|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته 1- عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليهالسلام قَال : كَانَ الْحَسَينُ مَعَ أُمِّهِ تَحْمِلُه فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى اللهعليه وآله وَقَال : لَعَنَ اللَّهُ قَاتَلَك ، وَلَعَنَ اللَّهُ سالبك وَأَهْلَكَ اللَّهُ المتوازين عَلَيْك ، وَحُكْمُ اللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَعَانَ عَلَيْك . قَالَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ : يَا أَبَتِ أَي شَيّ تَقُول ؟ قَال : يَا بنتاه ذَكَرْت مَا يُصِيبُهُ بَعْدِي وبعدك مِنْ الْأَذَى وَالظُّلْم وَالْغُدُر وَالْبَغْي ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي عُصْبَةٍ كَأَنَّهُم نُجُومِ السَّمَاءِ ، ويتهادون إلَى الْقَتْلِ ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُعَسْكَرَهُم ، وَإِلَى مَوْضِع رِحَالِهِم وتربتهم . قَالَت : يَا أَبَهْ وَأَيْنَ هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي تَصِف ؟ قَال : مَوْضِع يُقَالُ لَهُ كربلا وَهِيَ دَارُ كَرْبٍ وَبَلاءٍ عَلَيْنَا وَعَلَى الْأُمَّة [1] يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ شِرَارُ أُمَّتِي لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ شَفْع لَهُ مِنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ مَا شُفِّعُوا فِيهِ ، وَهُم الْمُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ .[1]الائمة خ ل. قَالَت : يَا أَبَهْ فَيُقْتَل ؟ قَال : نَعَمْ يَا بنتاه ، وَمَا قُتِلَ قَتَلْته أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ ويبكيه السَّمَاوَات وَالْأَرْضُون ، وَالْمَلَائِكَة ، وَالْوَحْش ، وَالنَّبَاتَات ، وَالْبِحَار ، وَالْجِبَال وَلَو يُؤَذَّنُ لَهَا مَا بَقِيَ عَلَى الْأَرْضِ مُتَنَفَّس ، وَيَأْتِيه قَوْمٌ مِنْ محبينا لَيْسَ فِي الْأَرْضِ أَعْلَمُ بِاَللّهِ وَلَا أُقَوِّمُ بِحَقِّنَا مِنْهُم ، وَلَيْسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ يُلْتَفَتُ إلَيْهِ غَيْرُهُمْ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ فِي ظُلُمَاتِ الْجَوْر ، وَهُم الشُّفَعَاء ، وَهُم وَارِدُون حَوْضِي غَدًا أَعْرِفُهُم إذَا وَرَدُوا عَلِيّ بِسِيمَاهُم ، وَكُلّ أَهْلِ دِينِ يَطْلُبُون أَئِمَّتُهُم ، وَهُم يَطْلُبُونَنَا لَا يَطْلُبُونَ غَيْرِنَا ، وَهُم قِوَامَ الْأَرْضِ ، وَبِهِم يَنْزِل الْغَيْث . فَقَالَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ / : يَا أَبَهْ إنَّا لِلَّهِ ، وَبَكَت فَقَالَ لَهَا : يَا بنتاه ! أَنَّ أَفْضَلَ أَهْلِ الْجِنَان هُم الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا ، بَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةُ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلُون وَيَقْتُلُون وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا ، فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَتَلَه أَهْوَنُ مِنْ مَيْتَةٍ ، وَمِنْ كُتُبِ عَلَيْهِ الْقَتْلُ ، خَرَجَ إلَى مَضْجَعِهِ ، وَمَنْ لَمْ يُقْتَلْ فَسَوْف يَمُوت . يَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَمَّا تُحِبِّينَ أَنْ تأمرين غَدًا بِأَمْر فتطاعين فِي هَذَا الْخَلْقَ عِنْدَ الْحِسَاب ؟ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ يَكُونَ ابْنِك مِنْ حَمَلَهُ الْعَرْشِ ؟ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ يَكُونَ أَبُوك يَأْتُونَه يَسْأَلُونَه الشَّفَاعَة ؟ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ يَكُونَ بعلك يَذُود الْخَلْقُ يَوْمَ الْعَطَشِ عَنْ الحَوْضِ فَيَسْقِي مِنْه أَوْلِيَاءَه ويذود عَنْه أَعْدَاءَه ؟ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ يَكُونَ بعلك قَسِيمٌ النَّار : يَأْمُر النَّار فَتُطِيعُه ، يَخْرُجُ مِنْهَا مِنْ يَشَاءُ وَيَتْرُكُ مِنْ يَشَاءُ . أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَنْظُرِين إلَى الْمَلَائِكَةِ عَلَى إرْجَاء السَّمَاء يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَإِلَى مَا تأمرين بِه ، وَيَنْظُرُونَ إِلَى بعلك قَدْ حَضَرَ الْخَلَائِق وَهُو يخاصمهم عِنْدَ اللَّهِ فَمَا تَرَيْن اللَّهُ صَانِعٌ بِقَاتِل وَلَدَك وقاتليك وَقَاتَل بعلك إذَا أفلجت حُجَّتِهِ عَلَى الْخَلَائِقِ ، وَأُمِرْت النَّارِ أَنْ تُطِيعَهُ ؟ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْمَلَائِكَة تَبْكِي لِابْنِك ، وتأسف عَلَيْهِ كُلُّ شَيِّ ؟ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ يَكُنْ مِنْ أَتَاهُ زَائِرًا فِي ضَمَانِ اللَّهِ وَيَكُونُ مِنْ أَتَاهُ بِمَنْزِلَةِ مَنْ حَجَّ إلَى بَيْتِ اللَّهِ وَاعْتَمَر ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْ الرَّحْمَةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَإِذَا مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا وَإِنْ بَقِيَ لَمْ تَزَلْ الْحَفَظَة تَدْعُو لَهُ مَا بَقِيَ ، وَلَمْ يَزَلْ فِي حِفْظِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ حَتَّى يُفَارِقَ الدُّنْيَا . قَالَت : يَا أَبَهْ سَلِمَت ، وَرَضِيَت وَتَوَكَّلْت عَلَى اللَّهِ ، فَمَسَحَ عَلَى قَلْبِهَا وَمَسَح عَيْنَيْهَا ، وَقَال : إنِّي وبعلك وَأَنْت وابنيك فِي مَكَان تَقَرّ عَيْنَاك ، وَيَفْرَح قَلْبِك . تفسير فرات : ص 55 و 56. 2 - رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى اللهعليه وآله ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ بِقَتْل وَلَدِهَا الْحُسَيْن وَمَا يَجْرِي عَلَيْهِ مِنْ الْمِحَنِ بَكَت فَاطِمَة بُكَاءً شَدِيدًا ، وَقَالَت : يَا أَبَتِ مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَال : فِي زَمَانِ خَال مِنِّي وَمِنْكَ وَمِنْ عَلِيٍّ ، فَاشْتَدّ بُكَاؤُهَا وَقَالَت : يَا أَبَتِ فَمَن يَبْكِي عَلَيْهِ ؟ وَمَن يَلْتَزِم بِإِقَامَة العَزَاءِ لَهُ ؟ . فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى اللهعليه وآله): يَا فَاطِمَةُ أَنَّ نِسَاءً أُمَّتِي يَبْكُونَ عَلَى نِسَاءِ أَهْلِ بَيْتِي ، رِجَالِهِم يَبْكُونَ عَلَى رِجَالٍ أَهْلِ بَيْتِي ، وَيُجَدِّدُون الْعَزَاء جِيلًا ، بَعْدَ جِيلٍ ، فِي كُلِّ سَنَةٍ فَإِذَا كَانَ الْقِيَامَة تشفعين أَنْت لِلنِّسَاء وَأَنَا اشْفَع لِلرِّجَال وَكُلُّ مَنْ بَكَى مِنْهُمْ عَلَى مُصَابِ الْحُسَيْن أَخَذْنَا بِيَدِه وَأَدْخَلْنَاه الْجَنَّة . يَا فَاطِمَةُ ! كُلِّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إلَّا عَيْنُ بَكَتْ عَلَى مُصَابِ الْحُسَيْن فَإِنَّهَا ضَاحِكَة مُسْتَبْشِرَه بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ .بحار الأنوار :44 / 292 ـ الحديث (37). 