذٍ غلام صغير العمر ـ على سؤال ابن أكثم ردّاً بانَ منه فضلُه وعِلمه، وبَخَع له ابن أكثم ولَجَلَج وبانَ عليه العجز والانهزام. تقدّم ابن أكثم وهو يُمَنّي نفسه الأمانيّ إن هو أبان للمجتمعين عن هذا الغلام الهاشميّ الوضّاح أدنى عجز عن إجابته. واندفع يسأل: ما تقولُ ـ جُعِلت فداك ـ في مُحْرِم قَتَل صَيْداً ؟ ظنّ ابن أكثم أنّ أمامه فتىً عاديّاً لم يَرِث علومَ آل محمّد صلّى الله عليه وآله، وخُيّل إليه أنّ الفتى سيقع في الفخّ الذي نصب له شِراكَه بمهارة، فالسؤال يتضمّن حالاتٍ واحتمالاتٍ كثيرة، لا يُتقِنُ الإجابةَ عن مثلها عالمٌ متفقّه دونما مراجعة لأحاديث الفقه الواردة في باب ما يَحرُم فِعلُه على المُحرِم للحجّ. تقدّم أبو جعفر عليه السّلام باطمئنان، وردّ في ثقة، وهو يُسائل قاضي القضاة ابنَ أكثم: قَتَله في حِلٍّ أو حَرَم ؟ عالِماً كان المُحرِم أم جاهلاً ؟ قَتَله عمداً أو خطأً ؟ حُرّاً كان المُحرِم أم عبداً ؟ صغيراً كان أم كبيراً ؟ مُبتدئاً بالقتلِ أم مُعيداً ؟ مِن ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها ؟ مِن صغار الصيد كان أم كِبارها ؟ مُصِرّاً على ما فَعَل أو نادماً ؟ في الليل كان قَتْله للصَّيد أم نهاراً ؟ مُحرِماً كان بالعُمرة إذ قَتَله أو بالحجّ كان مُحرماً ؟ فتحيّر يحيى بن أكثم وبانَ في وجهه العجز والانقطاع، ولَجلَج حتّى عَرَف جماعةُ أهل المجلس أمره. ثمّ إنّ المأمون سأل أبا جعفر الجواد عليه السّلام أن يذكر الفقه فيما فصّله من وُجوه قَتلْ المُحرم الصيد، فقال عليه السّلام: نعم، إنّ المُحرِم إذا قَتَل صيداً في الحِلّ، وكان الصيدُ من ذوات الطير وكان من كبارها، فعليه شاةٌ. فإن كان أصابه في الحَرَم فعليه الجزاءُ مُضاعفاً. وإذا قَتَل فرخاً في الحِلّ فعليه حَمْلٌ قد فُطم من اللبن؛ وإذا قَتَله في الحرم فعليه الحَمْل وقيمةُ الفرخ. وإن كان من الوَحْش وكان حمارَ وحش فعليه بقرةٌ؛ وإن كان نعامةً فعليه بُدْنةٌ؛ وإن كان ظَبْياً فعليه شاة؛ فإن قَتَل شيئاً من ذلك في الحَرَم فعليه الجزاء مُضاعفاً هَدْياً بالغَ الكعبة. وإذا أصاب المُحرِم ما يجب عليه الهَدْيُ فيه، وكان إحرامُه للحجّ نَحَرَه بمِنى؛ وإن كان إحرامُه للعُمرة نَحَرَه بمكّة. وجزاءُ الصيد على العالِم والجاهل سواء، وفي العَمْد له المَأْثم، وهو موضوعٌ عنه في الخطأ. والكفّارة على الحرّ في نفسه، وعلى السيّد في عبده، والصغير لا كفّارة عليه، وهي على الكبير واجبة؛ والنادمُ يسقط بندمه عنه عقابُ الآخرة، والمُصِرّ يجب عليه العقابُ في الآخرة (12) الإمام الجواد عليه السّلام يمتحن القاضي ابن أكثم • روى المفيد والطبرسيّ أنّ المأمون العبّاسيّ لمّا أجاب أبو جعفر الجواد عليه السّلام عن أسئلة ابن أكثم بما بان منه فضله لجميع من في المجلس، رغب إلى الإمام الجواد عليه السّلام في أن يسأل يحيى بن أكثم عن مسألة كما سأله يحيى. فقال أبو جعفر عليه السّلام ليحيى: أسألُك ؟ قال: ذلك إليك ـ جُعلت فداك ـ فإن عرفتُ جواب ما تسألني عنه وإلاّ استفدتُه منك. فقال له أبو جعفر عليه السّلام: خبِّرني عن رجلٍ نظر إلى امرأةٍ في أوّل النهار فكان نظره إليها حراماً عليه، فلمّا ارتفع النهار حَلَّت له، فلمّا زالت الشمس حَرُمَت عليه، فلمّا كان وقت العصر حلّت له، فلمّا غربت الشمس حَرُمت عليه، فلمّا دخل عليه وقت العشاء الآخرة حلّت له، فلمّا كان انتصاف الليل حَرُمت عليه، فلمّا طلع الفجرُ حلّت له؛ ما حال هذه المرأة ؟ وبماذا حلّت له وحَرُمت عليه ؟ فقال له يحيى بن أكثم: لا واللهِ ما أهتدي إلى جواب هذا السؤال، ولا أعرف الوجه فيه؛ فإن رأيتَ أن تُفيدَناه! فقال له أبو جعفر عليه السّلام: هذه أَمَةٌ لرجلٍ من الناس نظر إليها أجنبيٌّ في أوّل النهار فكان نظرهُ إليها حراماً عليه، فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلَّتْ له، فلمّا كان الظُّهر أعتقها فحرمت عليه، فلمّا كان وقت العصر تزوّجها فحلّت له، فلمّا كان وقت المغرب ظاهَرَ منها فحرمت عليه، فلمّا كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظِّهار فحلّت له، فلمّا كان نصف الليل طلّقها واحدة فحرمت عليه، فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له. فأقبل المأمون على مَن حضره من أهل بيته، فقال لهم: هل فيكم أحد يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب، أو يعرف القول فيما تقدّم من السؤال ؟! قالوا: لا واللهِ... فقال لهم: ويحَكُم! إنّ أهل هذا البيت خُصُّوا من الخَلْق بما تَرَون من الفضل، وإنّ صِغَر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال. أمَا علمتم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وهو ابنُ عشرِ سنين، وقَبِل منه الإسلام وحَكَم له به، ولم يَدْعُ أحداً في سنّهِ غيرَه؛ وبايع الحسنَ والحسين عليهما السّلام وهما ابنا دون الستّ سنين ولم يُبايع صبيّاً غيرهما ؟! أفلا تعلمون الآن ما اختصّ اللهُ به هؤلاء القوم وأنّهم ذُريّةٌ بعضُها من بعض، يَجري لآخرهم ما يَجري لأوّلهم ؟ قالوا: صدقتَ يا أمير المؤمنين (13). ![]() |
![]() |
#2 |
عضو مميز
![]() |
![]()
أسأل الله ان يوفقنا واياكم لمرضاته
احسنتم وبارك الله بكم شاكرين جهودكم المباركة ونتمنى لكم كل الموفقية والنجاح تحيتي الطيبة لكم |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() مديــر عام ![]() |
![]()
نعم
هم اهل العلم والمعرفه ارادهم الله لشرعه ولنهجه وليعلموا الناس ماهوه الله وماللناس من واجب اتجاه ربهم ودينهم المعارف احسنتم كثيرا ووفقتم ان شاء الله تحياتي ودعائي |
![]() ![]() |
![]() |
|
|
|