عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-11-2020, 01:16 AM
المراقبين
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 فترة الأقامة : 4417 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2024 (10:40 PM)
 المشاركات : 5,025 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حذار من نسيان الآخرة



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إذاً، فنسيان الآخرة من الأمور التي يخافها علينا وليّ الله الأعظم، الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ويخاف علينا من الباعث لهذا النسيان وهو طول الأمل، لأنه يعرف مدى خطورة هذه الرحلة، ويعلم ماذا يجري على الإنسان الذي يجب أن لا يهدأ لحظة واحدة عن التهيؤ وإعداد الزاد والراحلة، عندما ينسى العالم الآخر، ويستهويه النوم والغفلة من دون أن يعلم أن هناك عالماً آخر، وأن عليه أن يسير إليه حثيثاً وماذا سيحصل له وما هي المشاكل التي يواجهها. يحسن بنا أن نفكر قليلاً في سيرة أمير المؤمنين والنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وهما من أشرف خلق الله ومن المعصومين عن الخطأ والنسيان والزلل والطغيان، لكي نقارن بين حالنا وحالهما. إن معرفتهما بطول السفر ومخاطره قد سلبت الراحة منهما، وإنَّ جهلنا أوجد النسيان والغفلة فينا.

إن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قد روّض نفسه كثيراً في عبادة الله، وقام على قدميه في طاعة الله حتى ورمت رجلاه، فنزلت الآية الكريمة تقول له: ﴿طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى﴾ (طه: 1- 2). وعبادات علي عليه السلام وتهجّده وخوفه من الحق المتعال معروفة للجميع. إذاً، إعلم أن الرحلة كثيرة المخاطر. وإنما هذا النسيان الموجود فينا ليس إلا من مكائد النفس والشيطان، وما هذه الآمال الطوال إلاّ من أحابيل إبليس ومكائده. فتيقظ أيها النائم من هذا السبات وتنبّه، واعلم أنك مسافر ولك مقصد، وهو عالم آخر وأنك راحل عن هذه الدنيا، شئت أم أبيت. فإذا تهيأت للرحيل بالزاد والراحلة لم يصبك شي‏ء من عناء السفر، ولا تصاب بالتعاسة في طريقه، وإلا أصبحت فقيراً مسكيناً سائراً نحو شقاء لا سعادة فيه، وذلّة لا عزّة فيها وفقر لا غناء معه وعذاب لا راحة منه. إنها النار التي لا تنطفئ، والضغط الذي لا يخفف، والحزن الذي لا يتبعه سرور، والندامة التي لا تنتهي أبداً.

انظروا إلى ما يقوله الإمام في دعاء كميل وهو يناجي الحق عزَّ وجلَّ: "وأنت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها" إلى أن يقول: "وهذا ما لا تقوم له السموات والأرض". ترى ما هذا العذاب الذي لا تطيقه السماوات والأرض، الذي قد أعدّ لك؟ أفلا تستيقظ وتنتبه؟ بل تزداد كل يوم استغراقاً في النوم والغفلة! فيا أيها القلب الغافل! انهض من نومك وأعدّ عدتك للسفر، "فقد نودي فيكم بالرحيل"(1)، وعمّال عزرائيل منهمكون في العمل ويمكن في كل لحظة أن يسوقوك سوقاً إلى العالم الآخر، ولا تزال غارقاً في الجهل والغفلة؟
"اللهم إني أسألك التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار السرور والاستعداد للموت قبل حلول الفوت"(2).
---------------------------------
(1) نهج البلاغة، الخطبة 204، الشيخ صبحي الصالح.
(2) مفاتيح الجنان، دعاء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان.



 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.

رد مع اقتباس