#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. ها هي ذي الذكرى قد أقبلت وها هي ذي الأعلام السود قد نُشرت وها هي ذي المجالس قد فُتحت ، وها هم المؤمنون قد لبسوا ثياب السود وتهيأوا للعزاء وها هم الخُطباء ارتقوا المنابر صادحين بذكر مصاب تاسع المعصومين وثامن الأئمة الطاهرين الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه وآبائه وأبنائه الطاهرين أفضل الصلاة وأتم التسليم .. نعم أحبتي: ها هو ذا اليوم الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب قد اقترب مكتسياً الأسى والحزن على مصاب لنورٍ من أنوار الله ووصي من أوصياء رسول الله بعد حياةٍ قاسية قضى جُلها في سجون وطوامير أعداء الله عليهم ما يستحقون من الله .. سأُطيب هذه الدقائق معكم أحبتي بتسطير نبذة مختصرة عن حياة الإمام الكاظم عليه السلام معرجاً خلالها على مصابه الأليم راجياً من الله لي ولكم الأجر والثواب أيها الطيبين .. أضاء الله الدنيا بشعاع نوره الزاهر في السابع من شهر رجب سنة 128هـ .. أبوه ناشر علوم اآل البيت الإما جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وأمه أم ولد حميدة الأندلسية طيب الله ثراها وأدام عليها السلام .. نشأته: نشأ ودرج عليه السلام بعناية ورعاية أبيه الصادق عليه السلام والذي أظهر عمق حبه له للعيان وحينما سُئل عن ذلك أجاب: وددت أن ليس لي ولدٌ غيره لئلا يشركه في حبي أحد أراد عليه السلام من جوابه أن يبين للأمة أن الكاظم له شأن عظيم فهو الخليفة من بعده بأمر الله وقد ورد في ذلك نص من الإمام الصادق على استخلاف ولده الكاظم في حديث عن صفوان الجمال (قال منصور بن حازم للإمام الصادق عليه السلام: بأبي أنت وأمي إن الأنفس يغدا عليها ويراح ، فإذا كان ذلك فمن ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : إذا كان ذلك فهو صاحبكم وضرب بيده على منكب أبي الحسن عليه السلام الأيمن - في ما أعلم - وهو يومئذ خماسي وعبد الله بن جعفر جالس معنا) الكافي .. إمامته: استخلف أباه الصادق عليه السلام في هداية الأمة والسير بها لصراط الله في وقت استقرت فيه الدولة العباسية فتنكرت حينها للشعائر المنادية بالدعوة لآل محمد بعد أن تنبهت فيه للوريث الشرعي للكلمة الطيبة والشجرة المباركة لتبدأ بمحاربة المرتبط بها من قريب أو بعيد .. دامت إمامة الكاظم خمساً وثلاثين عاماً أنار خلالها العقول بنور علمه وطيب النفوس بأريج صفاته وقوَّم الخُلق بكريم أخلاقه .. لم تدع الدولة العباسية الإمام مستقراً في بيته ولم ترغب في أن يكون بين أحبته ، فوجوده عليه السلام بين الناس يهز أركانها وتقلق مضجع حاكمها ، فما كان منه إلا أن أمر جلاوزته بإلقاء القبض عليه ، وإرساله لسجن البصرة ، وكان سجانه هناك عيسى بن جعفر ، ولما أوعز الحاكم الظالم إلى عيسى بقتل الإمام كتب إليه كتاباً قال فيه: يا أمير المؤمنين ، كُتِب إليّ في هذا الرجل ، وقد اختبرتُه طولَ مَقامِه بِمَن حبستُهُ مَعه عَيْناً عليه ، لينظروا حيلته وأمره وطويته ، ممن له المعرفة والدراية ، ويجري من الإنسان مجرى الدم ، فلم يكن منه سُوءٌ قط ، ولم يذكر أمير المؤمنين إلا بخير ، ولم يكن عنده تَطلّع إلى ولدية ، ولا خروج ، ولا شيء من أمر الدنيا .ولا دعا قط على أمير المؤمنين ، ولا على أحد من الناس ، ولا يدعو إلا بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين من ملازمته للصيام والصلاة والعبادة ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره ، أو ينفّذ من يتسلّمه مِني ، وإلا سَرّحت سبيله ، فإني منه في غاية الحرج رُحل الإمام عليه السلام إلى بغداد بأمر الخليفةوقد وكل به الفضل بن الربيع الذي حبسه في بيته لعظم مكانته ، وقد أبهر الإمام الكاظم عليه السلام الفضل بن الربيع بعبادته حيث كلما دخل عليه وجده ساجداً لله فطلب من عبد الله القزويني أن يلقي نظرة على الإمام من سطح الدار ولما سأله عن حال الإمام قال: أرى ثوباً مطروحاً وحينما قال له الفضل تحقق من الأمر أمعن النظر ثم قال أرى رجلاً ساجداً عندها قال له هذا مولاك الإمام الكاظم .. نقل الإمام من سجن الفضل بن الربيع إلى سجن الفضل بني حيحى ومن ثم إلى سجن السندي بن شاهل عليه ما يستحق وكان ناصبياً حقوداً ، فشدد على الإمام وأثقل عليه القيود بعد أن سجنه في طامورة لا يعرف ليلها من نهارها .. ولما ضاق اللارشيد بالإمام ذرعاً أمر السندي بقتله فقدم له السم النقيع في حبات من الرطب ، بقي الإمام ثلاثة أيام يصارع المرض حيث جرى السم في بدنه ، إلى أن استشهد في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183هـ .. أُخرجت جنازة الإمام عليه السلام من السجن بالقيود وألقيت على جسر بغداد ونادى المنادي من أراد التفرج على إمام الرافضة فهذا إمام الرافضة ، بقيت الجنازة ملقاة على جسر بغداد إلى أن أمر سليمان عم اللا رشيد بحملها من مكانها مكرمة بنداءٍ آخر يقول: ألا فمن أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيبين فليحضر جنازة الإمام موسى بني جعفروبعد أن غُسل وكُفن أمر بتشييع جنازته ودفنت في الجانب الغربي من بغداد في مقابر قريش بجانب الكرخ وهو الموضع الذي أقيم عليه ضريحه ولمع فيه مزاره ليبقى علماً يفد إليه الزوار من كل بقاع الأرض .. صــ آل محمد ــداح (النجـــــ احمد ـــــار)
|
![]() |
#2 |
![]() مديــر عام ![]() |
![]() احسنتم كثيرعمي صداح الغالي وربي ايعظم اجوركم باستشهاد الامام الكاظم ع ربي ايبارك في جهودكم احسنتم كثيرا ![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#3 | ||
عضو مميز
![]() |
![]()
بارك الله في مرورك وطيب أنفاسك وأدامك ثابتاً على مودة الأطهار عزيزي وأستاذي ابا قحطان
|
||
![]() |
![]() |
|
|
|