عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-15-2021, 01:24 AM
المراقبين
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 فترة الأقامة : 4467 يوم
 أخر زيارة : 05-19-2024 (03:30 PM)
 المشاركات : 5,025 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي القرآني في مراثي العباس عليه السلام



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
فلا يخفى إنّ أهل البيت هم القرآن الناطق، والعباس عليه السلام هو قمر من تلك الأقمار، وفرع من ذلك الأصل الذي يقول: (أنا القران الناطق)([1]).

وبما إنّ القرآن هو مصدر من مصادر الإلهام الشعري (للشعراء(، ورافدا أساسياً من روافد النص الإبداعي، ومنهلاً للذين يسعون إلى إثراء خطاباتهم الأدبية، فقد استقوا منه بعض الآيات القرآنية التي تَمثَّل بها شخص العباس عليه السلام ، وكان من أحد مصاديقها، فجمعوا من خلال ذلك بين القرآنيين الصامت والناطق، معبرين من خلال الصور الفنية، والدلالات الموحية، عن القيم القرآنية السامية المتجسدة في شخص العباس عليه السلام .

وقد سعى الباحث للدخول في خضم هذا الكم الهائل من الأشعار التي قيلت في حق العباس عليه السلام من أجل استخراج ما يخص موضوعي هذا.

وقُسم على مقدمة وتمهيد في القرآنية من حيث المفهوم والدلالة، وبناؤها في مراثي العباس عليه السلام، ومن ثم المبحث الأول في نمط القرآنية المباشرة المحوّرة، وجاء في موردين الأول: القرآنية المباشرة المحوّرة المحورية، والثاني: القرآنية المباشرة المحوّرة غير المحورية.

أما المبحث الثاني فجاء فقام على الدراسة القرآنية غير المباشرة المحوّرة، وهو على موردين الأول: القرآنية غير المباشرة المحوّرة البسيطة، و الثاني: القرآنية غير المباشرة المحوّرة العميقة، ومن ثم خاتمة في النتائج التي توصل إليها البحث.

التمهيد: (القرآنية):

يعد مفهوم القرآنية من المفاهيم الحديثة التي ظهرت على ساحة الأدب العربي.

ويتجلى هذا المفهوم في تعامل الشعراء المعاصرين مع النص القرآني المقدس من حيث أنهم يقومون باستحضار النص القرآني وإضافته في النص الشعري، سواء كانت هذه الإضافة بشكل مباشر أو غير مباشر.
بـ (القرآنية في شعر محمّد حسين آل ياسين([2]))، وعرّفه بقوله) القرآنية: آلية من الآليات التي يتوسّل بها المبدع في تشكيل نصوصه الإبداعية من جهتي الرؤيا والأنساق (بنية وإيقاعاً) بحسب ما مرسوم في الكتاب المقدس(القرآن))) ([3]).

والقرآنية تعني كذلك: الإفادة النصية من لدن الشعراء وغيرهم من المبدعين من القرآن الكريم، ويشكل هذا المورد المقدس أحد مدارك إنتاجية النص عند الشعراء الذين رثوا العباس عليه السلام ([4]).

وإن مسألة الأخذ من القرآن الكريم هي ممارسة كبيرة عريقة، تمتد إلى جذور العصور الإسلامية الأولى، فضلاً على كون المأخوذ منه نصاً مقدساً ذا أثر كبير في نفسية المرسل والمتلقي – ولا سيما إذا كانا مسلمين - ([5]).

وتُبنى القرآنية على أساس اتكاء النصوص الشعرية، على النص القرآني المقدس، وإذا ما قورن هذا المصطلح مع غيره من المصطلحات التي تشترك بالمعنى، نجده أدق من جهة الدلالة على المفهوم المراد، ومن جهة أخرى نجد هذا المصطلح حافظ لنا على التسمية الموروثة للقرآن الكريم، ولم يتجن عليها ([6])، كما هو الحال في التّناص القرآني، والتّناص الديني.

والذي حدا بهذا المفهوم(القرآنية) أن يكون كذلك هو توفر المماثلة بين مدلولي هذه اللفظة اللغوي والاصطلاحي، وعدم تعدد دلالاته، وعدم تركيبها مع لفظة أخرى، فضلاً عن كونه مصطلح تراثي علمي غير مولَّد، وهذه هي الشروط والقواعد الأساسية لوضع المصطلح.([7])

ولم ينقد هذا المصطلح، أو لم يتهم من طبّقه وعمل عليه بالـسرقة وذلك لأنه يستعمل وفق الحدود التي رسمها نقادنا القدامى لموضوع الـسرقة.



 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.

رد مع اقتباس