عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-19-2017, 12:31 PM
المراقبين
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 فترة الأقامة : 4423 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2024 (10:40 PM)
 المشاركات : 5,025 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الأهداف من ترك العبّاس (عليه السّلام) في مكانه



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
كان من دأب الإمام الحسين (عليه السّلام) وهو دأب كلّ قائد رؤوف وإمام عطوف أن يحمل جثث أنصاره ، وأجساد قتلاه الذين استشهدوا في المعركة معه إلى فسطاط أعدّه للشهداء قرب معسكره ومخيّمه ، فكان يضع بعضهم مع بعض ، وهو يقول كما عن غيبة النعماني : (( قَتْلة مثل قتلة النبيِّين وآل النبيِّين ))
لكن لمّا وقف الإمام الحسين (عليه السّلام) هذه المرّة على جسد أخيه الوفي أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ورآه بتلك الحالة بكى حوله ساعة، وانصرف ولم يحمله إلى الفسطاط ، بل ترك جسد أخيه الشهيد في مكانه ، وغادر جثّته موذّرةً ومقطّعة في محلّ شهادته ومصرعه ؛ وذلك إمّا نزولاً إلى رغبته وتلبية لطلبه (عليه السّلام) ؛ حيث إنّه ـ على ما روي ـ طلب من أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) مُقسماً عليه بجدّه (صلّى الله عليه وآله) أن يتركه مكانه ما دام به رمق ، وأن لا يحمله إلى فسطاط الشهداء ؛ لأنّه قد وعد سكينة بالماء وهو يستحي منها .

ولأنّه أشفق على أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) فأراد أن يعفيه من عناء حمله ومشقّة نقله إلى الفسطاط ؛ ولأنّه أراد بذلك الحفاظ على عواطف النساء والأطفال ، وأراد أن يخفي عنهم خبر شهادته المفزعة لهم ولو إلى لحظات ، وأن يحجب جسمه الموذّر المفجع لهم عن أنظارهم ولو بضع ساعات .
ولأنّ الأعداء كانوا قد قطعوا جسمه الشريف إرباً إرباً بحيث لم يمكن حمله ـ حسب الظاهر ـ إلى الخيام ولا نقله إلى الفسطاط ؛ ولأنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) ترك أخاه العبّاس (عليه السّلام) في مكانه ولم يحمله إلى الفسطاط إشارة منه إلى أنّ أخاه يستحق التعظيم والتبجيل باتّخاذ مرقد منفرد له ، ونصب شبّاك مجلّل على قبره
، ورفع بنيان شامخ حول ضريحه ، وتشييد روضة مباركة أطراف مرقده ؛ وذلك تقديراً منه لوفائه، وشكراً منه على مواقفه الرشيدة تجاه إمامه .
وليكون بعد شهادته ـ كما كان أيام حياته ـ (باباً للإمام الحسين (عليه السّلام ؛ فيقصده الزائرون ، ويؤمّه الموالون والمحبّون ، ويحجّ إليه أرباب المسائل والحوائج وأصحاب الضرّ والفاقة ، والفقر والمسكنة أوّلاً ، ويشفّعونه عند أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوسّطونه في حوائجهم إليه ، ثمّ يقصدون روضة الإمام الحسين (عليه السّلام) للزيارة والاستشفاع به إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم وبلوغ أمانيهم وآمالهم ثانياً .





 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.

رد مع اقتباس