عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2020, 07:56 PM   #5
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : اليوم (04:51 AM)
 المشاركات : 5,025 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




9} ــــ «- فغضب ابن زياد لردّ الإمام {عليه السلام}، فنادى جلاوزته: اِضربوا عنقه.
فتعلّقت عمّته زينب {عليها السلام}، به، وصاحت: «يابن زياد، حَسْبك مِن دمائنا، والله لا أفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه»، فتراجع عن ذلك.
ثمّ صعد المنبر، ونال من أهل البيت وكذّبهم فافتضح نفاقه وبانت أعراقه، وكان في المجلس شيخ كبير آخر هو عبد الله بن عفيف الأردي، فانتفض في وجه ابن زياد السفّاك وخذله ونال منه.
فقال ابن زياد: عليَّ به، فأخذته جلاوزة النفاق والشقاق، فانتزعه منهم رجال من الأزد، إلاّ أنّ ابن زياد أرسل عليه ليلاً، فأُخرج من بيته وجيء به لابن زياد، فضرب عنقه، وصلبه على السبخة، فرحمة الله عليه. » {9}.
****** « 10 » ******
10} ــــ «- خطبة السيّدة زينب {عليها السلام}، نص خطبة السيدة زينب في الكوفة العلوية المقدسة.
والآن.. نذكر نص الخطبة، ثم نشرح بعض كلماتها: قال بشير بن خزيم ألأسدي {11:{ ونظرت إلى زينب بنت علي {عليهم السلام{ يومئذ فلم أر خفرةً ـ والله ـ أنطق منها {12}، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب {عليه السلام }13{، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا.
فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس، ثم قالت: «الحمد لله والصلاة على أبي: محمد وآله الطيبين الأخيار.
أما بعد: يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر!! الحمد لله والصلاة على أبي محمّد وآله الطيبين الأخيار، أمّا بعد: يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والغدر والختل والمكر، ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا وهل فيكم إلاّ الصلف والنطف، والصدر الشنف، وملق الإماء، وغمز الأعداء، أو كمرعى على دمنة، أو كفضة على ملحودة، ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون. » {10}.
****** « 11 » ******
11} ــــ «- أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة.
إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم.
ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف؟ والصدر الشنف؟ وملق الإماء؟ وغمز الأعداء؟
أو كمرعى على دمنة؟ أو كفضة على ملحودة؟
ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
أتبكون؟ وتنتحبون؟ إي والله، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً.
فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.
وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة؟ ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهلا الجنة، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، ومنار حجتكم، ومدرة سنتكم؟؟ ألا ساء ما تزرون، وبعداً لكم وسحقاً، فلقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
وَيلكم يا أهل الكوفة! أتدرون أيّ كبدٍ لرسول الله فَرَيتُم؟! وأيّ كريمةٍ له أبرزتم؟! وأي دم له سفكتم؟!
وأيّ حرمةٍ له هتكتم؟!
لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء، خَرقاء شَوهاء، كطِلاع الأرض وملء السماء.
أفعجبتم أن مطرت السماء دماً، ولعذاب الآخرة أخزى، وأنتم لا تُنصَرون.
فلا يَستَخفّنكم المُهَل، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار، ولا يَخافُ فَوتَ الثار، وإنّ ربّكم لبا لمرصاد».{14.{
قال الراوي: «فوا لله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حَيارى يبكون، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاًَ واقفاً إلى جنبي يبكي حتى أخضلت لحيته، وهو يقول: «بأبي أنتم وأمي!! كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى.{15.{ تعتبر خطبة السيدة زينب ـ في الكوفة وفي مجلس يزيد في الشام ـ في ذروة الفصاحة، وقمة البلاغة، وآيةً في قوة البيان، ومعجزة في قوة القلب والأعصاب، وعدم الوهن والانكسار أمام طاغية بني أمية ومن كان يحيط به من الحرس المسلحين، والجلاوزة والجلادين الذين كانوا على أهبة الإستعداد ينتظرون الأوامر كي ينفذوها بأسرع ما يمكن من الوقت.
وهنا سؤال قد يتبادر إلى الذهن وهو: إن السيدة زينب كانت سيدة المحجبات المخدرات، ولم يسبق لها أن خطبت في مجلس رجال أو معجم عام، وليس من السهل عليها أن ترفع صوتها وتخطب في تلك الاجتماعات، فلماذا قامت السيدة بإلقاء الخطب على مسامع الجماهير مع تواجد الإمام زين العابدين {عليه السلام}،؟
ومع العلم أن الإمام زين العابدين كان أقوى وأقدر منها على فنون الخطابة، وأولى من التحدث في جموع الرجال؟
لعل الجواب هو: أن الضرورة أو الحكمة إقتضت أن يسكت الإمام زين العابدين طيلة هذه المسيرة كي لا يجلب إنتباه الناس إلى قدرته على الكلام، وحتى يستطيع أن يصب جام غضبه كله على يزيد، في الجامع الأموي، بمرأى ومسمع من آلاف المصلين الذين حضروا يوم ذاك لأداء صلاة الجمعة خلف يزيد.
فلو كان الإمام زين العابدين {عليه السلام}، يخطب في أثناء هذه الرحلة.. في الكوفة وغيرها، فلعله لم وين يكن يسمح له بالخطابة في أي مكان آخر، فكانت تفوته الفرصة الثمينة القيمة، وهي فرصة التحدث في تلك الجماهير المتجمهرة في الجامع الأموي، علماً بأنه لم يبق من آل الرسول في تلك العائلة رجل سوى الإمام زين العابدين.
ولهذا السبب كانت السيدة زينب تتولى الخطابة في المواطن والأماكن التي تراها مناسبة.
ومع العلم أن الإمام زين العابدين كان أقوى وأقدر منها على فنون الخطابة، وأولى من التحدث في جموع الرجال؟. » {11}.


 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس