#1
|
|||||||
|
|||||||
حقيقة فرحة الزهراء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا من نور ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) . ******************************* منذ أن كنا صغاراً ونحن نسمع أن يوم التاسع من شهر ربيع الأول ، يُنسب إلى سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ، وأن هذا اليوم هو عيد الزهراء (ع) ، ومن المؤكد لدينا وحسب الروايات المتواترة عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم ، وفتاوى الفقهاء الأعلام أن الأعياد في الشريعة الإسلامية تتحدد ، بعيد الفطر وعيد الحج الأكبر (الأضحى) ، وقد رجح علماء الطائفة المنصورة ، على إعتبار اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة أحد الأعياد العظيمة والمنصوصة كذلك ، وهو ما يُعرف بيوم الغدير ، حيث نصب فيه خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله ، المولى الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في غدير خم . إذن ما صحة إطلاق تسمية المناسبات الأخرى بالعيد ، والحال أن الأخبار عن المعصومين عليهم السلام ، تؤكد أن إطلاق مسمى العيد من مختصات المناسبات الثلاث العظيمة وهي ، عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الغدير ؟ الجواب: في تصوري إن إطلاق تسمية المناسبات السعيدة ، كيوم عيد الزهراء ، وعيد التكليف الشرعي ، وعيد النيروز كما قرره بعض العلماء الأعلام ، أو الإحتفال بيوم الميلاد أو يوم الزواج كما ذكرنا في بعض كتاباتنا ، هو من باب المجاز وليس الحقيقة الشرعية ، ولدفع توهم الإبتداع في الدين كما بينا فتأمل . ولهذا نستنتج أن من الأصح أن نقول للمناسبات السعيدة: ـ فرحة الزهراء عليها السلام . ـ فرحة يوم التكليف . ـ فرحة يوم الميلاد . ـ فرحة يوم الزواج . والأن وبعد هذه المقدمة المهمة ، ما حقيقة وما صحة فرحة مولاتنا وسيدة النساء فاطمة الزهراء سلام الله عليها في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول ؟ وماذا نعني بفرحة الزهراء (ع) ؟ الجواب: ذهب العلماء في السبب إلى أكثر من رأي : الرأي الأول: بسبب ما ورد في بعض الروايات أنه يوم فرح لأهل البيت عليهم السلام . حيث إستفاد بعض الأعلام من هذه الأخبار ، ومن الرواية المروية عن الإمام الصادق عليه السلام : (يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) لهذا الرأي ! ولكن يُرد على هذا الإستدلال ، بأن الروية (يفرحون لفرحنا) تفيد العموم ، أي لعامة المناسبات ولا تفيد التخصيص . الرأي الثاني: بسبب أن هذا اليوم هو مقتل عمر بن الخطاب . حيث ذكر بعض العلماء المتأخرين في كتبهم نقلاً عن كتب بعض العلماء المتقدمين ، رواية طويلة يستفاد منها هذا الرأي ، بأنه يوم فرح . فقد أشار السيد أبن طاووس قدس سره ، إلى هذه الرواية ولكنه لم يقبل بما فيها لأسباب وهي: الأول: أن الرواية غير معتبرة ، والسند غير متصل ، وأن الكتب المنقولة منها الرواية بالأصل مفقودة . الثاني: لإجماع المؤرخين من الشيعة والسنة على خلاف ذلك وأنه قُتل في شهر ذي الحجة . وفي نظرتنا الشخصية على هذه المناسبة ، وهذه الرواية تأملات وإستنتاجات: التأمل الأول: لعل اليوم التاسع من ربيع الأول هو اليوم الأول (للفرح لأهل البيت) من بعد شهري الأحزان محرم وصفر ، وأيضاً من بعد اليوم الثامن من ربيع الأول حيث شهادة الإمام العسكري عليه السلام . التأمل الثاني: أن بعض فقرات الرواية المذكورة تخالف الأصول الإعتقادية والمسلمات الصريحة عندنا في المذهب الإمامي ولا يمكن قبولها ، كرفع القلم والحساب عن الشيعة لمدة ثلاثة أيام . من هنا فأن هذا الرأي ضعيف ، لايستند إلى الدليل القوي والعمل به . الرأي الثالث: أن اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول يوم لتولي الإمام الحجة صاحب العصر والزمان (عج) لمنصب الإمامة والولاية . وهذا الرأي هو الراجح لدى علماء الطائفة حسب تتبعي لأقوالهم ، سيما المتأخرين منهم . نعم قد يُشكل : كيف أفتى العلماء بإستحباب الغُسل في اليوم التاسع من ربيع ، والحال أن الرواية ضعيفة ولا سند معتبر لها ؟ جواب الإشكال: أن مما نُقل عن الشيخ النوري ، أن الشيخ المفيد ذكر في كتاب مسار الشيعة إن هذا اليوم يوم العيد الكبير ، وأن النبي (ص) عيد فيه وأمر الناس أن يتعيدوا فيه .. وبناء على ورود الأمر وإستحباب الغُسل في كل عيد فسيكون هذا اليوم منها . ولكن أيضاً قد يُرد عليه بأن كتاب مسار الشيعة الموجود حالياً لم ترد فيه الرواية . والصحيح في رأينا أن علمائنا المتأخرين وأن أستندوا إلى الرواية في إستحباب الغُسل ولكن ليس من باب أن الشهرة العملية (أي عمل العلماء القدماء بالرواية) تجبر ضعف السند ، فإن هذه الرواية لا شهرة روائية ولا فتوائية لها ، وإنما هي من باب التسامح في أدلة السنن فتأمل . ومن العلماء الأعلام رضوان الله عليهم ، من أفتى بإستحباب الغُسل وفق قاعدة التسامح في أدلة السنن ، الشيخ حسين النجفي صاحب موسوعة الجواهر ، والشيخ الأنصاري صاحب كتاب المكاسب ، والسيد كاظم اليزدي صاحب كتاب العروة الوثقى ، والسيد محسن الحكيم صاحب كتاب منهاج الصالحين وغيرهم . أسأل الله أن ينال هذا الجهد القبول والفائدة ببركة الصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين |
01-14-2013, 03:19 PM | #3 |
المراقبين
|
|
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
|
|
|
|