#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين أبى القلم بعد استشهاد الإمام الحسين إلا أن يمُلأ جوفه بمداد الحداد ليسطر به المصائب التي حلت على الحوراء وبنات الرسالة مُبيناً فيها أن مصائب بنات الرسالة وأيتام الحسين قد بدأت من لحظة سقوطه صريعاً من على ظهر جواده لتبقى تُستذكرما بقي الدهر ، فيها الألم وفيها الحسرة وفيها الذكرى وفيها التحول فبالأمس بل قبل سويعات من رحيل الحسين كن بنات الرسالة معززات في الخدر لا يجرؤ أحد من الأعداء على الإقتراب منهن أبداً وإذا بهن أسيراتٍ في قبضة أعداء ظالمين يضربوهن ويسلبوهن ويهتكن ستورهن بحرقهن لبيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، ليجدن انفسهن في البيداء هائمات ومن ورائهن أطفال يصرخون هلعاً ، فالخطب جلل لم ينتهي بقتل الحسين بل قد لا أُبالغ إن قلت قد بدأ بمقتله عليه السلام ، لتُختزل تلك البلايا فيمن وكلها الحسين بأن تكون الحافظ لعياله والذاب عنهم إيذاء الوحوش الضارية ، أعني بذلك عقيلة الطالبيين مولاتنا الحوراء زينب عليها السلام نعم أحبتي: ما إن ختم الحسين دوره في حفظ دين الله إلا وبدأ دور أُخته السيدة زينب في إرساء أهداف الثورة من خلال إظهارها ومن معها من نساء وأطفال لحقيقة الأمويين المتشدقين بالدين والدين منهم بُراء ، فهل يأمر الدين بضرب الأطفال؟ وهل يبارك الدين لسبي الحريم؟ وهل الدين حث على حرق بيوت الأطهار؟ وهل الدين أرسى لقواعد الظلم والجور؟ زينب عليها السلام ومن معها بما حل بهم من أسر وسبي قد أبانوا وبجلاْ أن هذا المُعسكر الذي قَدِم لقتل الحسين إنما هو خادم للشيطان وعبد للهوى لا يحمل من الرحمة ولا ذرة ، يتعامل بوحشية وقلوبٍ قاسية وبطونٍ مُلئت بالحرام ، ليكن للحوراء عليها السلام الكلمة الفصل في فضح ذلك المعسكر البغيض وأميره ومن ولاه وسيده المتجاهر باالفسق لتعري بتجلدها وصبرها وحسن منطقها هذه العصابة المارقة المتسلطة على رقاب المسلمين والمتشدقة بخلافة خير المرسلين فتقتل ريحانته وتفعل بعياله ما لم يفعله الكفار مع أسارى المسلمين
نعم: لقد بدأت انطلاقة الحوراء بمرقفها الغظيم المتمثل في رعاية أطفال ونساء الحسين والحفاظ على إمام الحق من شرور الملاعين بعد مصرع أبيه فباشرت الدور لتأمر أمير الضلال بعد حرقه الخيام بأن ينصب خيمة تجمع فيها عيالات الحسين فكان لها ذلك حيث أمر اللعين بنصب خيمة كانت هي المأوى لمن هم في رقبتها ، ليجن عليها الليل هي منهكة متعبة قد هالها ما جرى على الحسين من قتل وتمثيل ، وأفزعها ضياع بعضٍ من عيالات الحسين وسحق البعض منهم تحت حوافر الخيل ، وخروج بعضٍ من نساء وبُنيات الحسين إلى ساحة الوغى دون علمها ، ورعايتها للإمام الإمام زين العابدين الذي كان حينها عليلاً مريضاً يأن من الوجع ساعد الله قلبها وصبرها على تلك المصائب التي تهد الجبال ، وتنخر الحديد ، لتبقى عليها السلام ساهرة العين طوال الليل وعند السحر رآها زين العابدين وهي تصلي وردها من جلوس فاستنكر عليها ذلك فأجابته لا تلمني يابن أخي فمصرع الحسين قد هد ركني ، وعند الصباح بدأ ركب السبا المسير مع صحبٍ لئام بُروعون الصغير ولا يتورعون عن ضرب الكبير .. يطوفون بهم من بلد إلى بلد مُقدمين أمامهم رأس الحسين وصحبه الأطيبين ، ليحط بهم الرحل في الكوفة فكان لزينب