عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2011, 02:34 AM   #10
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




مفاخرته لعمه العباس :


روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني عن ابن بريدة عن أبيه قال: بينا شيبة بن أبي طلحة والعباس عم النبي يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب () فقال: بماذا تتفاخران؟ فقال العباس: لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد: سقاية الحاج.
وقال شيبة: أوتيت عمارة المسجد الحرام.
فقال علي () استحييت لكما فقد أوتيت على صغري ما لم تأتيا، فقالا: وما أوتيت يا علي؟ قال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله.
فقام العباس يجر ذيل ثوبه حتى دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال: أما ترى إلى ما يستقبلني به علي؟ فقال (صلّى الله عليه وآله): ادعوا لي علياً فدعي له، فقال: ما حملك على ما استقبلت به عمك؟ فقال: يا رسول الله صدمته (دفعته) بالحق، فمن شاء ليغضب ومن شاء فليرضى.
فنزل جبرائيل وقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: أتل عليهم: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون)(26) فقال العباس: إنا قد رضينا ـ ثلاث مرات.

في آية النجوى ...

من جملة تلك الخصائص الفريدة والمزايا الحميدة ما رواه المفسرون، في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر)(27).
فقد أورد الثعلبي والواحدي وغيرهما من علماء التفسير: أن الأغنياء أكثروا مناجاة النبي (صلّى الله عليه وآله) وغلبوا الفقراء على المجالس عنده حتى كره رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذلك واستطالة جلوسهم وكثرة مناجاتهم، فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) فأمر بالصدقة أمام المناجاة.
وأما أهل العسرة (الفقراء) فلم يجدوا، وأما الأغنياء فبخلوا، وخف ذلك على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخف ذلك الزحام، وغلبوا على حبه والرغبة في مناجاته حب الحطام، واشتد على أصحابه، فنزلت الآية التي بعدها راشقة لهم بسهام الملام، ناسخة بحكمها حيث أحجم من كان دأبه الإقدام.
وقال علي (): إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي آية المناجاة، فإنها لما نزلت كان لي دينار فبعته بعشر دراهم وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى فنيت الدراهم، فنسخت (الآية) بقوله: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات)(28) الآية.
وقال ابن عمر: ثلاث كن لعلي لو أن لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه بفاطمة، وإعطاءه الراية يوم خيبر، وآية النجوى.
وروى الشيخ الطوسي (ره) عن الترمذي والثعلبي عن علي () أنه قال: بي خفف الله عن هذه الأمة، لأن الله امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا عن مناجاة الرسول، وكان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد إلا من تصدق وكان معي دينار فتصدقت به، فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية، ولو لم يعمل بها أحد لنزل العذاب لامتناع الكل عن العمل بها.
وفي كتاب فرائد السمطين: أن علياً () ناجى رسول الله عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات، فسأل في الأولى: ما الوفاء؟ قال: التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله.
ثم قال: وما الفساد؟ قال: الكفر والشرك بالله عز وجل.
قال: وما الحق؟ قال: الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك.
قال: وما الحيلة؟ قال: ترك الحيلة.
قال: وما علي؟ قال: طاعة الله وطاعة رسوله، قال: وكيف أدعو الله تعالى؟ قال: بالصدق واليقين، قال: وما أسأل الله تعالى؟ قال: العافية.
قال: وماذا أصنع لنجاة نفسي؟ قال: كل حلالاً وقل صدقاً قال: وما السرور؟ قال: الجنة.
قال: وما الراحة؟ قال: لقاء الله تعالى، فلما فرغ نسخ حكم الآية.
قال بعض الأعلام: وأنت إذا تأملت في هذه الكلمات العشر وما فيها من الحكم والخير الكثير التي لا يعطيها الله ولا يؤتيها إلا خاصة خلقه والصالحين من عباده تجد أنها جديرة بأن يبذل بإزائها الدنيا وما فيها، وكيف لا وقد بذل أمير المؤمنين () كل ما كان يملك ـ وهو دينار واحد كما استفدنا من الروايات السابقة ـ ليأخذ هذه الكنوز الغالية من الحكم...
الخ وقد ذكرنا فيما مضى نزول قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله)(29).
أنها نزلت في مبيت علي () على فراش رسول الله، وقد ذكر ذلك المفسرون من الشيعة والسنة.
وقد ذكر المفسرون والمحدثون من الفريقين آيات كثيرة نزلت في شأن علي () وأنه المقصود بها تفسيراً أو تأويلاً بأنه: الشهيد، والشاهد، والمشهود، والذكر والنور والهدى والصادق والمصدق والصديق والفضل والرحمة والنعمة، والذي عنده علم الكتاب، وقد ورد لكل اسم من هذه الأسماء حديث أو أكثر، يصرح بأن علياً () هو المقصود بذلك الاسم

الهوامش :
(26) سورة التوبة، الآية: 19.
(27) سورة المجادلة، الآية: 12.
(28) سورة المجادلة، الآية: 13.
(29) سورة البقرة، الآية: 207.

نفس المصدر

الى هنا ننتهي من مناقب الأمير في القرآن الكريم .

- يُتبع -









 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس