سلسلة القصص القصيرة
( المنوعة )

بقلم : فلاح العيساوي

المصير الاسود لساب الذات المقدسة

اجتمع الاصدقاء كريم وفارس ومهند واسعد كالمعتاد فهم اصدقاء جمعهم حب المعرفة وتبادل العلوم النافعة والمفيدة طرح الاستاذ المعلم فارس سؤال : ما رائيكم بمن يسب الذات المقدسة دوما وما هو حكمه في الشريعة الاسلامية وماذا يكون مصيره في الدنيا والاخرة)..
فقال اسعد : طبعا لا يجوز سب الذات المقدسة فالله تعالى هو خالقنا ورازقنا وهو من اوجدنا من العدم وكرمنا على بقية المخلوقات بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ومنها نعمة العقل الذي يميز بين الحق والباطل والخير والشر ومن يفعل ذلك فهو جاحد ومنكر للجميل .

وقال مهند : ان جوابي سيكون بشكل عملي ومقتبس من خلال دراستي للجسم الانساني فالقلب هو صنبور الحياة للانسان وهو من يمد الشرايين ويغذيها بالدم لاستمرار الحياة فهل يصح عقلا ان يسب الانسان قلبه النابض بالحياة والذي هو سبب استمرار وجوده وبقائه .. اكيد الجواب لا .

فقال فارس : يا كريم اسمعنا جوابك فنحن نطوق دوما لسماع اجاباتك ذات الشمولية الجميلة كونك طالب علوم دينية..

تبسم كريم وقال : اخوتي اسعد ومهند كان جوابهم جميل ورائع واليكم جوابي ...
الواقع ان سؤال فارس ذا محورين الاول هو عن الحكم الشرعي والثاني عن مصير الساب في الدنيا والاخرة
اما المحور الاول : فالشريعة الاسلامية قد اقرة عقوبة القتل لساب الذات المقدسة (الله)تعالت عظمته والساب لشخص الرسول الاعظم نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وهذا ما اجمعت عليه علماء المذاهب الاسلامية وعليه يستتاب الشخص الساب مرة ومرتين وثالثة وفي الرابعة يقتل ان عاد ).

ولكن هناك امر مهم وهو ان من يعاقب الساب يجب ان يكون نبي معصوم او امام معصوم او نائب الامام المعصوم ويجب ان يكون نائب الامام المعصوم مبسوط اليد في اقامة احكام الشريعة من حدود وقصاص وديات وشهادات وغيرها ولا يحق لأي انسان ان ينصب نفسه لأقامة الحدود فيصبح الدين الاسلامي في هرج ومرج وهذا ما ابتلينا به في هذه الازمنة حتى خرج الينا من يدعي اقامة الحدود وفرض الدين بالقوة امثال ابن لادن والظواهري والزرقاوي وجماعات القتل والتكفير تحت مسمى اقامة الدولة الاسلامية والاسلام يبرء منهم ومن اعمالهم وافعالهم واقوالهم التي شوهت سمعت الاسلام المحمدي الجميل والمتسامح والمسالم والذي لا يكره البشر على اعتناقه والايمان بمبادئه وذلك في قوله تعالى ( لا اكراه في الدين ) ولا ننسى ان تحية الاسلام هي ( السلام ) والسلام غاية الدين السامية !!..

اما المحور الثاني عن مصير الساب في الدنيا والاخرة فينقسم قسمين اولا في الدنيا وثانيا في الاخرة وسوف اقدم الاخرة على الدنيا لشيئ في نفس يعقوب ؟؟...
ففي الاخرة تجسم الاعمال البشرية فيأتي العمل على شكل جسم له صورة معينة فأن كان العمل خير فصورته وجسمه يتشكل على شكل جميل ومفرح ويدخل السرور على صاحبه وان كان شر فيتشكل بجسم وصوره بشعه ومرعبة اعذنا الله منها وهذا ما جاء من خلال الاحاديث النبوية والسنة لهذا فمصير الساب هو تجسم اعماله بصور بشعة ومرعبة تكون قرينه له في نار جهنم عصمنا الله منها جميعا احبتي واخوتي الاعزاء .

اما في الدنيا فمصيره الى شر مصير وشر عاقبة فيوجد شاهد على كلامي وهو شخص لا احب ان اذكر لكم اسمه كان يجعلني اخاف ان تطبق السموات على الارض او تخسف بنا الارض الى الحضيض الهاري والمستعر بسبب كثرة سبه لذات الله المقدسة عز وجل تكرمة اسمائه وصفاته وكان ايضا كثير ما يسب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم روحي له الفداء وابنته وبضعته الزهراء عليها السلام وكنت اكثر من نصحه لترك هذا العمل المهلك في الدنيا قبل الاخرة فكان يضحك من نصحي وفي بعض الاحيان يعلل ويقول انا لا اعني ما اقول وان السبب هو الغضب وهذه علل واهية لا تبرر عمله اطلاقا وللأسف الشديد لم يبادر هذا الشاب الذي كان في رعيان شبابه وصحته وقوته المستمده من الله وحده لا شريك له ففي يوم من الايام كان في سفر مع قريب له فحدثت له حادث سير وانقلبت السيارة واصبحت كعلبة صفيح مخسفه وقد اخرج منها وهو على قيد الحياة لكن اصبح مشلول الجسد ويجلس على كرسي للمعاقين وسبحان الله العلي العظيم فالشلل اصاب لسانه وفكيه ايضا ولم يعد قادر على الحديث غير اشارات من يديه المشلولتين بحركات بسيطه فكان منظره يكسر القلوب الرحيمة !!...
ولم يبقى على قيد الحياة فبعد الحادث بثلاث سنين مات !!...
وانا لله وانا اليه راجعون والحمد لله على نعمة الايمان .

اتم كريم حديثه وكانت وجوه الاصحاب تعلوها الدهشة من حديث كريم وتفرق الاصدقاء وقد استفادوا من خلال حديثهم عبره نافعه .