موقفاً هناك وخطاباً عظيماً أبكت له أهل الكوفة ، وفي قصر ابن ازياد كانت لها مواقف عرت بها الوالي المنصب من قبل الفاسق يزيد أبدته صغيراً وحقيراً مما دعاه إلى المسارعة بإخراجها من الكوفة وبُسيرها ومن في رقبتها من نساء وأطفال إلى حيث أمير الفاسقين بالشام لتستقبل هناك بالشماتة وقرع الطبول وضرب الدفوف مبدين أفراحهم ومسراتهم على ما جرى للحسين من قتل وما حل بأهل بيته من سبي يُهنئ الواحد منهم صاحبه بقول أيامك سعيدة بقتل الخارجي وسبي نسائه وأُغلقت على إثر ذلك المحلات وتلألأت الشام بالزينات ليبدو للغريب أن في الشام عيد غير أعياد المسلمين ، لتبقى عائلة الحسين ثلاثة أيام عند باب الساعات في خربة لا تكنهم عن برد ولا حر ، وفيها سجلت رقية بنت الحسين موقفاً عظيماً أزعج السلطة الغاشمة بصراخ وصياح وطول نياح ، فما كان رأسها اللعين إلا أن أمر بإسكاتها للأبد حينما أمر وحوشه أن يحضروا لها لرأس أبيها الحسين وعلى إثر ذلك ماتت رقية وحولت تلك الخربة منارة للزائرين وجنة للوافدين ومأوى للقاصدين حينما استقر جثمانها الطاهر تحت ترابها فطهر بها ليغدوا جنة غناء وروضة من رياض النعيم ، وبعدثلاثة أيام سمح اللعين بإدخال زينب وزين العابدين وهل بيت الحسين إلى قصره ليبدي شماتته في الحسين وتشفيه منه بضرب ثناياه متمثلاً بأبياتٍ يقول فيها ليت أشياخي ببدر شهدوا .. جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحاً .. ثم قالوا يا يزيد لا تشل قد قتلنا القرم من ساداتهم .. وعدلنا ميل بدر فاعتدل لست من خندف إن لم أنتقم .. من بني أحمد ما كان فعل لعبت هاشم بالملك فلا .. خبر جاء ولا وحي نزل وما إن أنهى أبياته إلا ويقرع مسامعه خطاب زينب وينزل عليه كالصاعقة حيث بدأت بحمد الله والثناء عليه ثم افتتحت خابها بهذه الآية ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون 10 سورة الروم لتسترسل بعد ذلك بخطاب عرت فيه يزيد وأبدته منكسراً بعد ان كان منتشياً بنصر هش لم يدم طويلاً، ..ليكمل ما بدأت به زينب من فضح ليزيد وسلطانه الإمام زين العابدين حينما رأى خطيباً يشتم جده وأبيه في مسجد الكوفة بأمرٍ من يزيد فألجمه الإمام بقوله أيها الخطيب لقد اشتريت مرضاة الملخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار ، ليطلب بعدها الأذن من يزيد بأن يصعد تلك الأعواد ليقول قولاً لله فيه رضاً وللحضور أجر وثواب وبعد إلحاح من الحضور أذن يزيد له فصعد المنبر فأبدا في بيان حسبه ونسبه وقربه من سيد المرسلين ومن ثم أظهر ظلامة أبيه الحسين ثم توجه بالخطاب إلى يزيد عندما قال المؤذن أشهد أن محمداً رسول الله قائلاً يزيد ، رسول الله جدي أم جدك .. فإن قلت جدك فقد كذبت وأثمت ، وإن قلت جدي فلم قتلت سبطه الحسين وسبيت نساءه وأطفاله ، فما كان من يزيد إلا أن أمر بإرجاعه وبنات الرسالة إلى وطن جدهم خوفاً على سلطانه من الضياع وملكه من الإنهيار لتخلد بهذه المواقف الجليلة ثورة أبي الأحرار وأهدافها المباركة ولتبقى خالدة ما بقي الدهر فسلام الله على الحسين وعلى زين العابدين وعلى الحوراء زينب وعلى أطفال ونساء الحسين الذين حفظوا دين الله من الضياع بمواقفهم الجليلة وتضحياتهم العظيمة ![]() صــ آل محمد ــداح
آخر تعديل صداح آل محمد يوم
11-25-2012 في 11:27 PM.
|
![]() |
|
|
|