#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين أخوتي: لقد قابلت الأمة جهد رسول الله صلى الله عليه وآله في تبليغ رسالته التي بها استضاءت نفوس أفرادها وارتقت أفكارهم وطابت أخلاهم وصلحت شئونهم لتكون بذلك خير أمة اخرجت للناس بعد ان كانت على شفا حفرة من النار ، لقد قابلت ذلك بالإيذاء حتى ورد عنه أنه قال ( ما أُذي نبي مثلما أُوذيت ) وأي أذى ناله رسول الله من تلك الأمة وأي مرارةٌ تجرعها وأي غصة ، الحديث في هذا الأمر ذو شجون ويحتاج إلى مجلدات ، لكني هنا أكتفي بذكر ما فعلته هذه الأمة من إيذاء لنبيها من خلال عصيانها له في وصيته لها بأهل بيته فالنبي الأكرم صلى الله عليه وله أوصاها باهل بيته خيراً وكان في كل موطن وموقف يوصي بعترته حتى نزل عليه وحي من الله يقول ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) لينال منهم الأسى والحزن والحسرة على ما فعلوه بعترته من قتل وتشريد وذبحٍ وتمثيل ، فها هو ذا الحسين ريحانته قد فعلوا به أبشع وأفضع جريمة لم ولن تحدث لأحد قبله ولا بعده حيث اجتمعت جماعة من هذه الأمة لا أنالهم الله شفاعة نبيهم على النيل منه فذبحته عطشانا ورفعت رأسه على رمح طويل وتركت جسده على الثرى ثلاثة أيام تصهره حرارة الشمس بعد أن رضته بحوافر خيلها ، وأخذت نسلءه وأطفاله سبايا إلى ولاة الجور وسلاطين الشر ، ليدفنه بعدها ابنه الإمام زين العابدين عليه السلام بقدرة العزيز الحكيم الذي طوع له الأرض لتطوى تحت حوافر فرسه فيصل إلى كربلاء في اليوم الثالث عشر من المحرم لمواراة تلك الأجساد الطواهر فاستُقبل هناك من قبل رجال من قبيلة بني أسد احتاروا في تلك الأجساد التي لا رءوس تميز أصحابها ، فساعدوه على دفن تلك الجثث الزواكي فكان عليه السلام يخط لهم في المكان الذي يريد منهم أن يحفروا فيه .. خط دائرة كبيرة وأمرهم أن يحفروا قبراً جماعياً دفن فيه أنصار أبيه عليهم السلام وكتب عليه هذا قبر أنصار الحسين ثم خط لهم دائرة ثانية أصغر من سابقتها فحفروا قبراً جماعياً آخر دفن فيه أخوته وأبناء عمومته من أهل بيت النبوة وكتب عليه هذا قبر أنصار الحسين من أهل بيته وبعد ذلك أمرهم أن يحفروا قبراً منفرداً دفن فيه حبيب بن مضاهر شيخ الأنصار وخط عليه اسمه ، ثم توجه بمعيتهم إلى بقعة تفوح منها رائحة الجنة فأمرهم أن يُزيحوا التراب وإذا بهم يروان قبرا محفوراً ولحداً مشقوقاً فذهب إلى صاحب الجسد المقطع ورفعه وإذا بأوصاله تتناثر يمنة ويسرى هنا أمربني أسد أن يأتوه ببارية ليجمع فيها أوصاله فجاءوا لهبها فجمع تلك الأوصال ورفعها وانزلها في ملحودتها وبقي فيها يبكي وينوح وبعدها خرج من القبر وجاء بجسد رضيع لا رأس له ووضعه على صدر ذلك الجسد المُمزق ومن ثم خرج من القبر وجاء بشاب مقطع إرباإرباً ووضعه تحت قدمي ذلك الجسد ثم أهال عليه التراب ومن معه من بني أسد وخط على القبر هذا قبر الحسين بن علي بن أبي الطالب الذي ذبح عطشانا غريباً ثم سأل بني أسد أَبقي أحد لم يُدفن فقالوا له نعم ، بقي بطل مقطوع اليدين على نهر العلقمي ، فجاء بصحبتهم إليه وأمرهم بأن يحفروا له قبراً هناك ولما انتهوا قام وأنزله في ملحودته بعد أن جاء بكفيه ووضعها معه في القبر ثم أهال عليه التراب وخط عليه اسمه ولما أراد الإنصراف كشف عن لثامه وقال لبني أسد انا إمامكم زين العابدين فعزوه في أبيه ، ثم غاب عن أنظارهم عائداً إلى خربة الكوفة حيث كانت في انتظاره أخته الحوراء زينب فلما رأته سألته أين كنت؟ فقال لها للتو فرغت من دفن والدي فانخنقت الحوراء بعبرتها وتجدد العزاء في تلك الخربة فإنا لله وإنا إليه راجعون ![]() صــ آل محمد ــداح |
![]() |
#2 |
![]() مديــر عام ![]() |
![]() ربي ايبارك في جهودكم احسنتم كثيرا اسئل الله ان يجعلنا واياكم من الحافظين لكتابه ان شاء الله عظم الله اجوركم واجورنا بمصاب ابي عبد الله الحسين ع ![]() ![]() ![]() ![]() لكم منا دعاء بالعافيه والتوفيق ان شاء الله تحياتي ودعائي ![]() ![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#5 | ||
عضو مميز
![]() |
![]()
دمتِ سالكة نهج الحسين وناصرة له بالدمعة والصرخة والخلق الكريم أختي الغالية
خادمة الشفيع |
||
![]() |
![]() |
|
|
|