عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2015, 11:06 PM   #9
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



3 - ترصد الأزمنة الخاصة: لا بد للداعي أن يراعي اختيار الأوقات التي هي مظنة الإجابة، فمن تأمل النصوص الإسلامية يلاحظ أن الأوقات ليست كلها سواء، فمنها ما تفتح فيها أبواب السماء ولا يحجب فيها الدعاء ومنها ما تستنزل فيها الرحمة أكثر من غيرها، وفيما يلي أهم الأوقات التي ترجى فيها الإجابة:
أ - جوف الليل: جعل الله تعالى لساعات النصف الثاني من الليل من البركة والرحمة ما لم يجعله في الساعات الأخرى من الليل والنهار، ففي هذا الوقت يستولي النوم على غالب الناس، فيتمكن أولياء الله تعالى من الاقبال عليه بالدعاء والذكر والانقطاع إليه بعيدا عن زحمة الحياة ومشاغلها، فهذا الوقت إذن هو وقت الخلوة وفراغ القلب للعبادة والدعاء، وهو يشتمل على مجاهدة النفس ومهاجرة الرقاد ومباعدة وثير المهاد والانقطاع إلى الواحد الأحد. عن نوف البكالي - في حديث - قال: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة وقد خرج من فراشه وقال لي: (يا نوف، إن داود (عليه السلام) قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له) (1). وعن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (كان فيما ناجى به موسى بن عمران (عليه السلام) أن قال له: يا بن عمران، كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه؟ ها أنا يا بن عمران مطلع على أحبائي
(هامش)
(1) نهج البلاغة، الحكمة (104). (*)
ص 59
إذا جنهم الليل حولت أبصارهم في قلوبهم، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلموني عن الحضور. يا بن عمران، هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع، وادعني في ظلم الليل، فإنك تجدني قريبا مجيبا) (1). وعن عبدة السابوري، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يروون عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (إن في الليل لساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلا استجيب له؟ قال: نعم. قلت: متى هي؟ قال: ما بين نصف الليل إلى الثلث الباقي. قلت: ليلة من الليالي أو كل ليلة؟ فقال: كل ليلة) (2). وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (من قام من آخر الليل فتطهر وصلى ركعتين وحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه، إما أن يعطيه الذي يسأله بعينه، وإما أن يدخر له ما هو خير له منه) (3).
ب - زوال الشمس: عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس، فإذا أراد ذلك قدم شيئا فتصدق به، وشم شيئا من طيب
(هامش)
(1) أمالي الصدوق: 292 / 1. (2) التهذيب 2: 118 / 444. وأمالي الطوسي 1: 148. (3) الكافي 3: 468 / 5. (*)
ص 60
وراح إلى المسجد، ودعا في حاجته بما شاء الله) (1). وعنه (عليه السلام) قال: (إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنان، وقضيت الحوائج العظام، فقيل له (عليه السلام): من أي وقت؟ قال (عليه السلام): مقدار ما يصلي الرجل أربع ركعات مترسلا) (2).
ج - الوتر والسحر وما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (خير وقت دعوتم الله عز وجل فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوب (عليه السلام): *(سوف أستغفر لكم ربي)*(3) قال: أخرهم إلى السحر) (4). وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ى أجيبوا داعي الله، واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض، وهي الساعة التي يقسم فيها الرزق بين عباده... توكلوا على الله عند ركعتي الفجر إذا صليتموها، ففيها تعطوا الرغائب) (5). وقال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): (إن الله عز وجل يحب من عباده المؤمنين كل دعاء، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس، فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، وتقسم فيها الأرزاق، وتقضى فيها الحوائج العظام) (6).
(هامش)
(1) الكافي 2: 347 / 7. (2) عدة الداعي: 54. (3) سورة يوسف: 12 / 98. (4) الكافي 2: 346 / 6. (5) الخصال: 615. (6) الكافي 6: 347 / 9. (*)

يتبع


 

رد مع اقتباس