عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2015, 11:03 PM   #5
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



محمد وآل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد) (1). ومن نماذج الصلاة على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) في الدعاء ما روي بالإسناد عن حريز، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، كيف الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: (قل: اللهم صل على محمد وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم صل على محمد وأهل بيته الذين ألهمتهم علمك، واستحفظتهم كتابك، واسترعيتهم عبادك، اللهم صل على محمد وأهل بيته الذين أمرت بطاعتهم وأوجبت حبهم ومودتهم، اللهم صل على محمد وأهل بيته الذين جعلتهم ولاة أمرك بعد نبيك صلى الله عليه وعلى أهل بيته) (2). ومن أدب الدعاء عند سيد الساجدين الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أنه يجعل الثناء والصلاة على النبي وآله مفتاحا لأغلب فقرات الدعاء، وهذا واضح لمن تأمل الصحيفة السجادية، وهو المراد بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تجعلوني كقدح الراكب، إن الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء، اجعلوني في أول الدعاء وآخره ووسطه) (3). ومن نماذج أدعية الإمام السجاد (عليه السلام) التي تبدأ بالثناء فالصلاة على النبي في جميع فقرات الدعاء ثم المسألة، قوله (عليه السلام): (يا من لا تنقضي عجائب عظمته صل على محمد وآله واحجبنا عن الالحاد في عظمتك، ويا
(هامش)
(1) مجمع الزوائد 10: 163. (2) بحار الأنوار 94: 67 / 55. (3) بحار الأنوار 93: 316. (*)
ص 32
من لا تنتهي مدة ملكه صل على محمد وآله واعتق رقابنا من نقمتك، ويا من لا تفنى خزائن رحمته صل على محمد وآله واجعل لنا نصيبا في رحمتك، ويا من تنقطع دون رؤيته الأبصار صل على محمد وآله وأدننا إلى قربك) (1).
8 - التوسل بمحمد وآله (صلى الله عليه وآله وسلم): وينبغي للداعي أن يلج من الأبواب التي أمر الله تعالى بها، وأهل البيت (عليهم السلام) هم سفن النجاة لهذه الأمة، فحري بمن دعا الله تعالى أن يتوسل إلى الله بهم، ويسأله بحقهم، ويقدمهم بين يدي حوائجه. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الأوصياء مني... بهم تنصر أمتي، وبهم يمطرون، وبهم يدفع الله عنهم، وبهم استجاب دعاءهم) (2). وقال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (من دعا الله بنا أفلح، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك) (3). وعن داود الرقي، قال: إني كنت أسمع أبا عبد الله (عليه السلام) أكثر ما يلح به في الدعاء على الله بحق الخمسة، يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (4). ومن نماذج التوسل المروي عنهم (عليهم السلام) هو أن تقول: (اللهم إني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد، وأتقرب بهم إليك، وأقدمهم بين يدي
(هامش)
(1) الصحيفة السجادية: الدعاء (5). (2) تفسير العياشي 1: 14 / 2. (3) أمالي الشيخ الطوسي 1: 175. (4) الكافي 2: 422 / 11. (*)
ص 33
حوائجي) (1). وعن سماعة بن مهران، قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): (إذا كان لك يا سماعة عند الله حاجة فقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي، فإن لهما عندك شأنا من الشأن، وقدرا من القدر، فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا) (2).
9 - الاقرار بالذنوب: وعلى الداعي أن يعترف بذنوبه مقرا مذعنا تائبا عما اقترفه من خطايا وما ارتكبه من ذنوب، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إنما هي المدحة، ثم الثناء، ثم الإقرار بالذنب، ثم المسألة، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالاقرار) (3). وكان من دعاء الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) المروي عن كميل بن زياد: (وقد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي، معتذرا نادما، منكسرا مستقيلا، مستغفرا منيبا، مقرا مذعنا معترفا، لا أجد مفرا مما كان مني، ولا مفزعا أتوجه إليه في أمري، غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك، اللهم فاقبل عذري، وارحم شدة ضري، وفكني من شد وثاقي) (4).
(هامش)
(1) بحار الأنوار 94: 22 / 19. (2) وسائل الشيعة 7: 102 / 9. (3) الكافي 2: 351 / 3. (4) نهج السعادة: 154 - كتاب الدعاء. (*)
ص 34
