عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2015, 11:11 PM   #3
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الفرضين أو عدمه، فلو تواكل العباد فيهما وتركوهما، فستتاح الفرصة للأشرار والظلمة كي يتسلطوا على مقدرات الناس، وينزوا على مقاليد الحكم، وعليه فقد تجد أمة كاملة تدعو على ظالم واحد فلا يستجاب لها، إلا أن يتوبوا عما بدر منهم ويطيعوا الله فيما فرضه عليهم *(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)*(3). قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم) (4). وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (من عذر ظالما بظلمه، سلط الله عليه من يظلمه، وإن دعا لم يستجب له، ولم يأجره الله على ظلامته) (5).
(هامش)
(1) أمالي الصدوق: 261 / 3. (2) سورة آل عمران: 3 / 104. (3) سورة الرعد: 13 / 11. (4) نهج البلاغة، الرسالة (47). (5) بحار الأنوار 93: 319 / 26. (*)
ص 88
2 - الدعاء على خلاف سنن التكوين والتشريع: على الداعي أن يفهم سنن الله تعالى التكوينية والتشريعية، وأن يدعو ضمن دائرة هذه السنن، فليس من مهمة الدعاء أن يتجاوز هذه السنن التي تمثل إرادة الخالق التكوينية ورحمته ولطفه، قال تعالى: *(فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)*(1). روى الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام): (أن زيد بن صوحان قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): أي دعوة أضل؟ قال (عليه السلام): الداعي بما لا يكون (2)). أي لا يقع ضمن دائرة سنن التكوين. إن الدعاء طلب المقدرة والعون للوصول إلى أهداف مشروعة أقرتها الخليقة والتكوين أو الشرائع الإلهية للإنسان، وهو بهذه الصورة حاجة طبيعية لا يبخل الباري تعالى بلطفه ورحمته على الداعي بالعون حيثما وجدت الحاجة لذلك، وحيثما كان الداعي مراعيا للشروط والآداب، أما أن يطلب أشياء تخالف أهداف التكوين والتشريع فإن دعاءه لا يستجاب كمن يسأل الله تعالى إحياء الموتى، أو الخلود في دار الدنيا، أو غفران ذنوب الكفار، أو يدعو على أخيه المؤمن، أو في قطيعة رحم، أو يطلب شيئا محرما، وغير ذلك من الدعوات التي لا تكون مصداقا حقيقيا للدعاء. قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا صاحب الدعاء، لا تسأل ما لا يحل
(هامش)
(1) سورة فاطر: 35 / 43. (2) الفقيه 4: 274 / 729. أمالي الصدوق: 322 / 4. (*)
ص 89
ولا يكون) (1) وما لا يحل يعد خروجا عن سنن التشريع الإلهية، وما لا يكون يعد خروجا عن سنن التكوين. وقال (عليه السلام): (من سأل فوق قدره استحق الحرمان) (2) أي إذا تجاوز الحد في دعائه بحيث لا يكون طلبه واقعيا، كأن يسأل الخلود في دار الدنيا. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم... ورجل يدعو في قطيعة رحم) (3)، ذلك لأن هذا الدعاء على خلاف سنن التشريع القاضية بصلة الرحم. وروي عن شعيب، عن 0 الإمام الصادق (عليه السلام) - في حديث - أنه قال له: أدع الله أن يغنيني عن خلقه. فقال (عليه السلام): (إن الله قسم رزق من شاء على يدي من شاء، ولكن سل الله أن يغنيك عن الحاجة التي تضطرك إلى لئام خلقه) (4). وذلك لأن حاجة الناس بعضهم إلى بعض في أمور دينهم ودنياهم من سنن الله تعالى في الخلق، فلا يجوز أن يدعو الإنسان ربه كي يغنيه عن الناس، لأنه دعاء على خلاف سنة الله تعالى وإرادته الحكيمة. ومن الأدعية المخالفة لسنن التشريع، دعاء المرء على نفسه في حالة الضجر، قال تعالى: *(ويدع الإنسان دعاءه بالخير وكان الإنسان
(هامش)
(1) الخصال: 365 حديث الأربعمائة. (2) عدة الداعي: 152. (3) وسائل الشيعة 17: 27 / 6. (4) الكافي 2: 205 / 1. (*)
ص 90



يتبع


 

رد مع اقتباس