عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-25-2015, 11:09 PM
عضو مميز
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل : May 2015
 فترة الأقامة : 3274 يوم
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي بحث حول الدعاء 2



الله عز وجل عشر مرات إلا استجاب الله لهم، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة، فيستجيب الله العزيز الجبار له) (1). وقال (عليه السلام): (ما اجتمع أربعة رهط قط على أمر واحد، فدعو الله عز وجل، إلا تفرقوا عن إجابة) (2).
7 - التأمين على الدعاء: وهو من الأسباب المؤدية لاستجابة الدعاء، وفيه فضل كبير وثواب جزيل للمؤمن والداعي على السواء، ويستحب أن يكون في حال اجتماع المؤمنين للدعاء. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دعا موسى، وأمن هارون، وأمنت الملائكة، فقال الله تبارك وتعالى: *(قد أجيبت دعوتكما)*) (3). وقال (عليه السلام): (الداعي والمؤمن في الأجر شريكان) (4). وروي أن الإمام الصادق (عليه السلام) كان إذا حزبه أمر (5) جمع النساء والصبيان، ثم دعا فأمنوا (6).
(هامش)
(1) الكافي 2: 353 / 1. (2) الكافي 2: 353 / 2. (3) الكافي 2: 370 / 8. والآية من سورة يونس: 10 / 89. (4) الكافي 2: 353 / 4. (5) حزبه الأمر: دهاه وأعياه علاجه. (6) بحار الأنوار 93: 394 / 6. (*)
8 - قراءة القرآن: روي عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال: (إذا خفت أمرا، فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت، ثم قل: اللهم اكشف عني البلاء، ثلاث مرات (1)). أسباب تأخر الإجابة: قد يقال: إننا نرى كثيرا من الناس يدعون الله تعالى فلا يستجاب لهم، وقد ورد في الحديث أيضا ما يدل على تأخر الإجابة لعشرين أو أربعين عاما. فعن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يستجاب للرجل الدعاء ثم يؤخر؟ قال: (نعم، عشرين سنة) (2). وعنه (عليه السلام): (كان بين قول الله عز وجل: *(قد أجيبت دعوتكما)* وبين أخذ فرعون أربعين عاما) (3). فهل يتنافى ذلك مع ما جاء في محكم الكتاب الكريم: *(أجيب دعوة الداع إذا دعان)*(4) وقوله سبحانه: *(ادعوني أستجب لكم)*(5)، وما جاء على لسان الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما فتح لأحد باب دعاء، إلا فتح الله له
(هامش)
(1) بحار الأنوار 93: 176 / 1. (2) الكافي 2: 355 / 4. (3) الكافي 2: 355 / 5. والآية من سورة يونس: 10 / 89. (4) سورة البقرة: 2 / 186 (5) سورة غافر: 40 / 60. (*)
ص 77
فيه باب إجابته) (1)؟ نقول: إن الدعاء من أقوى الأسباب في تحقيق المطلوب ودفع المكروه، ولكنه قد يكون ضعيفا في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لكونه مخالفا لسنن التكوين والتشريع، أو لأن الداعي لم يراع شروط الدعاء ولم يتقيد بآدابه، أو لوجود الموانع التي تحجب الدعاء عن الصعود: كأكل الحرام، ورين الذنوب على القلوب، واستيلاء الشهوة والهوى وحب الدنيا على النفس. فإذا قيل بعدم الاخلال في جميع ذلك، فيمكن حصر الأسباب المؤدية إلى تأخر الإجابة بما يلي:
1 - إن الداعي قد يرى في دعائه صلاحا ظاهرا، فيلح بالدعاء والمسألة، ولكن لو استجيب له، فإن الاستجابة قد تنطوي على مفسدة له أو لغيره لا يعلمها إلا الله تعالى، قال تعالى: *(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)*(2). وفي زبور داود (عليه السلام): يقول الله تعالى: (يا بن آدم، تسألني فأمنعك، لعلمي بما ينفعك) (3). وعليه فإن إجابة الدعاء إن كانت مصلحة والمصلحة في تعجيلها، فإنه تعالى يعجلها، وإن اقتضت المصلحة تأخيرها إلى وقت معين أجلت، ويحصل للداعي الأجر والثواب لصبره في هذه المدة.
(هامش)
(1) أمالي الطوسي 1: 5. (2) سورة البقرة: 2 / 216. (3) بحار الأنوار 73: 365 / 98. (*)
ص 78
وإذا لم يترتب على الإجابة غير الشر والفساد، فإنه تعالى لا يستجيب الدعاء لسبق رحمته وجزيل نعمته، ولأنه تعالى لا يفعل خلاف مقتضى الحكمة والمصلحة: *(ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم)*(1) وفي هذه الحالة يثاب المؤمن على دعائه إما عاجلا بدفع السوء عنه، وإعطائه السكينة في نفسه، والانشراح في صدره، والصبر الذي يسهل معه احتمال البلاء الحاضر، أو آجلا في الآخرة كما يثاب على سائر الطاعات والصالحات من أعماله، وذلك أعظم درجة عند الله تعالى، لأن عطاء الآخرة دائم لا نفاد له، وعطاء الدنيا منقطع إلى نفاد. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما من مؤمن دعا الله سبحانه دعوة، ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم، إلا أعطاه الله بها أحد خصال ثلاث: إما أن يعجل دعوته، وإما أن يدخر له، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها. قالوا: يا رسول الله، إذن نكثر؟ قال: اكثروا) (2). وعن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال: (والله ما أخر الله عز وجل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم مما عجل لهم فيها، وأي شيء الدنيا! (3)). وورد في دعاء الافتتاح: (وأسألك مستأنسا لا خائفا ولا وجلا مدلا عليك فيما قصدت فيه إليك، فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك، ولعل
