عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-12-2020, 03:35 AM
المراقبين
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 فترة الأقامة : 4836 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (02:27 PM)
 المشاركات : 5,054 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



المدينة .. توقد الدمع
بعد رحلة شاقة مليئة بالمشاق والدموع وصلت قافلة الحزن إلى مشارف المدينة.., مدينة الرسول (صلی الله عليه وآله) ـ نَزَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، فَحَطَّ رَحْلَهُ، وَضَرَبَ فُسْطَاطَهُ، وَأَنْزَلَ نِسَاءَهُ، وَقَالَ لبشر بن حذلم : يَا بَشِرُ! رَحِمَ اللَّهُ أَبَاكَ، لَقَدْ كَانَ شَاعِراً، فَهَلْ تَقْدِرُ عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْهُ؟ فقال بشر: بَلَى ـ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ـ إِنِّي لَشَاعِرٌ. قَالَ: فَادْخُلِ الْمَدِينَةَ وَانْعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ. فَرَكِب بشر فَرَسِه حَتَّى دَخَل الْمَدِينَةَ. فَلَمَّا بَلَغ مَسْجِدَ النَّبِيِّ (صلی الله عليه وآله) رَفَع صَوْتِه بِالْبُكَاءِ، وَأَنْشَأْ يقُولُ:

يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ بِهَا *** قُتِلَ الْحُسَيْنُ فَأَدْمُعِي مِدْرَارُ

الْجِسْمُ مِنْهُ بِكَرْبَلاءَ مُضَرَّجٌ *** وَالرَّأْسُ مِنْهُ عَلَى الْقَنَاةِ يُدَارُ

ثُمَّ قُالْ: هَذَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مَعَ عَمَّاتِهِ وَأَخَوَاتِهِ، قَدْ حَلُّوا بِسَاحَتِكُمْ، وَنَزَلُوا بِفِنَائِكُمْ، وَأَنَا رَسُولُهُ إِلَيْكُمْ، أُعَرِّفُكُمْ مَكَانَهُ. فَمَا بَقِيَتْ فِي الْمَدِينَةِ مُخَدَّرَةٌ وَلا مُحَجَّبَةٌ إِلا بَرَزْنَ مِنْ خُدُورِهِنَّ، مَكْشُوفَةً شُعُورُهُنَّ، مُخَمَّشَةً وُجُوهُهُنَّ، ضَارِبَاتٍ خُدُودَهُنَّ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ. فَلَمْ يُرَ بَاكِياً أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلا يَوْماً أَمَرَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ، ولما سمع الناس نعي الحسين توجهوا إلى زين العابدين (عليه السلام) لمواساته وَكَانَ (عليه السلام) دَاخِلاً، وَبيده خِرْقَةٌ يَمْسَحُ بِهَا دُمُوعَهُ، وَخَلْفَهُ خَادِمٌ مَعَهُ كُرْسِيٌّ، فَوَضَعَهُ لَهُ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَهُوَ لا يَتَمَالَكُ مِنَ الْعَبْرَةِ، وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النَّاسِ بِالْبُكَاءِ، وَحَنِينِ الْجَوَارِي وَالنِّسَاءِ، وَالنَّاسُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ يُعَزُّونَهُ، فَضَجَّتْ تِلْكَ الْبُقْعَةُ ضَجَّةً شَدِيدَةً. فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ أَنِ اسْكُتُوا، فَسَكَنَتْ فَوْرَتُهُمْ، فَقَالَ (عليه السلام):

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، بَارِئِ الْخَلائِقِ أَجْمَعِينَ، الَّذِي بَعُدَ فَارْتَفَعَ فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوَى نَحْمَدُهُ عَلَى عَظَائِمِ الأُمُورِ، وَفَجَائِعِ الدُّهُورِ، وَأَلَمِ الْفَجَائِعِ، وَمَضَاضَةِ اللَّوَاذِعِ، وَجَلِيلِ الرُّزْءِ، وَعَظِيمِ الْمَصَائِبِ الْفَاضِعَة الْكَاظَّةِ الْفَادِحَةِ الْجَائِحَةِ.

أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللهَ ـ وَلَهُ الْحَمْدُ ـ ابْتَلانَا بِمَصَائِبَ جَلِيلَةٍ، وَثُلْمَةٍ فِي الإِسْلامِ عَظِيمَةٍ، قُتِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَعِتْرَتُهُ، وَسُبِيَ نِسَاؤُهُ وَصِبْيَتُهُ، وَدَارُوا بِرَأْسِهِ فِي الْبُلْدَانِ مِنْ فَوْقِ عَامِلِ السِّنَانِ، وَهَذِهِ الرَّزِيَّةُ الَّتِي لا مِثْلَهَا رَزِيَّةٌ.

أَيُّهَا النَّاسُ! فَأَيُّ رِجَالاتٍ مِنْكُمْ يُسَرُّونَ بَعْدَ قَتْلِهِ؟ أَمْ أَيَّةُ عَيْنٍ مِنْكُمْ تَحْبِسُ دَمْعَهَا؟ وَتَضَنُّ عَنِ انْهِمَالِهَا؟

فَلَقَدْ بَكَتِ السَّبْعُ الشِّدَادُ لِقَتْلِهِ، وَبَكَتِ الْبِحَارُ بِأَمْوَاجِهَا، وَالسَّمَاوَاتُ بِأَرْكَانِهَا، وَالأَرْضُ بِأَرْجَائِهَا، وَالأَشْجَارُ بِأَغْصَانِهَا، وَالْحِيتَانُ، وَلُجَجُ الْبِحَارِ، وَالْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ، وَأَهْلُ السَّمَاوَاتِ أَجْمَعُونَ.