10 - المسألة: وينبغي للداعي أن يذكر بعد الثناء على الله تعالى والصلاة على النبي وآله والإقرار بالذنب ما يريد من خير الدنيا والآخرة، وأن لا يستكثر مطلوبه، لأنه يطلب من رب السموات والأرض الذي لا يعجزه شيء، ولا تنفد خزائن رحمته التي وسعت كل شيء. وعليه أيضا أن لا يستصغر صغيرة لصغرها، لما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار) (1). وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع) (2). ويستحب للداعي إذا كان دعاؤه عبادة خالصة يتقرب بها إلى مولاه أن يسأل ما يبقى جماله من خير القضاء في الآجلة والعاجلة، وأن تعكس مسألته حالة الافتقار إلى الله تعالى التي يتساوى فيها جميع البشر. جاء في وصية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام): (فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله، وينفى عنك وباله، فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له) (3). وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (بكى أبو ذر من خشية الله حتى
(هامش)
(1) الكافي 2: 339 / 6. (2) بحار الأنوار 93: 295 و300. (3) نهج البلاغة: الكتاب (31). (*)
ص 35
اشتكى بصره، فقيل له: لو دعوت الله أن يشفي بصرك؟ فقال: إني عن ذلك لمشغول، وما هو من أكبر همي: قالوا: وما يشغلك عنه؟ قال: العظيمتان: الجنة والنار) (1). وجاء في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاسألوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيته، فاسألوني الغنى أرزقكم، وكلكم مذنب إلا من عافيته، فاسألوني المغفرة أغفر لكم) (2). ومن دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): (يا ذا الجلال والاكرام أسألك عملا تحب به من عمل به، ويقينا تنفع به من استيقن به حق اليقين في نفاذ أمرك. اللهم صل على محمد وآل محمد، واقبض على الصدق نفسي، واقطع من الدنيا حاجتي، واجعل فيما عندك رغبتي شوقا إلى لقائك، وهب لي صدق التوكل عليك) (3).
11 - معرفة الله وحسن الظن به سبحانه: قال العلامة الحلي (رضي الله عنه): من شروط حسن الدعاء علم الداعي كون ما يطلبه بدعائه مقدورا لمن يدعوه، وهذا يتضمن أن من دعا الله تعالى يجب أن يكون عارفا به وبصفاته (4). فعلى الداعي أن يوقن برحمة الله اللامتناهية، وبأنه سبحانه لا يمنع
(هامش)
(1) بحار الأنوار 22: 431 / 40. (2) بحار الأنوار 93: 293 / 20. (3) الصحيفة السجادية: الدعاء (54). (4) منهاج اليقين: 375. (*)
ص 36
أحدا من فيض نعمته، وأن باب رحمته لا يغلق أبدا. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (قال الله عز وجل: من سألني وهو يعلم أني أضر وأنفع استجبت له) (1). وقيل للإمام الصادق (عليه السلام): ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا. قال: (لأنكم تدعون من لا تعرفونه) (2). وفي قوله تعالى: *(فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي)*(3) قال (عليه السلام): (يعلمون أني أقدر على أن أعطيهم ما يسألون) (4). وحسن الظن بالله هو من شعب معرفته سبحانه، فعلى الداعي أن يحسن الظن باستجابة دعائه، لو عده الصادق بقوله تعالى: *(ادعوني أستجب لكم)*(5)، وقوله: *(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)*(6) وأنه لا يخلف الميعاد. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة) (7). وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا دعوت فأقبل بقلبك، وظن حاجتك
(هامش)
(1) بحار الأنوار 93: 305. (2) شرح ابن أبي الحديد 11: 230. وبحار الأنوار 93: 368 / 4. (3) سورة البقرة: 2 / 186. (4) تفسير العياشي 1: 83 / 196. (5) سورة غافر: 40 / 60. (6) سورة النحل: 27 / 62. (7) بحار الأنوار 93: 305 و321. (*)
ص 37
بالباب) (1). ومن دعاء الإمام زين العبادين (عليه السلام): (اللهم قد أكدى الطلب وأعيت الحيل إلا عندك، وضاقت المذاهب وامتنعت المطالب وعسرت الرغائب وانقطعت الطرق إلا إليك، وتصرمت الآمال وانقطع الرجاء إلا منك، وخابت الثقة وأخلف الظن إلا بك، اللهم إني أجد سبل المطالب إليك منهجة، ومناهل الرجاء إليك مفتحة، وأعلم أنك لمن دعاك لموضع إجابة، وللصارخ إليك لمرصد إغاثة، وأن القاصد لك لقريب المسافة منك...) (2).
12 - العمل بما تقتضيه المعرفة: على الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه، بأن يفي بعهد الله ويطيع أوامره، وهما من أهم الشروط في استجابة الدعاء. عن جميل، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: قال له رجل: جعلت فداك، إن الله يقول: *(ادعوني أستجب لكم)*(3) وإنا ندعو فلا يستجاب لنا! قال (عليه السلام): (لأنكم لا توفون بعهد الله، لو وفيتم لوفى الله لكم) (4). وعن أبي حمزة، قال: إن الله أوحى إلى داود (عليه السلام): (يا داود، إنه ليس عبد من عبادي يطيعني فيما آمره إلا أعطيته قبل أن يسألني، وأستجيب له
(هامش)
(1) الكافي 2: 344 / 3. (2) بحار الأنوار 95: 450 / 3. (3) سورة غافر: 40 / 60. (4) تفسير القمي 1: 46 في تفسير قوله تعالى: *(وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم)* البقرة: 2 / 40. (*)


يتبع


 

رد مع اقتباس