#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. عبير اترابه أشتمه .. واريد بدفتر الخدمة .. يسجلني .. هنيئاً لمن وُفق لأن يكون مسجلاً في دفتر زوار أبي عبد الله الحسين .. أي عبير يشتم زائر الحسين؟ سؤال أطرحه وأجيب عنه في الآتي من الكلام .. الحسين عليه السلام باع نفسه لله واشترى بها الجنة ونعيمها ، كيف كان ذلك؟ سؤالٌ وجيه جوابه سيأتي .. معلوم للجميع أن الحسين إمام حق ومصباح هدى وسفينة نجاة والروايات المتحدثة في ذلك عن جده المصطفى كثيرة ومتواترة ، ومعلوم للجميع أيضاً أن يزيد رجل غارق في اللهو من رأسه لأخمص قدميه ، فكيف له أن يكون خليفة المسلمين وحاكماً لهم وهو حامل لأرذل الصفات بوجود داعي الله والقائم بأمر الله والعامل بما فيه رضا الله أعني به سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام .. لما استنجد الدين بالحسين هب سريعاً لإنقاذه من براثم الجاهلية المتعشعشة في فكر يزيد ، فقام بحركة إصلاحية كلفته حياته وجعلت من دمه الطاهر دواءاً ناجعاً لدين الله القويم الذي كاد ان يموت بمرض خبيث لولا أخذه جرعة من ذلك الدم الطاهر أعادت له الحياة ليبقى صحيحاً لا يعتريه فناء ما بقيت هذه الحياة .. لقد كافأ الله الحسين عليه السلام في هذه الدنيا على ماقدمه من دواء لدين الله بأن جعله خالداً في قلوب المؤمنين وسبيل الأحرار للخلاص من جبروت الظالمين وجعل مرقده مناراً يضيء درب العاشقين ، وكافأه في الآخرة بدرجة عالية في الجنة لم يصل إليها أحدٌ من العالمين ، فهو إذا قد باع نفسه لله فأعطاه الله أعلى ما في الجنة من نعيم .. بعد هذا الجواب أقول أن زائر الحسين حينما يشتم عبير تراب الحسين إنما يشتم عبير الجنة ، بل يشتم عبير أعلى درجة في الجنة فهنيئاً لمن ترك ماله وأهله وحمل روحه على كفه وطار على أجنحة الملائكة وحط رحله في منطقة تبعد عن أرض الحسين بعشرات الأميال وتهيأ للمشي زحفاً إلى حيث يرقد سيد الشهداء راغباً في مرضاة الله ، تائقاً لاستقبال من باع نفسه لله ، طامعاً في الجنة ونعيمها مستمتعاً بشم عبيرها من خلال شمه لتربة أبي الأحرار في أرض كربلاء عليه السلام .. ![]() صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار) |
![]() |
|
|
|