عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2015, 11:10 PM   #2
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله)*(1)، قال (عليه السلام): (هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، فيقول له الملك: آمين، ويقول الله العزيز الجبار: ولك مثلا ما سألت، وقد أعطيت ما سألت بحبك إياه) (2) وعنه (عليه السلام) قال: (أوشك دعوة وأسرع إجابة، دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب) (3). وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (الدعاء لأخيك بظهر الغيب يسوق إلى الداعي الرزق، ويصرف عنه البلاء، ويقول الملك: ولك مثل ذلك (4)). وروي أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى موسى (عليه السلام): (يا موسى، ادعني على لسان لم تعصني به. فقال (عليه السلام): أنى لي بذلك؟ فقال: ادعني على لسان غيرك) (5). ويدخل في إطار الدعاء الخاص الدعاء لأربعين من المؤمنين قبل أن يدعو المؤمن لنفسه، وهو من الأدعية المستجابة أيضا. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من قدم في دعائه أربعين من المؤمنين، ثم دعا لنفسه، استجيب له) (6). وقال (عليه السلام): (من قدم أربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه
(هامش)
(1) سورة الشورى: 42 / 26. (2) الكافي 2: 368 / 3. (3) الكافي 2: 367 / 1. (4) أمالي الطوسي 2: 290. (5) عدة الداعي: 183. وبحار الأنوار 93: 390. (6) أمالي الصدوق: 369 / 4. (*)
ص 83
استجيب له فيهم وفي نفسه) (1). ويتأكد هذا الدعاء بعد الفراغ من صلاة الليل بأن يقول وهو ساجد: (اللهم رب الفجر، والليالي العشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسر، ورب كل شيء، وإله كل شيء، ومليك كل شيء، صل على محمد وآله، وافعل بي وبفلان وبفلان... ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله، يا أهل التقوى وأهل المغفرة) (2). إيثار المؤمنين بالدعاء: عن الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام)، قال: (رأيت أمي فاطمة (عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عموم الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم، وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني، الجار ثم الدار) (3). وروي عن ابن ناتانه، عن علي، عن أبيه، قال: رأيت عبد الله بن جندب بالموقف، فلم أر موقفا أحسن من موقفه، ما زال مادا يديه إلى السماء، ودموعه تسيل على خديه حتى تبلغ الأرض، فلما صدر الناس قلت له: يا أبا محمد، ما رأيت موقفا أحسن من موقفك. قال: والله ما دعوت إلا لإخواني، وذلك أن أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) أخبرني أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش: ولك
(هامش)
(1) أمالي الطوسي 2: 38. وأمالي الصدوق: 310 / 8. (2) عدة الداعي: 182. (3) علل الشرائع: 181 / 1. (*)
ص 84
مائة ألف ضعف، فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا (1). وعن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، قال: كان عيسى بن أعين إذا حج فصار إلى الموقف، أقبل على الدعاء لإخوانه حتى يفيض الناس، فقيل له: تنفق مالك وتتعب بدنك حتى إذا صرت إلى الموضع الذي تبث فيه الحوائج إلى الله، أقبلت على الدعاء لإخوانك، وتترك نفسك؟ فقال: إني على يقين من دعاء الملك لي، وفي شك من الدعاء لنفسي (2).
ثانيا: ومن الدعوات التي أكدت النصوص الإسلامية على استجابتها:
1 - دعاء الوالد الصالح لوده إذا بره، ودعاؤه عليه إذا عقه. 2 - دعاء الولد الصالح لوالده. 3 - دعاء المظلوم الذي لا يجد ناصرا إلا الله على من ظلمه، ودعاؤه لمن انتصر له. 4 - دعاء الإمام العادل لرعيته. 5 - دعاء المريض لعائده. 6 - دعاء الغازي في سبيل الله. 7 - دعاء الحاج أو المعتمر حتى يرجع. 8 - دعاء الصائم حتى يفطر.
(هامش)
(1) بحار الأنوار 93: 384 / 8. (2) بحار الأنوار 93: 391 / 25. (*)
ص 85
9 - دعاء الأطفال ما لم يقارفوا الذنوب. وفيما يلي نورد النصوص الدالة على استجابة هذه الدعوات: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء أو تصير إلى العرش: الوالد لولده، والمظلوم على من ظلمه، والمعتمر حتى يرجع، والصائم حتى يفطر) (1). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إياكم ودعوة المظلوم، فإنها ترفع فوق السحاب حتى ينظر الله عز وجل إليها فيقول: ارفعوها حتى استجيب له، وإياكم ودعوة الوالد فإنها أحد من السيف) (2). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (دعاء أطفال أمتي مستجاب ما لم يقارفوا الذنوب) (3). وقال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى: دعوة الإمام المقسط، ودعوة المظلوم، يقول الله عز وجل: لانتقمن لك ولو بعد حين، ودعوة الولد الصالح لوالديه، ودعوة الوالد الصالح لولده، ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب، فيقول: ولك مثله (4)). وقال (عليه السلام): (اتقوا الظلم، فإن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء) (5). وقال (عليه السلام): (ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله: دعاء الوالد لولده إذا بره،
(هامش)
(1) الكافي 2: 370 / 6. والفقيه 2: 146 / 644. (2) الكافي 2: 369 / 3. (3) بحار الأنوار 93: 357 / 14. (4) الكافي 2: 369 / 2. (5) الكافي 2: 369 / 4. (*)
ص 86
ودعوته عليه إذا عقه، ودعاء المظلوم على من ظلمه، ودعاؤه لمن انتصر له منه) (1). وقال (عليه السلام): (ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج فانظروا كيف تخلفونه، والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه، والمريض فلا تغيظوه ولا تضجروه) (2). دعوات لا تستجاب: من الدعوات التي أكدت النصوص الإسلامية على أنها لا تستجاب:
1 - الداعي الذي يطلب تغيير حالة ناتجة عن ارتكابه إثما، أو تقصيرا في واجب. ومثل هذا الداعي لا يمكن أن يترتب أثر على دعائه حتى يتوب مما ارتكب أو يزيل أسباب حصول تلك الحالة وعللها. مثال ذلك المظلوم الذي يدعو لإزالة مظلمته وهو متحمل لمظالم العباد وتبعات المخلوقين، فهذا هو الذي يدعو لتغيير الحالة الناتجة عن ارتكابه إثما. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (قال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها، ولأحد عنده مثل تلك المظلمة (3)). وعنه (عليه السلام) أنه قال: (إذا ظلم الرجل فظل يدعو على صاحبه، قال الله
(هامش)
(1) أمالي الطوسي 1: 286. (2) الكافي 2: 369 / 1. (3) وسائل الشيعة 7: 146 / 1. (*)
ص 87
عز وجل: إن هاهنا آخر يدعو عليك، يزعم أنك ظلمته، فإن شئت أجبتك، وأجبت عليك، وإن شئت أخرتكما فيوسعكما عفوي) (1). ومثال طلب تغيير الحالة الناتجة عن التقصير في واجب، التواكل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذلك لأنهما واجبان وجوبا كفائيا لقوله تعالى: *(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)*(2) وإن صلاح المجتمع وفساده منوطان بالقيام بهذين


يتبع


 

رد مع اقتباس