عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-07-2011, 03:53 AM
المراقبين
نورجهان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4799 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي معنى الفطرة والصبغة



معنى الفطرة والصبغة
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:"صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً"

تفسير التبيان:1/485:
قوله تعالى: صِبْغَةَ اللهِ: معناه فطرة الله في قول الحسن وقتادة وأبي العالية ومجاهد وعطية وابن زيد والسدي .
وقال الفراء والبلخي: إنه شريعة الله في الختان الذي هو التطهير .
وقوله صبغة الله ، مأخوذ من الصبغ ، لأن بعض النصارى كانوا إذا ولد لهم مولود جعلوه في ماء طهور يجعلون ذلك تطهيراً له ويسمونه العمودية ، فقيل صبغة الله أي تطهير الله ، تطهيركم بتلك الصبغة وهو قول الفراء .
وقال قتادة: اليهود تصبغ أبناءها يهوداً والنصارى تصبغ أبناءها نصارى ، فهذا غير المعنى الأول ، وإنما معناه أنهم يلقنون أولادهم اليهودية والنصرانية ، فيصبغونهم بذلك لما يشربون قلوبهم منه ، فقيل صبغة الله التي أمر بها ورضيها يعني الشريعة، لا صبغتكم .
وقال الجبائي: سمي الدين صبغة لأنه هيئة تظهر بالمشاهدة من أثر الطهارة والصلاة وغير ذلك من الآثار الجميلة التي هي كالصبغة ، وقال أمية :في صبغة الله كان إذ نسي الـ هد وخلى الصواب إذ عزم
تفسير التبيان:3/334:
وقوله: وَلامُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ: اختلفوا في معناه فقال ابن عباس ، والربيع بن أنس ، عن أنس: إنه الأخصاء ، وكرهوا الأخصاء في البهائم ، وبه قال سفيان ، وشهر بن حوشب ، وعكرمة ، وأبوصالح.

وفي رواية أخرى عن ابن عباس: فليغيرن دين الله ، وبه قال إبراهيم ومجاهد ، وروى ذلك عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ). قال مجاهد: كذب العبد يعني عكرمة في قوله إنه الأخصاء ، وإنما هو تغيير دين الله الذي فطر الناس عليه في قوله: "فِطْرَةَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ". وهو قول قتادة والحسن والسدي والضحاك وابن زيد .
وقال الكفعمي في المصباح/340
الفاطر: أي المبتدع لأنه فطر الخلق أي ابتدعهم ، وخلقهم من الفطر وهو الشق ، ومنه:" إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ "، أي انشقت ، وقوله: "تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ "، أي يتشققن كأنه سبحانه شق العدم بإخراجنا منه، وقوله تعالى: "فَاطِرِ السَّمَوَاتِ"، أي مبدي خلقها.
بحار الأنوار:3/276-281: (سن: المحسن بن أحمد ، عن أبان الأحمر ، عن أبي جعفر الأحول ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: عروة الله الوثقى التوحيد ، والصبغة الإسلام .
بيان: قال البيضاوي في قوله تعالى: "صِبْغَةَ اللهِ": أي صبغنا الله صبغته وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ، فإنها حلية الإنسان ، كما أن الصبغة حلية المصبوغ ، أو هدانا هدايته وأرشدنا حجته ، أو طهر قلوبنا بالإيمان تطهيره. وسماه صبغة لأنه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ ، وتداخل قلوبهم تداخل الصبغ الثوب ، أو للمشاكلة فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه العمودية ويقولون هو تطهير لهم وبه تحقق نصرانيتهم .
مع: أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل: "صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً "، قال: هي الإسلام .
شف: من كتاب القاضي القزويني ، عن هارون بن موسى التلعكبري ، عن محمد بن سهل ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله الله عز وجل: فِطْرَةَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، قال : هي التوحيد ، وأن محمداً رسول الله ، وأن علياً أمير المؤمنين .
شي: عن زرارة ، عن أبي جعفر وحمران ، عن أبي عبدالله ( عليهما السلام ) قال: الصبغة الإسلام .
شي: عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة: قال: الصبغة معرفة أمير المؤمنين عليه السلام بالولاية في الميثاق .
بحار الأنوار:1/209: (ل: ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الأشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن حكم بن بهلول ، عن ابن همام ، عن ابن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت علياً عليه السلام يقول لأبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني: يا أبا الطفيل العلم علمان: علم لا يسع الناس إلا النظر فيه وهو صبغة الإسلام ، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عز وجل .
بيان: قال الفيروزآبادي: الصبغة بالكسر: الدين والملة ، وصبغة الله: فطرة الله ، أو التي أمر الله بها محمداً صلى الله عليه وآله وهي الختانة. انتهى .
أقول: المراد بالصبغة هنا الملة أوكل ما يصبغ الإنسان بلون الإسلام من العقائد الحقة ، والأعمال الحسنة ، والأحكام الشرعية .
وقدرة الله تعالى: لعل المراد بها هنا تقدير الأعمال ، وتعلق قدرة الله بخلقها ، أي علم القضاء والقدر والجبر والإختيار ، فإنه قد نهي عن التفكر فيها .
وفي نهج البلاغة: أنه قال أمير المؤمنين عليه السلام وقد سئل عن القدر فقال:" طريق مظلم فلا تسلكوه". انتهى .
بحار الأنوار:67/130:
البقرة-138: "صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ "الروم-30:
"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"
كا: عن علي ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل: "صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً"، قال: الإسلام .
بيان: قيل على هذه الأخبار يحتمل أن تكون ( صبغة ) منصوبة على المصدر من مسلمون في قوله تعالى قبل ذلك: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.

