عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2011, 08:37 AM   #19
عضو مميز


الصورة الرمزية نهر العلقمي
نهر العلقمي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 53
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 10-10-2013 (10:22 PM)
 المشاركات : 485 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي








اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



الطب الرحماني





السواك









• كيفية السواك

- السواك عرضاً.. لا طولاً



ثم إن لكيفية السواك مدخل في التنظيف الكامل وعدمه، إذ أنه مرة يمر المسواك على الأسنان إمراراً ظاهريا..


وهذا لا يكفي - بطبيعة الحال - في الوصول إلى الغاية التي شرع من أجلها السواك..


ومرة يصل المسواك إلى جميع تجاويف الأسنان، ويخرج الفضلات منها..


وهذا هو المطلوب.. لأنك إذا دعكت الأسنان بالمسواك صعوداً ونزولاً، فلسوف تدخل شعب المسواك إلى جميع التجاويف، والفجوات، والخلايا..


حتى لا يبقى أي شيء من الفضلات يمكن أن يسبب ضرراً على الأسنان، أو على أي من أجهزة الجسم الأخرى..


وقد ورد الأمر من الأئمة (عليهم السلام) بهذه الطريقة قبل أربعة عشر قرناً، ولم ينتبه لها علماء الطب إلا في هذه السنوات المتأخرة، وبدأوا ينصحون باتباعها(60).


وعلى كل حال..


فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: (استاكوا عرضا، ولا تستاكوا طولاً)(61) .


وعن النبي (صلى الله عليه وآله): (اكتحلوا وتراً، واستاكوا عرضاً)(62)..


وكان (صلى الله عليه وآله) إذا استاك، استاك عرضاً(63).


كان أمير المؤمنين (عليه السلام) (يستاك عرضاً، ويأكل هرثاً)(64).


إلا أن من الواضح أن مجرد إجراء عملية السواك هذه، لا يكفي في إخراج الفضلات من الفم، وتنظيفه وتطهيره..


مع أن هذا هو أحد الأهداف الهامة من عملية السواك، كما صرحت به الروايات الكثيرة..


بل لابد من القيام بعملية أخرى لإخراج هذه الفضلات من الفم، وليكون الفم من ثم نظيفاً، طيب الرائحة الخ..


وقد بين لنا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هذه الطريقة، فحكموا بلزوم المضمضة بعد السواك، وإذا كان ذلك الغرض لا يحصل من المضمضة مرة واحدة، فقد ورد الأمر بالمضمضة ثلاث مرات بعده.


فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من استاك فليتمضمض)(65).


وجاء في رواية أخرى لمعلى بن خنيس عن السواك بعد الوضوء، قال (عليه السلام): (يستاك، ثم يتمضمض ثلاث مرات)(66).



- أدنى السواك:


ونلاحظ: أن اهتمام الإسلام بالسواك قد بلغ حداً لربما يصعب تفسيره على الكثيرين، أو إدراك معطياته بشكل كاف..

حتى لنجده يكتفي من السواك بالدلك بالإصبع، فعن النبي (صلى الله عليه وآله): (التسوك أو التشويص بالإبهام والمسبّحة عند الوضوء سواك)(67)..

وعنهم (عليهم السلام): أدنى السواك أن تدلكه بإصبعك(68)..

بل لقد اكتفى فيه بالمرة الواحدة كل ثلاث، فعن الباقر (عليه السلام): لا تدعه في كل ثلاث، ولو أن تمره مرة واحدة(69).


وهذا تعبير صادق عن مدى اهتمامهم (عليهم السلام) بالسواك، كما أنه يوحي بما للسواك من عظيم الفائدة، وجليل الأثر. فإن الدلك بالإصبع، وإن لم يكن محققاً للغاية المرجوة بتمامها، إلا أن الميسور لا يترك بالمعسور، إذ أن الدلك بالإصبع مفيد على الأقل في تقوية اللثة، وتحريك عضلاتها..


كما أنه يهتك الأغشية التي ربما تغلف الأسنان واللثة، وتستبطن معها الكثير من الفضلات التي يمكن أن تكون مسرحاً لكثير من الجراثيم والميكروبات، التي تنشأ عن تخمر الفضلات، الأمر الذي يؤثر ولو جزئياً في محدودية فعالية تلك الجراثيم على الأقل..


وهذا بالذات ما يفسر لنا قولهم (عليهم السلام): لا تدعه في كل ثلاث، ولو أن تمره مرة واحدة، كما هو ظاهر لا يخفى.

السواك بماء الورد:

نعم.. ومن أجل أن تطيب رائحة الفم أكثر، لأن السواك مطيبة للفم أيضاً، نجد أن الحسن (عليه السلام) كان يستاك بماء الورد(70).
• أوقات السواك، والسواك للصائم

قد تقدم ما يدل على استحباب السواك عند كل وضوء، وعند كل صلاة..



وإذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه، ووقت السحر، وفي كل مرة قام من نومه، وحين طلوع الشمس والخ..


أما الصائم فإنه يستاك أي النهار شاء(71).


وكان الإمام علي (عليه السلام) يستاك في أول النهار وفي آخره، في شهر رمضان(72).


ولكن لم يرجع له الاستياك بسواط رطب أيضاً(73)..


