بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

إنه فصل الشتاء المعروف ببرودة أجوائه ، يبحث فيه الناس عما يدفؤهم من ملبس ومأكل ومشرب ..

لن يكون حديثي عن الملبس فهو معروف لدى أغلب الشعوب وإن اختلفت طرق تفصيله وحياكته ، وقفتي مع أكلة شعبية يحلو أكلها في فصل الشتاء ، لِما لها من أثرٍ طيب في شعور آكليها بالدفء ومقاومة برودة الأجواء ، إنها أكلة مشهورة في عديد من البلدان كالسودان واليمن وشرق وجنوب المملكة العربية السعودية والخليج ..

ستكون وقفتي والعصيدة الحساوية ذات القيمة الغذائية العالية نظراً لما تحوي من طاقة عالية بسبب الخليط الذي تتكون منه ..

قبل أن أشرع في الحديث عن العصيدة الحساوية سأتوقف ومعجم اللغة لنتعرف سوية عن معنى العصيدة ..

العصيدة مأخوذة من العصد والذي يعني اللوا والجمع ، سميت العصيدة بهذا الإسم لجمع مكوناتها الغذائية بالإستمرار في تحريكها يمينا ويساراً لتتماسك وتلين ويطيب أَكلها ..

تتكون العصيدة الحساوية من الطحين الأسمر والتمر أو دبس التمر والسمن وقد يمزج الخليط بقليل من الزنجبيل أو الفلفل الأسود ..

تتفنن المرأة الحساوية في عمل العصيدة ويتفنن الرجل في طريقة أكلها والتذذ بحلاوتها فهي لديه ألذ من الشوكلاتة الفرنسية المعروفة بطعمها الذي لا يقاوم ..

كيف تُعمل العصيدة الحساوية؟

يُنخل الطحين لإزالة الشوائب منه ثم يوضع على النار إلى أن يصبح ذهبي اللون ، يُذوب السمن ، يُوضع مقدار من الماء الساخن على التمر ويمزج جيداً ، يُعجن الطحين ويصب عليه ثلاثة أرباع الكمية من التمر الممزوج بالماء ويخلط جيداً بعد وضع قليل من الفلفل الأسود أو الزنجبيل بحسب الرغبة ، يوضع الخليط في قدر مدهون بقليل من السمن لكي لا يلتصق ثم يرفع على نار هادئة ، يخلط المزيج كل 4 دقائق لكي لا يجمد تسمتر ربة البيت في في هذا الفعل إلى أن يصبح لون العجين بين الذهبي والبني الفاتح ، هنا تنتهي طريقة عمل العصيدة ويبقى بسطها في صينية مدهونة بالسمن ووضع كمية من السمن في وسطها وتُقدم في الصباح الباكر ساخنة ..

لكم أحبتي أن تسألوا الأطباء المختصين عن فوائد هذه الأكلة الطيبة وعن مدى ضررها على مرضى السكر والضغط ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)