ثم يحتمل أن يكون معناها وموردها مختصاً بالخواص والخلص المخاطبين بـ(قولوا) في صدر الآيات حيث قال: قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ، دون سائر أفراد بني آدم بل يتعين هذا المعنى إن فسر الإسلام بالخضوع والانقياد للأوامر والنواهي كما فعلوه ، وإن فسر بالمعنى العرفي فتوجيه التعميم فيه كتوجيه التعميم في فطرة الله . . . .
وقيل: صبغة الله إبداع الممكنات وإخراجها من العدم إلى الوجود وإعطاء كل ما يليق به من الصفات والغايات وغيرهما... .
وقيل: معناه كل مولود يولد على معرفة الله والإقرار به ، فلا تجد أحداً إلا وهو يقر بأن الله صانعه ، وإن سماه بغير اسمه أو عبد معه غيره ، ومنه حديث حذيفة (على غير فطرة محمد ) أراد دين الإسلام الذي هو منسوب إليه. انتهى .
وقال بعضهم: المراد بالفطرة كونه خلقاً قابلاً للهداية ومتهيئاً لها ، لما أوجد فيه من القوة القابلة لها ، لأن فطرة الإسلام وصوابها موضوع في العقول ، وإنما يدفع العقول عن إدراكها تغيير الابوين ، أو غيرهما .
وأجيب عنه بأن حمل الفطرة على الإسلام لا يأباه العقل ، وظاهر الروايات يدل عليه .

وحملها على خلاف الظاهر لا وجه له من غير مستند .
. . . لا تبديل لخلق الله: أي بأن يكونوا كلهم أو بعضهم عند الخلق مشركين ، بل كان كلهم مسلمين مقرين به أو قابلين للمعرفة ، وأراهم نفسه: أي بالرؤية العقلية الشبيهة بالرؤية العينية في الظهور ليرسخ فيهم معرفته ، ويعرفوه في دار التكليف، ولولا تلك المعرفة الميثاقية لم يحصل لهم تلك القابلية ، وفسر عليه السلام الفطرة في الحديث بالمجبولية على معرفة الصانع والإذغان به.

