هلال المصائب قد هل آفلاً

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
هلت المصايب علينا :: اليوم المعزى نبينه
يالله يا محبين :: عزونا بالحسين
ها هو الأفق قد أبدى حزنه وها هو هلال المحرم قد لاح بنورٍ خافت حير النفوس وأرعب القلوب وأبدى الأسى على الوجوه وأهل الدمع من العيون ، راسماً ينوره الخافت مصيبة عظمى وجريمة كبرى قام بها أناسٍ قست قلوبهم لأكلهم الحرام واستحوذ الشيطان على نفوسهم فأنساهم ذكر الله العظيم وحليت الدنيا في عيونهم فزينت لهم القبيح ، فلم يتورعوا عن فعل أبشع الجرائم بمن جعله الله ولياً عليهم وإماماً هادياً من الضلال ونوراً يشع في أرجاء الكون ، وسفينة تطوف بهم هذه الحياة لتُنجيهم من أمواجها العاتية وتوصلهم إلى شاطئ السلام ليدخلوا الجنة بسلام لو أنهم تبعوه وساروا على منهاجه القويم ، لكنهم أبوا إلا أن يكونوا من المغرقين ويهلكوا مع الهالكين ويكون مثواهم جنهم وبئس المصير
نعم لقد هل هلال المحرم ليُعلن للملأ عن حدثٍ عظيم سيكون في اليوم العاشر من هذا الشهر، تتصدع له الجبال وتبكي له السماء وتتفجر له الحجارة بدماء جارية كالسيل العظيم ، حدثٌ ليس له مثيل قد اهتز له عرش الجليل وحزنت لأجله الحور العين وبكت له الملائكة المقربون والأنبياء والمرسلون وعباد الله الصالحون
حدثٌ أفجع قلب خير المرسلين وضاعف آلام بضعة الأمين وتأوه له أمير المؤمنين وطحن كبد أخيه الحسن بعد أن كانت قد قُطعت بالسم النقيع
حدثٌ زمانه في عاشر يوم من هذا الشهر ومكانه في أرض الشهادة والخلود ، رسم فيها سيد الشهداء خطاً لمن أراد الصمود ، ليبقى عزيزاً في هذه لحياة أو يرحل حراً إلى حيث الخلود ، فكان والشهادة على موعدٍ ، على أيدي أرجاس الخلق ومنقضي العهود ، ليُعلنها بقلبٍ ثابت أنا للدين دواء أكون ، لتأتيه السهام كرشق المطر ، وتُمزق أحشاءه أحد السيوف ، فيسقط صريعاً في أرض الفلا فداءاً لدين الله القويم ، ليأتي إليه شقي لعين ويحتز رأسه بقسوة حقود ، ويرفعه على رمح طويل ويُرعب الكون بفعل شنيع
نعم لقد هل هلال المحرم وباستهلاله تتهيأ القلوب المؤمنة لفتح مجالسها للتأبين وتلبس ثياب الحزن لتواسي رسول الله وتعزي الزهراء وبعلبها والبنين ، وتعاهد إمام الزمان ببذل أرواحها معه لأخذ الثأر لدماء الحسين

وفق الله الجميع لنصرة الدين وإحياء أمر الحسين بإظهار الحزن في هذه الليالي والأيام والمشاركة في العزاء والتأبين بلطم الصدور وضرب الرءوس وخمش الخدود والبكاء والنحيب
صــ آل محمد ــداح

احسنتم كثيراً وربي يتقبل منكم هذا الجهد الموفق

وشكرا عالطرح الرائع المميز

وننتظر منك كل جديد من المواضيع الهادفة والولائية
تقبلو تحياتي وخالص التقدير والاحترام