عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2015, 11:05 PM   #8
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



51
أ - أن يقول الداعي ما شاء الله لا قوة إلا بالله: يستحب أن يقال بعد الدعاء: (ما شاء الله، لا قوة إلا بالله) وفي هذه الكلمة فضل عظيم لما تنطوي عليه من إقرار العبد بالمشيئة المطلقة وانقطاعه عن جميع الأسباب وتعلقه بحول الله وقوته. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا دعا الرجل فقال بعد ما دعا: ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله عز وجل: استبسل عبدي واستسلم لأمري، اقضوا حاجته) (1). وعنه (عليه السلام): (ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إلا أجيب صاحبه) (2).
ب - الصلاة على النبي وآله: قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله، ثم يسأل حاجته، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد، فإن الله عز وجل أكر من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط) (3).
ج - مسح الوجه والرأس باليدين: ومن الآداب المتأخرة عن الدعاء أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار إلا
(هامش)
(1) الكافي 2: 378 / 1. (2) أمالي الصدوق: 166 / 6. (3) الكافي 2: 358 / 16. (*)
ص 52
استحيا الله عز وجل أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه) (1). وفي دعائهم (عليهم السلام): (ولم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك، ولا خائبة من نحل هباتك) (2).
د - ويستحب أن يقول الداعي في حال استجابة دعائه: الحمد الذي بعزته تتم الصالحات (3)، وأن يصلي صلاة الشكر (4)، وإذا أبطأت عليه الإجابة فليقل: الحمد لله على كل حال، وأن لا يسأم من الدعاء (5).
(هامش)
(1) الكافي 2: 342 / 2. والفقيه 1: 213 / 953. (2) عدة الداعي: 210. (3) بحار الأنوار 93: 370 / 9. (4) بحار الأنوار 95: 451، وفيه تفصيل لصلاة الشكر وما يقال فيها من ثناء ودعاء. (5) بحار الأنوار 93: 370 / 9. (*)
ص 53
الفصل الثالث:
استجابة الدعاء


