عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2020, 07:55 PM   #4
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 04-21-2024 (10:40 PM)
 المشاركات : 5,025 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




5} ــــ »- دخل الركب الحسيني الكوفة العلوية المقدسة في اليوم الثاني عشر من محرّم 61ﻫ، ففزع أهل الكوفة وخرجوا إلى الشوارع، بين مُتسائل لا يدري لمن السبايا، وبين عارف يُكفكف أدمعاً ويُضمر ندماً وفيها خطبة العقيلة السيدة زينب الكبرى{ع}.
وانبت إحدى السيّدات، فسألت إحدى العلويات، وقالت لها: من أي الأسرى أنتن؟ فأجابتها العلوية: نحن أُسارى أهل البيت وكان هذا النبأ عليها كالصاعقة، فصرخت وصرخت اللاّتي كنّ معها، ودوى صراخهنّ في أرجاء الكوفة وبادرت المرأة إلى بيتها فجمعت ما فيه من أزر ومقانع، فجعلت تناولها إلى العلويات ليتسترن بها عن أعين الناس، كما بادرت سيّدة أُخرى فجاءت بطعام وتمر، وأخذت تلقيه على الصبية التي أضناها الجوع، ونادت السيّدة أُمّ كلثوم من خلف الركب: «إنّ الصدقة حرام علينا أهل البيت».
وصارت تأخذ من أيدي الأطفال وأفواههم، وترمي به الأرض، وتقول: «يا أهل الكوفة! تقتلنا رجالكم وتبكي علينا نساؤكم، فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء،«{5}.
****** « 6 » ******
6 } ــــ «- وجاء في التاريخ: أن قافلة آل الرسول لما اقتربت من الكوفة، إجتمع أهلها للنظر إليهن، فأشرفت امرأة من الكوفيات ـ من سطح دارها ـ وقالت: من أي الأسارى أنتن؟
قلن: نحن أسارى آل محمد! فنزلت من سطحها وجمعت ملاءاً وأزراً ومقانع، فاعطتهن فتغطين. {6}.
» {6}.
****** « 7 » ******
7} ــــ «- ثمّ اتّجه موكب السبايا نحو قصر الإمارة، مُخترقاً جموع أهل الكوفة، وهم يبكون لما حلّ بالبيت النبوي الكريم، ولما اكتسبت أيديهم، وخدعت وعودهم سبط النبي{ صلى الله عليه وآله}، وإمام المسلمين الحسين بن علي{عليه السلام}، وها هم يرون أهله ونساءه أُسارى، وها هو رأس السبط الشهيد يحلِّق في سماء الكوفة على رأس رمح طويل، وقد دعوه ليكون قائداً للأُمّة الإسلامية، وهادياً لها نحو الرشاد!.
فحدّقت السيّدة زينب{عليها السلام}، بالجموع المحتشدة، ومرارة فقدان أخيها تملأ فمها، وذلّ الأَسر يحيط بموكبها، فنظرت {عليها السلام}، إلى أهل الكوفة نظرة غضب واحتقار، وخطبت بهم خطبة مقرعة ومؤنِّبة. » {7}.
****** « 8 » ******
8} ــــ «- الدخول إلى قصر الإمارة: أُدخل رأس الإمام الحسين {عليه السلام}، إلى القصر، ووضع بين يدي عبيد الله ابن زياد والي الكوفة، فأخذ يضرب الرأس الشريف بقضيب كان في يده، وعليه علامات الفرح والسرور.
وكان إلى جانبه زيد بن أرقم ـ وكان شيخاً كبيراً صحابيّاً ـ، فلمّا رآه يفعل ذلك بثنايا ابن رسول الله قال له: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين، فو الله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله{ صلى الله عليه وآله}، عليها ما لا أُحصيه كثرة تقبّلهما. ثمّ انتحب باكياً.
فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، أتبكي لفتح الله؟ والله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك، فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وذهب إلى منزله.
ثمّ أُدخل النساء والأطفال ومعهم الإمام زين العابدين {عليه السلام}، وكانت عقيلة بني هاشم السيّدة زينب الكبرى {عليها السلام} متنكّرة، وقد انحازت إلى ناحية من القصر ومعها النسوة.
فقال ابن زياد: مَن هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟ فسأل عنها ثانية وثالثة فلم تجبه، فقيل له: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله.
فانبرى ابن زياد مخاطباً زينب {عليها السلام}، شامتاً بها: الحمدُ لله الذي فضحكم وقتلكم، وأكذب أُحدوثتكم.
فردّت {عليها السلام}، عليه بلسانِ المرأة الواثقة بأهدافها: «الحمدُ لله الذي أكرمَنا بنبيِّه محمّدٍل {صلى الله عليه وآله}، وطهّرَنا مِن الرجس تطهيراً، إنّما يَفتضحُ الفاسق ويكذبُ الفاجِر، وهو غيرُنا».
فقال ابن زياد: كيف رأيت فِعلَ الله بأهلِ بيتك؟ فقالت {عليها السلام}: «كتب اللهُ عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع اللهُ بينك وبينهُم، فتحاجُّون إليه وتختصمون عنده».
فغضب ابن زياد واستشاط غضباً، فقال عمرو بن حريث: إنّها امرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها. فقال لها ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين، والعصاة المردة من أهل بيتك.
فقالت: «لعمري، لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي، فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت»، فأخذ ابن زياد يفحش في كلامه.
ثمّ جاء الدور بعد ذلك للإمام زين العابدين {عليها السلام}، ليقف أمام عبيد الله بن زياد، فسأله: مَن أنت؟ فأجاب {عليه السلام}: «أنا علي بن الحسين».
فقال: ألم يقتل الله علي بن الحسين؟ قال{عليه السلام}: «كان لي أخٌ يُسمّى علياً قتله الناس».
فقال ابن زياد: بل قتله الله.
قال {عليه السلام}:{اللهُ يَتَوَفّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا. » {8}.


 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس