#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. لحظات وإن اكتست بالحزن والألم وامتزجت بدموع الشيعة على فقد سابع الأنوار المحمدية وخامس السفن العلوية ، إلا أنها جميلة بما تحوي من طيب الذكر للإمام الباقر عليه السلام الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله الأمة من خلال جابر الأنصاري رضوان الله عليه .. ولد الإمام الباقر في السنة السابعة والخمسين من أبوين علويين عظيمين ، فهو عليه السلام أول إمام انحدر من نسل الحسنين عليهما السلام ، فأبوه الإمام علي بن الحسين السجاد وأمه فاطمة بنت الإمام الحسن عليهم جميعا الصلاة والسلام .. نشأ في بيت الطهر والعفاف وورث الحكمة من زين العباد .. استضاءت العقول بنور علمه وطابت النفوس بعظيم خلقه وازدانت الحياة بجميل وجوده .. بقر العلوم واستخرج من منابعها ما يروي الأفكار لتنبت ويطيب ريعها بما فيه النفع دنيا وآخرة .. لم تتحمل دولة الضلال شعاع نوره الزاهر ولم يروق لها أريج وجوده الطيب ، لذا أقدمت على الخلاص منه بسم نقيع لقي به حتفه شهيدا محتسبا في مثل هذا اليوم سنة ١١٤من الهجرة المباركة في عهد طاغوت من طواغيت بني أمية يدعى هشام بن عبد الملك عليه ما يستحق من الله .. بهذه المناسبة الأليمة أتقدم بأحر آيات العزاء لمولاي الإمام الحجة عجل الله فرجه ولعموم شيعة آل البيت الطاهرين وأحتسب مصابه للعزيز الحكيم فإنا لله وإنا إليه راجعون .. ![]() ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ٣٢ سورة الحج.. سيدي أبا عبد الله تحية لك من القلب وسلام ، هاهم ضيوف الرحمن يأتون لبيت الله الحرام من كل فج عمبق محرمين ملبين ، يعظمون شعائر الله ويتقربون بتعظيمهم لها إلى الله راجين غفران الذنوب ، وها أنت ذا تخلع إحرامك وتحجم عن حجك تعظيما وتكريما لبيت ربك .. لقد أبيت سيدي أن يهتك ذلك البيت العتيق بسفك أعداء الله دماءك فيه غدرا ، لم تشأ مروءتك سيدي أن تكون الكبش الذي بقتله تهتك حرمة قبلة المسلمين ، لذا أحللت من إحرامك وعزمت على ملاقات عدوك في ساحة الجهاد لتنال الشهادة عزيزا ، فائزا بروح وريحان وجنة ورضوان مع جدك المصطفى وأبيك المرتضى وأمك الزهراء وأخيك المجتبى عليك وعليهم أفضل وأطيب صلاة المصلين .. سيدي أبا عبد الله: لم يعرفك ، من عاتبك على قطع حجك ، ولم يصل للهدف السامي الذي ابتغيته ، من راعه أخذك لأهلك لساحة الوغى ، ولو تأمل قليلا وتفكر ، لتجلت له الغاية من خروجك والهدف من إخراجك لأهلك .. سيدي: لقد بدى للداني والقاصي أنك من عظم شعائر الله ومن حافظ على كرامة بيت الله ، ليبقى مهوى أفئدة المسلمين والقبلة التي إليها يتوجون في صلواتهم اليومية .. مولاي: هاأنت ذا اليوم صرت كعبة الأحرار ومهوى أفئدة الأخيار يتوجهون إليك في الوقت الذي تتوجه فيه قوافل الحجاج لبيت الله الحرام ، فسلام عليك سيدي وعلى دمائك الزكيةالزكية وروحك الطاهرة وعلى أرض طابت بك وشعت برقدتك فصارت منارا للأحرار .. ![]() آهاتنا وصرخاتنا ستبقى مدوية نرعب بها طواغيت هذا الزمان كما أرعب الصالحون بها طواغيت الأزمان الماضية .. في اليوم الذي تهيأ فيه حجاج بيت الله الحرام للإنقطاع إلى الله محرمين ملبين ، أقدم طاغوت العراق ابن زياد على جريمة يندى لها الجبين وتئن لبشاعتها وفضاعتها الليالي والأيام في حق عظيم من عظماء التاريخ ذنبه أنه أوصل رسالة مصباح الهدى لأهل العراق .. بعد أن تقطعن السبل بمسلم بن عقيل سفير الحسين ونعم السفير ، أوصلته قدماه على باب بيت من بيوت الكوفة ، وقف يدير العين تائها لا يعرف إلى أين يسير ، في الأثناء خرجت من البيت امرأة بدى على وجهها سيمات الصلاح ، سألته عن سبب وقوفه ، أجابها أنه عطشان ، دخلت وجاءته بقدح ماء شرب وبقي واقفا دون حراك ، عادت إليه وأخبرته بعدم سماحها لوقوفه على باب دارها ، انكسر قلبه ودمعت عيناه ، قال لها بانكسار أتؤيني في بيتك سواد هذه الليلة ، سألته من يكون ، أجابها: سفير الحسين خذلوني أهل العراق ، أدخلته وعظمته وكرمته وعند الصباح هجم جلاوزة طاغوت العراق على الدار ، دارت معركة بينه وبينهم خارج الدار انتهت بأسره جريحا إلى ابن زياد الذي أمر بقطع رأسه ورميه من سطح القصر وسحب جثمانه في الأسواق ، لتتم تلك الجريمة النكراء في حقه في اليوم الثامن من ذي الحجة أي في اليوم الذي تهيأ فيه حجاج بيت الله الحرام لتلبية نداء الحق والإنقطاع عن ملذات الحياة امتثالا لأمر الله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .. ![]() صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار) |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|