مالنا نعود القهقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
بالأمس البعيد وقبل أن يبعث الله إلينا من يهدينا إلى نور العلم ويُعرفنا على الخُلق النبيل كنا نعيش الجهل ونعمل كل ما هو مُشين من سفك الدم وهتك الحُرم ووأد البنات ونهب الممتلكات والإفتخار بالبطش والسلب ، كنا نعيش حياة الغاب بينما نحن عباد مكرمين ، كنا نقتات الورق ونشرب الطرق أذلة خاسئين ، نخاف أن يتخطفنا الناس من حولنا ، فنشهر سيوفنا لأقل القليل

فمن الله علينا بعد ذاك بخير المرسلين ورسالته الخالدة ليُغير بها مجرى حياتنا ويُبدل أفكارنا ويرتقي بنفوسنا ، لنعيش بسلام آمنين نحمل العقل السليم والخُلق الحميد والأسلوب الطيب والمنطق الجميل ، لنتحول وفي مدة لاتتجاوز 23 عاماً من أمة غارقة في الجهل من رأسها إلى أخمص قدميها إلى أمة تحمل الفكر والعلم المنير ، تبث الخير وتعمل بما فيه مرضاة الجليل ، تتسامى عن فعل القبيح ،، أوقظت بتعاملها أمماً كانت غارقة في صفات لا تليق بمن يحمل العقل السليم ، فصار يُشار إلينا بالبنان على أنا خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ،، فما بالنُا اليوم عدنا القهقرة وصرنا نتعامل بكل ما يُشين ، نخلف الوعود ، ونتلذذ باللعب واللهو والمجون ، ونعاطى المخدرات المودية بنا إلى التشرذم والهلاك ،، ما بالنُا اليوم نتعامل مع بعضنا بعنجهية ولا نقبل من ناصح كلمة نعود بها إلى الصواب ، ما لنا ننجذب إلى كل يُبعد عن التقرب لرب العباد ونرى فيه لذة وسعادة بينما واقعه فيه الخراب ، حتى شبابنا اليوم صاروا لا يعرفون إلا اللهو واللعب ،، يُزعجون الناس بأبواق سياراتهم ويتسببون في إزهاق الأرواح ،، بالتفحيط والسرعة الجنونية التي لا يمكن لعاقل يحمل فكراً راقياً وخُلقاً نبيلاً أن يفعلها لعلمه بأن نتائجها فيها الفساد ، وفتياتنا اليوم صرن يُقلدن الشباب في أعمال لا تليق بتركيبتهن ولا تتلائم ونعومتهن ولا تتماشى وحيائهن الذي أودعه لله فيهن من دون الرجال ،، إن تزوج شاب اليوم طلق غداً ومن دون أسباب مقنعة وإن لم يُطلق عاش ويلات العذاب ، صرنا ونحن في دولة الإسلام كأننا أغراب عن هذا لدين الحنيف ، لا نظام ولا عمل ولا خُلق كريم ، ما لنا نرى غيرنا ممن هم بعيدون عن نظام الإسلام ، يطبقون خُلق الدين في تعاملهن ويعملون بنظام الإسلام في كثير من الأمور،، كاحترام الوعود والصدق في الحديث ونظافة البلد وجمال التعامل وحسن النظام ،، أَولسنا نحن أولى بالتعامل منهم لأننا نحمل شريعة عظمى نظمت شئون حياتنا وعلمتنا كيفية التعامل مع الآخرين ووضعت لنا نظاماً يفوق كل الأنظمة الوضعية في دول العالم المتحضر بكثيرٍ كثير ، نظام أنزله الجليل وبثه إلينا خير المرسلين ،، ليبقي مشعل نور يهدينا إلى سواء السبيل من خلال أوصياء المصطفى الأمين في كل زمان ،، لا يخبوا ذلك النور لأن فيه إمام مبين يهدي إلى الرشد ويحذر من ويلات الجحيم ، فعلينا أن نعود إلى رشدنا ونسلك سبل أولياء الله وعباده الصالحين لنعود كما كنا خير أمة أخرجت للناس ونهنأ بالعيش الرغيد ، فالله جل وعلا لن يُغيرنا إلى حالٍ أحسن إلا إذا نحن تكاتفنا وعملنا بجد على تغيير هذا الوضع المزري والذي تحمله نفوسنا الأمارة بالسوء
قال تعالى إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ 11 سورة الرعد

صــ آل محمد ــداح