كذلك قوله في هذه الآية أيضاً محمولة على هذا المعنى: ولئن سألتهم، أي كفار مكة كما ذكره المفسرون أو الاعم كما هو الاظهر من الخبر ، ليقولن الله ، لفطرتهم على المعرفة.
وقال البيضاوي: لوضوح الدليل المانع من إسناد الخلق إلى غيره ، بحيث اضطروا إلى إذعانه .
والمشهور أنه مبنى على أن كفار قريش لم يكونوا ينكرون أن الصانع هو الله ، بل كانوا يعبدون الأصنام لزعمهم أنها شفعاء عند الله ، وظاهر الخبر أن كل كافر لو خلي وطبعه وترك العصبية ومتابعة الأهواء وتقليد الاسلاف والاباء، لاقر بذلك كما ورد ذلك الأخبار الكثيرة .
قال بعض المحققين: الدليل على ذلك ما ترى أن الناس يتوكلون بحسب الجبلة على الله ويتوجهون توجهاً غريزياً إلى مسبب الأسباب ومسهل الأمور الصعاب ، وإن لم يتفطنوا لذلك، ويشهد لهذا قول الله عز وجل قال: "أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَ تَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ" .
وفي تفسير مولانا العسكري عليه السلام أنه سئل مولانا الصادق عن الله فقال للسائل: يا عبدالله هل ركبت سفينة قط ؟ قال: بلى ، قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ قال بلى ، قال: فهل تعلق قلبك هناك أن شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟ قال: بلى ، قال الصادق: فذلك الشئ هو الله القادر على الأنجاء حين لا منجي ، وعلى الإغاثة حين لا مغيث .
ولهذا جعلت الناس معذورين في تركهم اكتساب المعرفة بالله عزوجل متروكين على ما فطروا عليه، مرضياً عنهم بمجرد الإقرار بالقول ، ولم يكلفوا الإستدلالات العلمية في ذلك ، وإنما التعمق لزيادة البصيرة ولطائفة مخصوصة.

وأما الإستدلال فللرد على أهل الضلال .
ثم إن أفهام الناس وعقولهم متفاوتة في قبول مراتب العرفان ، وتحصيل الإطمينان كماً وكيفاً ، شدةً وضعفاً ، سرعةً وبطئاً ، حالاً وعلماً ، وكشفاً وعياناً ، وإن كان أصل المعرفة فطرياً ، إما ضروري أو يهتدي إليه بأدنى تنبيه ، فلكل طريقة هداه الله عز وجل إليها إن كان من أهل الهداية ، والطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ، وهم درجات عند الله ، يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات .
قال بعض المنسوبين إلى العلم: إعلم أن أظهر الموجودات وأجلاها هو الله عز وجل ، فكأن هذا يقتضي أن يكون معرفته أول المعارف ، وأسبقها إلى الأفهام وأسهلها على العقول ، ونرى الأمر بالضد من ذلك ، فلا بد من بيان السبب فيه .
وإنما قلنا إن أظهر الموجودات وأجلاها هو الله فمعنى لا تفهمه إلا بمثال ، هو: أنا إذا رأينا إنساناً يكتب أو يخيط مثلاً ، فإن كونه حياً من أظهر الموجودات فحياته وعلمه وقدرته للخياطة أجلى عندنا من سائر صفاته الظاهرة والباطنة ، إذ صفاته الباطنة كشهوته وغضبه وخلقه وصحته ومرضه ، وكل ذلك لا نعرفه ، وصفاته الظاهرة لا نعرف بعضها ، وبعضها نشك فيه ، كمقدار طوله ، واختلاف لون بشرته وغير ذلك من صفاته. أما حياته وقدرته وإرادته وعلمه وكونه حيواناً فإنه جلي عندنا من غير أن يتعلق حس البصر بحياته وقدرته وإرادته ، فإن هذه الصفات لا تحس بشئ من الحواس الخمس ، ثم لا يمكن أن يعرف حياته وقدرته وإرادته إلا بخياطته وحركته ، فلو نظرنا إلى كل ما في العالم سواء لم نعرف به صفاته ، فما عليه إلا دليل واحد ، وهو مع ذلك جلي واضح .
ووجود الله وقدرته وعلمه وسائر صفاته يشهد له بالضرورة كل ما نشاهده وندركه بالحواس الظاهرة والباطنة من حجر ومدر ، ونبات وشجر ، وحيوان وسماء ، وأرض وكوكب ، وبر وبحر ، ونار وهواء ، وجوهر وعرض ، بل أول شاهد عليه أنفسنا ، وأجسامنا وأصنافنا ، وتقلب أحوالنا ، وتغير قلوبنا ، وجميع أطوارنا ، في حركاتنا وسكناتنا .
وأظهر الأشياء في علمنا أنفسنا ، ثم محسوساتنا بالحواس الخمس ، ثم مدركاتنا بالبصيرة والعقل، وكل واحد من هذه المدركات له مدرك واحد ، وشاهد ودليل واحد ، وجميع ما في العالم شواهد ناطقة ، وأدلة شاهدة بوجود خالقها ومدبرها ومصرفها ومحركها ، ودالة على علمه وقدرته ولطفه وحكمته. والموجودات المدركة لا حصر لها .
فإن كانت حياة الكاتب ظاهرة عندنا وليس يشهد له إلا شاهد واحد ، وهو ما أحسسنا من حركة يده ، فكيف لا يتصور في الوجود داخل نفوسنا وخارجها إلا وهو شاهد عليه وعلى عظمته وجلاله ، إذ كل ذرة فإنها تنادي بلسان حالها أنه ليس وجودها بنفسها ، ولا حركتها بذاتها وإنما يحتاج إلى موجد ومحرك لها ، يشهد بذلك أولاً تركيب أعضائنا وائتلاف عظامنا ، ولحومنا وأعصابنا ونبات شعورنا ، وتشكل أطرافنا ، وسائر أجزائنا الظاهرة والباطنة ، فإنا نعلم أنها لم تأتلف بنفسها ، كما نعلم أن يد الكاتب لم تتحرك بنفسها .

ولكن لما لم يبق في الوجود مدرك ، ومحسوس ومعقول ، وحاضر وغائب إلا وهو شاهد ومعرف عظم ظهوره ، فانبهرت العقول ، ودهشت عن إدراكه .
فإذن ما يقصر عن فهمه عقولنا له سببان: أحدهما خفاؤه في نفسه وغموضه ، وذلك لا يخفى مثاله ، والآخر ما يتناهى وضوحه. وهذا كما أن الخفاش يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار ، لا لخفاء النهار واستتاره ، ولكن لشدة ظهوره ، فإن بصر الخفاش ضعيف يبهره نور الشمس إذا أشرق ، فيكون قوة ظهوره مع ضعف بصره سبباً لامتناع أبصاره فلا يرى شيئاً إلا إذا امتزج الظلام بالضوء ، وضعف ظهوره. فكذلك عقولنا ضعيفة ، وجمال الحضرة الإلهية في نهاية الأشراق والإستنارة وفي غاية الإستغراق والشمول ، حتى لا يشذ عن ظهوره ذرة من ملكوت السماوات والأرض ، فصار ظهوره سبب خفائه ، فسبحان من احتجب بإشراق نوره ، واختفى عن البصائر والأبصار بظهوره .

ولا تتعجب من اختفاء ذلك بسبب الظهور ، فإن الأشياء تُستبان بأضدادها وما عم وجوده حتى لا ضد له عسر إدراكه ، فلو اختلفت الأشياء فدل بعضها دون البعض أدركت التفرقة على قرب ، ولما اشتركت في الدلالة على نسق واحد أشكل الأمر. ومثاله نور الشمس المشرق على الأرض ، فإنا نعلم أنه عرض من الأعراض يحدث في الأرض ، ويزول عند غيبة الشمس . . . .
الدر المنثور:5/155:
"فَأَقِمْ وَجْهَكَ" . . . الآية . أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد (رض) قوله: "فِطْرَةَ اللهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا، قال: الدين الإسلام ، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ "، قال لدين الله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:" لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ" ، قال: دين الله. ذلك الدين القيم ، قال: القضاء القيم .

أتمنى للجميع أقات مفيدة
تحياتي نورجهان




رد مع اقتباس