الموضوع: وقفة مع القلم
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-20-2011, 11:12 AM
عضو مميز
صداح آل محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 123
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 4734 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2016 (11:12 AM)
 المشاركات : 1,336 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وقفة مع القلم



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

قلمي الغالي: لِمَ أرى مدادك قد صُبغ بلود الدم ؟ أهناك مصيبة جديدة قد حلت على عترة المصطفى صلى الله عليه وآله ؟ أجبني أرجوك فقلبي كاد أن يتوقف ورأتي لا تطيق الهواء الداخل إليها أشعر بالإختناق
أمِن المعقول أن يُفعل بآل المصطفى فعلٌ شنيعٌ في أيام هذا الشهر الفضيل ؟ وإن حدث ذلك فعلاً فمن هو ذلك الطاهر الذي توجهت إليه يد البغي في هذه الأيام التي تزخر بالخير لمن يفعل الخير ويهتدي بأهل الخير ، وتُحذر ممن تُسول له نفسه ارتكاب الذنوب
أرجوك أيها القلم العزيز أجبني عن أسئلتي وأرحني عن هذا العذاب وهذا الألم الفضيع الذي حل بي وجثم على صدري وآذاني كثيراً
قلمي الغالي: أعلم بأنك لا تكتب بلون الدم إلا إذا كانت هناك فجيعة قد أصابت الدين أو كارثة حلت بالمؤمنين أو جريمة راح ضحيتُها وليٌ من أولياء الله الطيبين
لكن ما يُريبني أن يكون ذلك في شهر الله الفضيل
أعندك جواب ؟ أم تتركني في عذاب لا طائل له إلا الرحيل عن هذه الحياة بالحسرة والزفرة والبكاء الشديد لقد ضقتُ ذرعاً من هذه الحياة التي أرى فيها أولياء الله مُجزرين كالأضاحي على أيدي البغاة والأشقياء الملاعين

سيدي وصاحبي والماسك بي لتُعينني على تسطير كل ما هو جميل:
أستغرب كثيراً .. كيف لا تعلم بأن في رمضان قد حلت أبشع وأفضع الجرائم التي يندى لها الجبين ؟ كيف تغفل عن مصيبة أمير المؤمنين علي عليه السلام ؟ والذي جرح بسيف الغدر على يد أشقى اللئام وفي ليلة عظيمة من ليالي رمضان أنها ليلة القدر التي تُقدر فيها الأعمال
نعم سيدي: إنه جرحُ الأمير الذي صَبَغَ مدادي بهذا اللون القاتم لأخط بدمائه الزاكية فضاعة الجرم الذي حل بمولاي سيد الموحدين وأبكى جرحه الأمين جبرائيل فصار يُنادي بصوتٍ حزين تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى ، قتل علي المرتضى قتله أشقى الأشقياء

إنه لعمل فضيع حل في ليلة زهت بجميل الأعمال وإخلاص محييها لله رب العالمين
أدمى القلوب وأبكى العيون وأذاب حتى الحديد
أتعلم سيدي: بأن الأمير اليوم طريح الفراش ومعصب بعصابة صفراء قد اصفر لونه ليكون جسمه بلون العصابة التي هو معصب بها
أتعلم سيدي: بأن اليوم اليتامى قد أقبلوا بحزنٍ وبكاء يحملون العزاء في نفوسهم يدعون لسيدهم والمتفضل عليهم باخلير الوفير يدعون له بالبقاء وعدم الرحيل
يبكون كبكاء الثكلى وينوحون على حاله ويرجون له الحياة
أتعلم سيدي: بأن زينب اليوم قد لبست ثوب الحزن وصارت نفسها تتوق إلى سلامة والدها من البأس حتى تهون المصائب عليها فهي إن فقدت والدها ثقُلت عليها المصائب القادمة لتُمزج بالمصائب السالفة لتكون للمصائب أماً وللأحزان كعبة
أتعلم سيدي: بأن حسناً وحسيناً اليوم لوالدهم محتضنَين وبالسلامة له داعين ليقوم الأب العزيز ويرعاهما بقلبه الحنون ليسعدا معه بجمال العيد
أتعلم سيدي: أن اليوم الطبيب قد مال إلى الأمير هامساً في أذنه بأن يوصي بوصاياه لأن الجُرح غزير والسم قد اختلط بالمخ فصار العيش محال فلا بد من الرحيل
كيف لا تعلم بكل ذلك وأنت سيدي من شيعة الأمير ؟ ألم يأتك الخبر قبل ليلة بأن الأمير قد جرح في محراب الصلاة على يد أذل الناس وأشقاها في هذه الحياة ؟
فنادى بصوت حزين يُقرح قلب المؤمنين فزتُ وربِ الكعبة والدماء من جبينه تسيل فخارت بذلك قواه ليُحمل على الأكتاف بعد ما كان يقلع أقوى الأبواب ويُجدل الأبطال ويقيم بسيفه الإسلام
أخبرني لِمَ هذه الغفلة عن هذا اليوم الذي صار فيه الأمير طريحُ الفراش يُعالج آلام الجراح ويُصارع بذلك الموت
عزيزي أيها القلم الغالي:
لا تلمني فقد عرِفتُ بكل ذلك ولثوب الحداد ألا تراني لابس ومن مجالس العزاء للتو قادم
لكن أحببت أن أرى منك الكلام الذي يُبدي الأسى والحُزن ويُعظم لذلك الأجر ليُطبع هنا ويُبث في كل المنتديات التي يشارك فيها صداح من خلال قلمه الوضاء
بوركتَ أيها العزيز وبورك مدادك المسطر للولاء والخاط لحروف الهِجاء التي تحوي عطر الود لآل البيت الكرام
لقد طابت نفسي وستطيب نفوس أحبتي بما خطه مدادك وسمت روحي وستسموا أرواحهم بجميل عزائك فشكراً جزيلاً لك ولمدادك الخاط بلون الدم أجمل تعزية لمولاي الأمير
صــ آل محمد ــداح




رد مع اقتباس