ولعل ذلك من أجل أن لا يجعل الصائم في حرج من جهة صومه، مع الحرص على القيام بعملية السواك حتى في حال الصوم..



ونحن نشير هنا إلى أن وفود الجراثيم إلى الفم لا ينحصر في تخمر فضلات الطعام فيه، لأن من الممكن أن تصل إلى الفم عن طريق ملامسة بعض الأجسام الأخرى غير الطعام..



بل ومن الطعام نفسه إذا كان ملوثاً بما هو خارج عنه..


كما أن من الممكن أن تتوافد إلى الفم عن طريق الهواء غير النقي، الذي يصل إلى الفم، وإلى غيره من أجهزة الجسم عن طريق التنفس.
ولأجل هذا..


فقد اختلفت الميكروبات التي يعاني منها الفم وتنوعت، ولا يضاهيه في اختلافها وتنوعها أي عضو آخر في الإنسان على الإطلاق..


وهو أكثر الأعضاء قابلية لاستقبالها، وهو المكان الأمثل لنموها وتكاثرها..


لأن اللعاب الذي يتدفق باستمرار - وإن كان في حالة سلامة الجسم - يمكنه أن يقضي على كثير من أنواع الميكروبات(74) ،



إلا أنه في غير هذه الحالة يمثل الدرع الواقي والغطاء الطبيعي لها، الذي يمكنه أن يحميها من كثير من العوارض: بل إنه يمثل الغذاء لها لو حرمت الغذاء..


وإذا لاحظنا مدى حساسية هذا العضو - الفم - بالنسبة لسائر أجهزة الجسم الأخرى..



فإننا نعرف السر في تجويز الاستياك للصائم..



وفي دعوة الإسلام للاستياك في الأوقات المختلفة المتقدم ذكرها..



أضف إلى ذلك: أن بقاء محيط الفم لعدة ساعات في حالة هدوء معناه أنه إذا كان فيه شيء من الفضلات المتبقية فإن التخمير يتم فيه بيسر وسهولة حينئذٍ، كما أنه لو كانت بعض الجراثيم متخلفة في الفم فإنها تستطيع مهما كانت ضئيلة ومحدودة أن تقوم بنشاط واسع من دون وجود أي وازع أو رادع.


فإذا استاك قبل النوم فإنه يقضي بذلك على كل ذلك، ولا يبقى ثمة فرصة لنشاط الجراثيم، ولا لتخمر الفضلات..



كما أن السواك بعد النوم يقضي على الجراثيم الوافدة إلى الفم عن طريق التنفس وغيره. ويقول البعض: (إن تدفق اللعاب باستمرار في الفم عامل مهم في منع إصابة الأسنان بالتسوس والخراب، لأن اللعاب يؤثر في تنظيفها ميكانيكياً، وحيث أنه يقل تدفق اللعاب ليلاً، فإن قابلية الأسنان للتعرض للخراب تزيد طبعاً، وهذا ما يؤكد الحاجة للسواك بعد النوم كما قلنا)(75) ..



كما أن السواك يقضي على الميكروبات التي يمكن أن تكون قد نشطت أثناء النوم، وعلى بعض الفضلات لو فرض تخلفها في تجاويف الفم، فيما لو كان السواك قبل النوم غير فعال، بسبب التقصير في الاستقصاء فيه.. نعم..


ولعل ما ذكرناه يلقي بعض الضوء على ما تقدم من قولهم (عليهم السلام): لو علم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف..


وهذا ما يؤكد لنا عظمة الإسلام، وانسجامه مع الحاجات الطبيعية، التي تكتنف وجود هذا الكائن، وتهيمن عليه..


ويلاحظ هنا: أن جرح اللثة بالسواك ثم تعفنها غير وارد هنا بالنسبة للإنسان السليم..


وذلك لأن الفم يتمتع بمناعة خاصة ضد تعفن جراحة الفم، ولعل هذا هو السر في اعتبار الإسلام الفم طاهراً، مطهراً، بحيث لو ظهر فيه دم فإنه يطهر بنفسه بمجرد ذهاب آثاره..


كما أن اللعاب نفسه قاتل للميكروب لدى الرجال الأصحاء، كما قدمنا(76).


ولكن ذلك لا يعني عدم تولد ملايين الجراثيم في الفم بفعل التخمر الذي تغلفه أغشية تمنع من تأثير اللعاب في مكافحتها عادة.. كما أشرنا إليه من قبل..


هذا.. ونجد أن الرضا (عليه السلام) يستاك في كل مرة بأكثر من مسواك واحد، ولعله لأجل أن تلافى ما يمكن أن يعلق بكل واحد منها أثناء عملية السواك هذه، ثم يمضغ الكندر بعد سواكه..



فقد ورد أن الرضا (عليه السلام) كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس، ثم يؤتى بخريطة فيها مساويك، فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثم يؤتى بكندر فيمضغه الخ(77) .


ولعل مضغة للكندر بهدف تطييب رائحة فمه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه أجمعين..



مع خالص تحياتي







 
 توقيع : نهر العلقمي

يم الضريح أبشوك أوكف يمولاي.. وتخيلك عباس تسكيني الماي

يشفيني مايك زين ويطيب الداي..ورجع ورد مسرور ياسيدي ومولاي



رد مع اقتباس