#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين أخوتي المؤمنون: إنه يوم الحسين الأليم الذي يحلوا فيه البكاء على من أُثخن جسمه بالجراحات حتى خر صريعاً على أرض الفداء .. طلبي منكم أن لا تمروا على سطوري هذه مرور الكرام فهي تحكي ملحمة عظيمة خلُصت بذكر أعظم مصاب مر على حياة البشرية مذ خلق الله آدم وإلى آخز الزمان .. كونوا قراءاً مُتبدبرين ولا تجعلوا ذلك المثل القائل نحن أمة لا نقرأ راكباً عليكم ومنطبقاً ، أولستم من حمل رسالة من قال له الجليل اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 1 خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ 2 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ 4 عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ 5 سورة العلق لا تسأموا أحبتي من طول المقال فوالله إن تمعنتم فيه وقأتموه بإمعان ستجدونه سهلاً ميسراً .. وستجدون فيه ضالتكم التي تبحثون عنها في يوم الحسين ألا وهي تسجيلكم من المُحيين لأمره والباكين على مصابه ، فسطوري شجية بذكرها لمصاب سيد الشهداء وما حل به في أرض كربلاء من عظيم البلاء وبتبيانها لصبره الذي تعجز عنه السموات وما تحوي والأرضين وما تقل فلم يكن فيهن أهل لها سوى الحسين عليه السلام نعم احبتي : إن الحسين اليوم قد سجل ملحمة بدمائه الزكية ليبقى أريجها يفوح على مر السنين .. يُعطر به نفوس الأحرار .. كان ثمنها مهجته التي أرخصها في سبيل الله ومن أجل إحياء دين الله ، الذي كاد أن يضمحل على يد سلطان ادعى الخلافة لجده المصطفى واستولى على رقاب المسلمين بالسيف ، ليكون فرعوناً عليهم ، يقتل رجالهم ويستحيي نساءهم وينهب ثرواتهم ويعثوا في الأرض مفسداً ، فكان للحسين ذلك الموقف العظيم الفاضح لجور ذلك السلطان والمبين لفسقه إلا أن ثمن ذلك كان باهضاً حيث أُزهقت روحه ورُفع رأسه على رمحٍ طويل وطيف بنسائه من بلد إلى بلد سبايا يتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ، يُدخلن على أبناء الطلقاء ليشمتوا بِهن ويسبوا رجالهن بمرأى من المسلمين ، ليسجلن خلالها بعد رحيل الحسين بقية أحداث تلك الملحمة ففضحن يزيد وأظهرن للعالم على مر التاريخ بأن ذلك السلطان لا يصلح أن يكون رباً لأسرة فكيف يكون خليفة على المسلمين ، فهو عن رسالة المصطفى بعيد فأنى يكون لخلافته أهلٌ نعم أحبتي: اليوم يوم مصيبة أدمت الحجر والمدر وأبكت السموات وفطرت الأرضون وهزت النفوس المؤمنة والضمائر الحرة لتنهض بصدور عارية على الجور أين ما كان وفي أي زمان حل لتُزلزل عروش الظالمين وتُرعب قلوب الفاسقين وتقلق مضاجعهم أسوة بالحسين ، فالحسين وإن صُرع وسفك دمه على تراب كربلاء إلا انه يبقى نبراساً للأحرار وسيفاً بتاراً على رقاب الفجار ، فدمه الطاهر يغلي ليحرق به كل من تجرأ على دين الله لا أدري أيَ مصيبة أذكر أمصيبته بأصحابه الذين صرعوا على الرمضاء أم بابن أخيه القاسم الذي فُلقت هامته أم بابنه علي الأكبر الذي قطع جسمه بالسيف إربا إرباً أم بعضيده أبي الفضل الذي قُطِعت يداه وأُنبت السهم في عينه وفُضخ رأسه بعمد من حديد ، أم بمن حر قتله قلب الحسين حيث رأى السهم نابتٌ في منحره وهو محمول على يديه اعني بذلك عبد الله الرضيع ، أم أني أذكر المصائب التي حلت عليه بعد رحيل أهل بيته وأحبته والذي بدأت بحجر بن الحتوف وتواصلت بذلك السهم الميشوم الذي هد أركانه حينما نبت في صدره وأخرجه من ظهره بثلثي كبده ، ام بهجوم العِدا على فسطاطه أم بصعود الشمر بنعليه على صدره وتهبيره لأوداج نحره حتى فصل رأسه عن جسده ام بحرق الأعداء لمخيمه ام بوطئ خيول الأعوجية لصدره وطحنها لأضلاعه ، مصائب اليوم التي حلت على سيد الشهداء يشيب لها رأس الرضيع ويندى لها الجبين وتمطر لها السماء دماً ، وكلها عند الحسين هينة إذا ما كانت في سبيل الله وبعين الله أوليس هو القائل عليه السلام إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني .. أوليس هو القائل عليه السلام لربه إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى .. أوليس هو القائل عليه السلام تركت الخلق طراً في هواك .. وأيتمت العيال لكي أراك ولو قطعتني بالحب إربا .. لما مال افؤاد إلى سكواك بالله عليكم أحبتي الأ تستحق سطوري التمعن .. أوليست هي وسيلة من وسائل إحياء شعائر الحسين في هذا اليوم وأنتم تعلمون بأن من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وسطوري هذه قد حوت ذكر الحسين وذكر الحسين شعيرة بل من أعظم شعائر الله التي بها يؤجر المؤمن ويفخر عند رسول الله ويُسعد قلب الزهراء بمواساته لها ذكر مصيبة عزيزها وفلذة كبدها الحسين بن علي عليهم جمبعاً السلام عظم الله لكم الأجر وأحسن لكم العزاء وأعاد عليكم هذا اليوم وأنتم تنعمون بنفحات ونسائم الحسين المباركة ![]() صــ آل محمد ــداح |
![]() |
#3 | ||
عضو مميز
![]() |
![]()
دامت نفحات الحسين تطيب نفسكِ أختي العزيزة
نورجهان |
||
![]() |
![]() |
|
|
|