معاویة يفي بعهوده للامام الحسن عليه السلام

معاوية يفي بعهوده للامام الحسن عليه السلام

سعيد العذاري

حينما قرأت خطاب معاوية بعد الصلح مباشرة من انه قال حول شروط الامام الحسن عليه السلام (( انها تحت قدمي هاتين))

فقلت في نفسي ماذا حقق الامام من هدنته او صلحه مع معاوية؟

فتابعت التاريخ فوجدت ان نقض معاوية للشروط حدث بعد شهادة الامام الحسن عليه السلام ولكني لم اجرأ على طرح هذا الراي الى سنة 1987 حيث سمعته من الباحث التاريخي السيد سامي البدري فاقتنعت بصحة رأيي

بويع الإمام الحسن علیه السلام بالخلافة فتحمل المسؤولية المباشرة ببسط اليد له، وابتدأ بمراسلة معاوية لاعادته إلى الطاعة والمحافظة على وحدة الأمة والدولة الاّ أنّ معاوية تمادى في تمردّه، وأسفرت المواجهة بين جبهة الحقّ وجبهة الباطل إلى معاهدة الهدنة بتسليم الحكم إلى معاوية مؤقتا لحين موته.

وقد ساهمت عوامل سلبية وأخرى إيجابية في إتخاذ قرار الهدنة.

العوامل السلبية للهدنة:

1 ـ عدم وحدة الرأي والقرار في جيش الإمام علیه السلام .

2 ـ فقدان النية الخالصة في الجهاد.

3 ـ فقدان الطاعة والانضباط.

4 ـ عدم الرغبة في الجهاد طمعاً في إغراءات معاوية.

5 ـ التآمر على قتل الإمام علیه السلام .

6 ـ خيانة بعض القادة وأتباعهم والالتحاق بمعاوية.

7 ـ ضعف المعنويات.

وهذه العوامل ساهمت في الاضطرار إلى الهدنة والقبول بالأمر الواقع.

العوامل الإيجابية للهدنة

وهذه العوامل شجعت وخفرت الإمام علیه السلام للقبول بالهدنة ومن أهمها انّ معاوية أرسل إلى الإمام علیه السلام صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها، وكتب اليه أن إشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك.

وقد كانت بنود الهدنة منسجمة مع المصلحة الإسلامية العليا ومصلحة كيان أهل البيت علیهم السلام ومنها:

1 ـ أن يعمل معاوية بالكتاب والسنة.

2 ـ أن لا يسميه الإمام الحسن علیه السلام بأمير المؤمنين.

3 ـ أن يكون الأمر للإمام الحسن علیه السلام من بعده، فان حدث به حدث فلأخيه الحسين علیه السلام ، وليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده.

4 ـ أن يترك سبّ أمير المؤمنين علیه السلام والقنوت عليه بالصلاة، وأن لا يذكره الاّ بخير.

5 ـ الأمان العام لشيعة الإمام علي علیه السلام .

6 ـ أن لا يقيم الإمام الحسن علیه السلام عند معاوية شهادة.

7 ـ أن لا يبغي للحسن والحسين غائلة.

8 ـ الانفاق على عوائل الشهداء من بيت المال.

وقد حققت الهدنة نتائج إيجابية في الحاضر والمستقبل ومن أهمها:

1 ـ حقن الدماء.

2 ـ الإبقاء على الصفوة الخيرة.

3 ـ حرية الدعوة والتبليغ لمنهج أهل البيت.

4 ـ حرية الإعتراض على سياسة معاوية.

5 ـ وحدة الأمة والدولة.

ولم يستطع معاوية نقض بنود الصلح وإن هدّد بنقضها وقال ((تحت قدمي هاتين ))ولکنه فی الواقع لم يرتكب ما يخالف توجهات الإمام علیه السلام الاّ بعد إستشهاده، فکل جرائم معاویة ونقضه للعهود بدأت بعد شهادة الامام ،وفي هذا الصدد قال عمرو بن بعجة: (أوّل ذلّ دخل على العرب موت الحسن بن عليّ).