ليس ثمة لذة أعظم من لذة المؤمن وسعادته حينما يرى آثار عمله وإيمانه المترتبة في استجابة دعائه، ذلك لأنه يحس بأنه موضع لطف بارئه تعالى وعنايته، وأنه في ارتباط مباشر مع خالقه، تلك سعادة ليس فوقها سعادة: (وأنلني حسن النظر في ما شكوت، وأذقني حلاوة الصنع في ما سألت) (1). ولكي نعيش لحظات تلك البهجة ونذوق حلاوة السرور، علينا أن نتعرف على العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء، فقد يظن البعض أن السر في استجابة الدعاء يكمن في لفظ الدعاء مجردا عن باقي العوامل الأخرى، فكثيرا ما نجد بعض الناس يتناقلن قطعا من الدعاء المأثور التي هي مظنة الإجابة أو نص على أنها تحتوي على اسم الله الأعظم، لكنهم يدعون بها فلا يستجاب لهم، ذلك لأنهم يأخذون لفظ الدعاء مجردا عن الشروط والآداب التي يجب أن تقارن الداعي فيستجاب دعاؤه. الدعاء سلاح المؤمن وجنته الواقية وسهام الليل التي يسددها كيفما
(هامش)
(1) بحار الأنوار 95: 230 / 27 من دعاء الإمام أبي الحسن الهادي (عليه السلام). (*)
ص 54
يشاء، والسلاح بضاربه لا بحده وحسب، فإذا كان الفارس قويا شجاعا ويمتلك الجرأة والإقدام وكان سلاحه تاما لا عيب فيه، استطاع النكاية في العدو، وإلا فقد تخلف الأثر، وكذلك يحصل الأثر من الدعاء، فإذا راعي الداعي الآداب والشروط التي نصت عليها الآيات القرآنية والسنة المباركة، والتزم بالعوامل المؤثرة في استجابة الدعاء، وانقطع إلى ربه تعالى متخليا عن جميع الأسباب الأخرى، غير معول في تحصيل المطلوب على غير الله تعالى، ثم دعا الله تعالى بلسان يقرأ ما في صحيفة القلب، فإن دعاءه مستجاب بإذن الله. العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء: فيما يلي نذكر أهم العوامل ذات الصلة في تحصيل أثر الدعاء:
1 - مراعاة الشروط والآداب الخاصة بالدعاء: وقد ذكرناها في الفصل الثاني، ونذكر هنا حديثا مهما عن الإمام الصادق (عليه السلام) يفيد التذكير بها. عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قلت له: آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما؟ فقال: (وما هما؟ قال: قلت: قوله تعالى: *(ادعوني أستجب لكم)*(1) ثم أدعو فلا أرى الإجابة! قال: فقال لي: أفترى الله تعالى أخلف وعده؟ قال: قلت: لا.
(هامش)
(1) سورة غافر: 40 / 60. (*)
ص 55
قال: فمه؟ قلت: لا أدري... فقال: لكني أخبرك إن شاء الله تعالى، أما إنكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثم دعوتموه لأجابكم، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم. قال: قلت: وما جهة الدعاء؟ قال: إذا أديت الفريضة مجدت الله وعظمته وتمدحه بكل ما تقدر عليه، وتصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتجتهد في الصلاة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة، وتصلي على أئمة الهدي (عليهم السلام)، ثم تذكر بعد التحميد لله والثانية عليه والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أبلاك وأولاك، وتذكر نعمه عندك وعليك، وما صنع بك فتحمده وتشكره على ذلك، ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب وتقر بها أو بما ذكرت منها، وتجمل ما خفي عليك منها، فتتوب إلى الله من جميع معاصيك وأنت تنوي ألا تعود، وتستغفر الله منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء، ويكون من قولك: اللهم إني اعتذر إليك من ذنوبي، واستغفرك وأتوب إليك، فأعني على طاعتك، ووفقني لما أوجبت علي من كل ما يرضيك، فإني لم أر أحدا بلغ شيئا من طاعتك إلا بنعمتك عليه قبل طاعتك، فأنعم علي بنعمة أنال بها رضوانك والجنة ثم تسأل بعد ذلك حاجتك، فإني أرجو أن لا يخيبك إن شاء الله تعالى...) (1).
2 - فقدان موانع الإجابة: ومن الشروط المهمة التي يجب أن يراعيها الداعي، هو إزالة الحجب
(هامش)
(1) بحار الأنوار 93: 320. (*)
ص 56
والموانع التي تحول دون صعود الدعاء، كاقتراف المعاصي وأكل الحرام والظلم وعقوق الوالدين وغيرها من الذنوب التي تحبس الدعاء، ولا يتهيأ للداعي معها الاقبال على ربه، والاقبال هو الشرط الأساس في استجابة الدعاء، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (خير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي) (1). وفيما يلي أهم الموانع التي تحبس الدعاء:
أ - اقتراف الذنوب والمعاصي: قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): (إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب، أو إلى وقت بطئ، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك تعالى للملك: لا تقض حاجته واحرمه إياها، فإنه تعرض لسخطي، واستوجب الحرمان مني) (2). ومن دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام): (اللهم إني أعوذ بك من ذنب يحبط العمل، وأعوذ بك من ذنب يعجل النقم، وأعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء) (3). وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): (والذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية، وخبث السريرة، والنفاق، وترك التصدق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله عز وجل بالبر
(هامش)
(1) الكافي 2: 340 / 2. (2) الكافي 2: 208 / 14. (3) بحار الأنوار 94: 93 / 9. (*)
ص 57
والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول) (1).
ب - أكل الحرام: ورد في الحديث القدسي: (فمنك الدعاء وعلي الإجابة، فلا تحجب عني دعوة إلا دعوة آكل الحرام) (2). وروي أنه قال رجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله أحب أن يستجاب دعائي، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (طهر مأكلك، ولا تدخل بطنك الحرام) (3). وعن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام): (من سره أن تستجاب له دعوته، فليطب مكسبه) (4).
ج - عقوق الوالدين وقطيعة الرحم: قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): (والذنوب التي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين) (5). وعن الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: (لا تمل من الدعاء، فإنه من الله عز وجل بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم) (6).
(هامش)
(1) معاني الأخبار: 271. (2) بحار الأنوار 93: 373. (3) عدة الداعي: 139. (4) الكافي 2: 353 / 9. (5) معاني الأخبار: 270. (6) الكافي 2: 354 / 1. وقرب الإسناد: 171. (*)
ص 58


يتبع


 

رد مع اقتباس