القرآن الكريم .. حبل الله المتين

السلام عليكم ورحمة الله هذه هي مشاركتي الاولى واحببت ان استفتحها بهذا الموضوع (القران الكريم ... حبل الله المتين ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان . نورا يتوقد مصباحه ونورا يتلألأ صباحه . ودليلا لا يخمد برهانه وحقا لا يخذل أعوانه وحبلا وثيقا عروته وجبلا منيعا ذروته وشفاء للصدور ليس وراءه شفاء ودواء للقلوب ليس مثله دواء وإماما يقتدى بسمته المقتدون وعلما يهتدي بهداه المهتدون . وهو الكتاب العزيز الذي (لا يَأتيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلا مِن خَلفِهِ تَنزيلٌ مِن حَكيمٍ حَميدٍ). واعلم وفقني الله واياك لطاعته أن اشرف العلوم واسناها وابهرها وابهاها واجلها وافضلها وانفعها واكملها هو علم القرآن فانه لجميع العلوم الاصل منه تتفرع افانينها .. والعماد عليه تبنى قوانينها . وقد قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ( القرآن ظاهره انيق وباطنه عميق لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ) وروي عن عبد الله بن مسعود انه قال ( اذا اردتم العلم فاثيروا القران فان فيه علم الاولين والاخرين ) وعن سعيد عن قتادة في قوله عز وجل ((ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )) قال هو القرآن . وعن رجاء بن حياة قال ( كنا يوما أنا وأبي عند معاذ بن جبل فقال من هذا يا حياة فقال هذا ابني رجاء فقال هل علمته القران قال لا قال فعلمه القرآن فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم يقول : ما من رجل علّم ولده القرآن إلا توج أبواه يوم القيامه بتاج الملك وكسيا حلتين لم ير الناس مثلهما , ثم ضرب بيده على كتفي فقال يابني ان استطعت ان تكسو ابويك يوم القيامه حلتين فافعل . ) وعن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم انه قال : من قال بالقرآن بغير علم فاليتبوأ مقعده من النار وصح عنه صلى الله عليه وآله وسلم من رواية العام والخاص انه قال (( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا , كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردوا علي الحوض )) وعن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته وعنه صلى الله عليه وآلهوسلم افضل العبادة قراءة القرآن وعنه صلى الله عليه وآلهوسلم القرآن غني لا غنى دونه ولا فقر بعده وعن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حملة القرآن المخصوصون برحمة الله المعلمون كلام الله المقربون الى الله من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عاد الله , يدفع عن مستمع القران بلاء الدنيا ويدفع عن قارئ القرآن بلاء الاخرة . ياحملة القرآن تحببوا الى الله بتوقير كتابه يزدكم حبا ويحببكم الى عباده . وعن مكحول قال جاء ابو ذر الغفاري رضوان الله عليه الى النبي صلى الله عليه وآلهوسلم فقال اني اخاف ان اتعلم القرآن ولا اعمل به فقال لا يعذب الله قلبا اسكنه القران وعن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حملة القران عرفاء اهل الجنة يوم القيامة وقال صلى الله عليه وآلهوسلم لا ينبغي لحملة القران ان يرى احدا من اهل الارض اغنى منه ولو ملك الدنيا برحبها وقال صلى الله عليه وآلهوسلم اشراف امتي حملة القران وقال صلى الله عليه وآلهوسلم ان هذا القران مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم , إن هذا القرآن حبل الله وهو النور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد فاتلوه فان الله يؤجركم تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ألم عشر ولكن الألف عشر والآم عشر والميم عشر . وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حديث طويل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انها ستكون فتن فقلت فما المخرج منها يارسول الله قال كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبا ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل هو الذي لا تزيغ فيه الاهواء ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وهو الذي من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله هو حبل الله المتين هو الصراط المستقيم هو الذي من عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا اليه دعا الى صراط المستقيم عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يقال لصاحب القران اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها . ـ وعن الامام الحسين(عليه السلام): «كتاب اللّه ـ عزوجلّ ـ على أربعة أشياء: على العبارة والاشارة واللطائف والحقائق. فالعبارة للعوام، والاشارة للخواص، واللطائف للاولياء والحقائق للانبياء[ عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام): «لقد تجلّى اللّه لخلقه في كلامه، ولكنّهم لا يُبصِرون وعنه (عليه السلام): «إن العزيز الجبّار أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البارّ، فيه خبرُكم وخبرُ من قبلَكم وخبرُمن بعدَكُم وخبر السماء والارض، ولو أتاكم من يُخبركم عن ذلك لتعجّبتُم و عن الامام محمد الباقر(عليه السلام): «ولو أنّ الاية إذا نزلت في قوم ثمّ مات اُولئك القوم ماتت الاية لما بقيَ من القرآن شيء، ولكنّ القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والارض 2 ـ وعن الامام الرضا(عليه السلام): «... هو حبل اللّه المتين .. وطريقته المُثلى .. لا يخلق على الازمنة ولا يغثّ على الالسنة، لانـّه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جُعل دليل البرهان، والحجّة على كلّ إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد» لقد انزل الله كتابه العزيز و (بين فيه الحلال والحرام، والحدود والأحكام، والمقدم والمؤخر، والمطلق والمقيد، والأقسام والأمثال، والمجمل والمفصل، والخاص والعام، والناسخ والمنسوخ (لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بيِّنَةٍ وَيحيى مِن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَهَ لَسَميعٌ عَليم). وان تفسيره ( لا يجوز الا بالاثر الصحيح والنص الصريح فعن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال من فسر القران برأيه فأصاب الحق فقد اخطأ . وقال صلى الله عليه وآله وسلم اذا جائكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فاقبلوه وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط . لذا فمن اراد ان يتعلم من علم القران شيئا فليبدأ بإعراب القران فهو من اجل العلوم ففيه تفتح كل الالفاظ المغلقة فاذا كان ظاهر القران طبقا لمعناه فكل من عرف العربية والاعراب عرف فحواه ويعلم مراد الله به . ثم بعده يشرع بعلم الناسخ والمنسوخ لأن كل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب العزيز - ولم يعلم الناسخ والمنسوخ - كان ناقصا. فقد روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أنه دخل يوما مسجد الجامع بالكوفة، فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرحمن بن داب، وكان صاحبا لأبي موسى الأشعري وقد تحلق عليه الناس يسألونه، وهو يخلط الأمر بالنهي، والإباحة بالحظر، فقال له عليه السلام: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت، أبو من أنت؟ فقال: أبو يحيى، فقال له علي عليه السلام: أنت أبو اعرفوني. وأخذ أذنه ففتلها، فقال: لا تقصن في مسجدنا بعد. وقال حذيفة بن اليمان: لا يقصن على الناس إلا ثلاثة: أمير، أو: مأمور، ورجل عرف الناسخ والمنسوخ. والرابع: متكلف أحمق. اني لما قرأت اكثر التفاسير وجدت – رغم عدم احاطتي بعلوم القران- قد تهالكت فيه وقد خلطت بعضه البعض حتى تجد ان صاحب التفسير يذكر اوجه مختلفة في تفسير آية بأسانيد مختلفة لا بل بعضها باسانيد متشابهة ولا أريد الاستطراد بذلك فهي موجودة وعليك بمراجعتها ان كنت لا تعلم حتى وقع الالتباس واللبس في اي الوجوه اصوب ونسوا قول الامام علي ( ان الكتاب يصدق بعضه بعضا ) ويقول مولانا امير المؤمنين سيد البلغاء بعد رسولنا العظيم ((ترد على احدهم القضية في حكم من الاحكام فيحكم فيها احدهم برايه ثم ترد تلك القضية على غيره فيحكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة عند الامام الذي استقضاهم فيصوب ارائهم جميعا ... ))) ونسوا او تناسوا او اختلفوا في قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شئ ....... وقوله سبحانه وتعالى .. فيه تبيان كل شئ ... والحمد لله رب العالمين نسال الله الموفقية تحياتي نورجهان