3- وَرُوِي : أَنَّ فَاطِمَةَ عليهاالسلام لِمَا دَنَت مِنْهَا الْوَفَاة دَعَت ابْنَتِهَا زَيْنَب ، فشمّتها مِن نَحَرَهَا ، وَقَبِلْتُهَا فِي صَدْرِهَا ، وَقَالَتْ لَهَا : هَذِهِ وَدِيعَةٌ لِي عِنْدَك ، فإدا رَأَيْت أَخَاك وحيداً فريداً شمّيه فِي نَحْرِهِ ، وقبّليه فِي صَدْرِهِ ، فَإِن نَحَرَه مَوْضِع سَيْفَ ابْنِ ذِي الْجَوْشَنِ وإنّ صَدْرِه مَوْضِع حَوافِر خُيُول بَنِي أُمَيَّةَ ، قَال : فَامْتَثَلَت الْحَوْرَاء زَيْنَب ذَلِك ، وَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَبَقِي الْحُسَيْن وحيداً فريداً ، أَرَادَ أَنْ يُودِعَ الْعِيَال وَيَمْضِي إلَى الْقِتَالِ ، أَقْبَلْتُ إلَيْهِ اُمّ الْمَصَائِب وَقَالَتْ لَهُ أَخِي اكْشِف لِي عَنْ صَدْرِك وَعَن نَحْرِك ، فَكَشَف لَهُ الْحُسَيْنُ عليهالسلام عَنْ صَدْرِهِ ، قُبلْته فِي صَدْرِهِ وشمّته فِي نَحْرِهِ ، ثُمّ وجّهت وَجْهِهَا نَحْوَ الْمَدِينَةِ صَائِحَةٌ : يَا أُمَّاهُ قَد اسْتَرْجَعْت الْوَدِيعَة وَأُخِذَت الْأَمَانَة ، فتعجّب الْحُسَيْنَ مِنْ كَلَامِهَا فَقَالَ لَهَا : أَخِيه وَمَن الْأَمَانَة ؟ قَالَت : أَعْلَم يَابْن اُمّ لمّا دَنَت الْوَفَاةِ مِنْ اُمّنا فَاطِمَة ، قربتني إلَيْهَا وشمّتني فِي نَحْرِي وقبّلتني فِي صَدْرِي ، وَقَالَتْ لِي : يَا بنيّة هَذِهِ وَدِيعَةٌ لِي عِنْدَك ، فَإِذَا رَأَيْت أَخَاك الْحُسَيْن وحيداً فريداً شميه فِي نَحْرِهِ وقبليه فِي صَدْرِهِ . قَالَ الرَّاوِي : فلمّا سَمِع بِذِكْر اُمّه بَكَى ! وَسَمِع مُنَادٍ يُنَادِي بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ : والولداه وَا حُسَيْنًا . فالزهراء تَبْكِي عَلَى وَلَدِهَا ، بَل وَتَحْضُر جَمِيع الْمَآتِم كَمَا رَوَى : أَن فُضَيْل صَنَع مآتماً لِلْحُسَيْن عليهالسلام ، وَلَمْ يُخْبِرْ بِهِ إمَامِنَا الصَّادِق عليه السلام ، فلمّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي أَقْبَلَ إِلَى الْإِمَامِ رُوحِي فَدَاه ، فَقَالَ لَهُ : يَا فُضَيْل أَيْنَ كُنْتَ الْبَارِحَة ؟ قَال : سَيِّدِي شُغِل عاقني ، فَقَال : يَا فُضَيْل لَا تُخْفِي عليَّ ، أَمَّا صَنَعْت مأتماً وَأَقَمْت بدارك عَزَاء فِي مُصَابٌ جدّي الْحُسَيْن عليهالسلام ؟ فَقَال : بَلَى سَيِّدِي ، فَقَال عليهالسلام : وَأَنَا كُنْتُ حاضراً ، قَال : سَيِّدِي إذَا مَا رَأيْتُكَ ؟ ! أَيْنَ كُنْتَ جَالِسٌ ؟ فَقَال عليهالسلام : لِمَا أَرَدْت الْخُرُوجَ مِنْ الْبَيْتِ أَمَا عَثَرْت بِثَوْبٍ أَبْيَضَ ؟ قَال : بَلَى سَيِّدِي ، قَال عليهالسلام : أَنَا كُنْت جَالِسًا هُنَاك ، فَقَالَ لَهُ : سَيِّدِي لَمْ جَلَسْتُ بِبَابِ الْبَيْتِ وَلَمْ مَا تصدرت فِي الْمَجْلِسِ ؟ فَقَال الصَّادِق عليهالسلام : كَانَت جَدَّتِي فَاطِمَة بِصَدْر الْمَجْلِس جَالِسَةٌ ، لِذَا ماتصدرت إجْلَالًا لَهَا . فَفَاطِمَة عليهالسلام تَحْضُرَ فِي كُلِّ عَزَاء يَعْقِد لِوَلَدِهَا الْحُسَيْن عليهالسلام ، كَمَا حَضَرَت مَصْرَعَه فَرَأَتْه يَوْمَ عَاشُورَاءَ بَعْدَ الظُّهْرِ بِسَاعَة . ثمرات الأعواد : ج 1 ص 31. بحراني) تُنَادِيه يَبْنِي مِنْ گطع رَأْسَك والكفوف مَنْ كَسَرَ اضلوعك يعقلي بِضَرْب السُّيُوف وَمَن گطع اوصالك يعيني بِضَرْب السُّيُوف يَا مُهْجَتِي مَذْبُوح لَا مَطْلَبٌ وَلَا دِينَ يحسين گلّي مِن گطع بِالسَّيْف نَحْرِك يَا نُور عَيْنِي مِنْ وَطْءِ بِالْخَيْل صَدْرِك وَمَن سلّب ايتامك وَيَا هُو حرگ خدرك وَيَا هُوَ الَّذِي شتّت بَنَاتِي اشمال وَيَمِين . ![]() اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|