(هامش)
(1) سورة يونس: 10 / 11. (2) وسائل الشيعة 7: 27 / 8. (3) الكافي 2: 354 / 1. وقرب الإسناد: 171. (*)
ص 79
الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور) (1).
2 - وقد تؤخر الإجابة عن العبد المؤمن لزيادة صلاحه وعظم منزلته عند الله عز وجل، فتؤخر إجابته لمحبة سماع صوته والاكثار من دعائه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء، كما يتعهد أهل البيت سيدهم بطرف الطعام، قال الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي إني لأحمي وليي أن أعطيه في دار الدنيا شيئا يشغله عن ذكري حتى يدعوني فأسمع صوته، وإني لأعطي الكافر منيته حتى لا يدعوني فأسمع صوته بغضا له ) (2). وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن المؤمن ليدعو الله عز وجل في حاجته، فيقول الله عز وجل: أخروا إجابته شوقا إلى صوته ودعائه، فإذا كان يوم القيامة قال الله عز وجل: عبدي، دعوتني فأخرت إجابتك، وثوابك كذا وكذا، ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا، قال: فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب) (3). وقال الإمام الرضا (عليه السلام): (إن الله يؤخر إجابة المؤمن شوقا إلى دعائه، ويقول: صوت أحب أن أسمعه...) (4). ومما تقدم يتبين أن الدعاء مستجاب إذا أخلص الداعي في إتيان أدبه
(هامش)
(1) مصباح المتهجد: 578. (2) بحار الأنوار 93: 371 / 10. (3) الكافي 2: 356 / 9. (4) بحار الأنوار 93: 370 / 7. (*)
ص 80
وشرطه، وتوجه بقلبه إلى الله تعالى منقطعا عن جميع الأسباب، والاستجابة إما عاجلة في دار الدنيا، أو آجلة في الآخرة، وإذا تأخرت الاستجابة فلمصالح لا يعلمها إلا عالم السر وأخفى، وتأخيرها يصب في صالح الداعي، فعليه أن لا يقنط من رحمة ربه، ولا يستبطئ الإجابة فيمل الدعاء. دعوات مستجابة: فيما يلي بعض الدعوات التي أكدت النصوص الإسلامية على استجابتها وتأثيرها في استجابة الدعاء:
أولا: الدعاء للمؤمنين: ويعتبر من أهم مطالب الدعاء، وذلك لأنه يعكس إيثار المؤمن وإخلاصه وعمق ارتباطه بإخوته المؤمنين على امتداد الزمان والمكان، وهو على نوعين:
1 - دعاء عام يشمل جميع المؤمنين الحاضرين منهم أو الذين سبقوا بالإيمان، وهو من أهم أنواع الدعاء، لأنه دعاء يحبه الله تعالى ويستجيب لصاحبه، لذلك وردت الروايات الكثيرة التي تشيد بفضله وعمق آثاره على الداعي والمدعو له. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما من مؤمن أو مؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة إلا وهم شفعاء لمن يقول في دعائه: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، وإن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب، فيقول المؤمنون والمؤمنات: يا ربنا، هذا الذين كان يدعو لنا فشفعنا فيه،
ص 81
فيشفعهم الله فينجو) (1). وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (من قال كل يوم خمسا وعشرين مرة: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، كتب الله له بعدد كل مؤمن مضى، وبعدد كل مؤمن بقي إلى يقوم القيامة حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة) (2). وقال الإمام الرضا (عليه السلام): (ما من مؤمن يدعو للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إلا كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة منذ بعث الله آدم (عليه السلام) إلى أن تقوم الساعة) (3).
2 - دعاء خاص للأخ المؤمن بظهر الغيب أو لأربعين مؤمنا، وينبغي أن يكون الداعي لأخيه بظهر الغيب محبا له بباطنه، ومخلصا له في دعائه، متمنيا أن يرزقه الله تعالى بفضل دعائه، فإذا كان كذلك فإن الله تعالى يستجيب له فيه ويعوضه أضعافه، لأن حب المؤمن حسنة على انفراده، وإرادة الخير له حسنة أخرى، فيكون الدعاء له مشتملا على ثلاث حسنات: المحبة، وإرادة الخير، والدعاء. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ليس شيء أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب) (4). وروي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، في قوله تعالى: *(ويستجيب
(هامش)
(1) بحار الأنوار 93: 385 / 10. (2) بحار الأنوار 93: 384 / 5. (3) ثواب الأعمال: 161. (4) الكافي 2: 370 / 7. (*)


يتبع




رد مع اقتباس