أَيُّهَا النَّاسُ! أَيُّ قَلْبٍ لا يَنْصَدِعُ لِقَتْلِهِ؟ أَمْ أَيُّ فُؤَادٍ لا يَحِنُّ إِلَيْهِ؟ أَمْ أَيُّ سَمْعٍ يَسْمَعُ هَذِهِ الثُّلْمَةَ الَّتِي ثُلِمَتْ فِي الْإِسْلامِ؟

أَيُّهَا النَّاسُ! أَصْبَحْنَا مَطْرُودِينَ مُشَرَّدِينَ مَذُودِينَ شَاسِعِينَ عَنِ الأَمْصَارِ، كَأَنَّا أَوْلادُ تُرْكٍ وَكَابُلَ، مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ اجْتَرَمْنَاهُ، وَلا مَكْرُوهٍ ارْتَكَبْنَاهُ، وَلا ثُلْمَةٍ فِي الإِسْلامِ ثَلَمْنَاهَا، ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الأَوَّلِينَ إِنْ هذا إِلا اخْتِلاقٌ‏.

وَاللَّهِ! لَوْ أَنَّ النَّبِيَّ تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فِي قِتَالِنَا كَمَا تَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ فِي الْوَصَاءَةِ بِنَا لَمَا ازْدَادُوا عَلَى مَا فَعَلُوا بِنَا.

فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مِنْ مُصِيبَةٍ مَا أَعْظَمَهَا! وَأَوْجَعَهَا! وَأَفْجَعَهَا! وَأَكَظَّهَا! وَأَفَظَّهَا! وَأَمَرَّهَا! وَأَفْدَحَهَا! فَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُ فِيمَا أَصَابَنَا، وَمَا بَلَغَ بِنَا، إِنَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ.

واقعة الحرة
واضافة الى هذه المآسي التي شاهدها الإمام (عليه السلام) في كربلاء والكوفة والشام فقد شاهد كثيراً من الأحداث المأساوية التي جرت بعدها على يد السلطة الأموية الطاغية فعاش (عليه السلام) ظروفاً صعبة للغاية وهو يرى أمام عينيه الجور والظلم والانحراف والفساد وهو يستشري ويطغى في المجتمع فحمل هموم الأمة والرسالة بأكملها وراح يصدع بتعاليم الدين الحنيف مدافعاً عنه بكل ما أوتي من قوة ويبث بين الناس من روحه الكبيرة ما حملته من أخلاق وعلم وصفات نبوية.

لقد غمرت الدنيا حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام) بالأحزان والمآسي والمصائب فغمرها بالصبر والعطاء والبذل والخير وجابهته بظلمها وظلامها فشع عليها بعلمه ونوره النبوي وواجهته بزعازعها فوجدته جبلاً شامخاً راسخاً لاتزعزعه الأعاصير ولاتثنه الاهوال.

ومن الحوادث المأساوية التي شاهدها (عليه السلام) هي واقعة الحرة وماجرى على مدينة جده (صلى الله عليه وآله) من قتل ونهب وسلب وانتهاك للحرمات من قبل الجيش الأموي, فعندما رأى أهل المدينة استهتار يزيد بالدين والأخلاق وجميع القيم والمقدسات وظلمه وجوره وفجوره وعبثه وشربه الخمر جهراً، والأدهى من ذلك قتله ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة أعلنوا نقضهم لبيعته وولوا عليهم عبد الله بن حنظلة وعبد الله بن مطيع العدوي وطردوا عامل يزيد على المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان وحصروا بني أمية في دار مروان فأرسل إليهم يزيد المجرم مسلم بن عقبة المري فجرت معركة ضارية كانت الغلبة فيها لجيش الشام وقتل عبد الله بن حنظلة ومعه أولاده الثمانية ثم دخل مسلم بن عقبة بجيشه إلى المدينة المنورة فارتكبوا فيها من الجرائم مايندى له جبين الإنسانية.

وقد قضت هذه الواقعة على البقية القليلة من آل أبي طالب وبني هاشم في المدينة فنكأت جراح الإمام (عليه السلام) من جديد وهي لم تندمل وتجددت أحزانه, والجدير بالذكر إن هذه الواقعة جرت سنة (62هـ), أي بعد سنة واحدة من واقعة الطف, يقول المسعودي في مروج الذهب (قتل في تلك المعركة خلق كثير من الناس من بني هاشم وقريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس فممن قتل من آل أبي طالب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب, وجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب, ومن بني هاشم من غير آل أبي طالب نوفل بن الحرث بن عبد المطلب, والعباس بن عتبة بن أبي لهب وأكثر من تسعين رجلاً من قريش ومثلهم من الأنصار وأربعة الآف من سائر الناس ممن أدركهم الإحصاء دون من لم يعرف).

وقال ابن قتيبة (إن عدد من قتل من أبناء المهاجرين والأنصار والوجوه بلغ الفاً وسبعمائة ومن سائر الناس عشرة الآف سوى النساء والأطفال), ثم ينقل ابن قتيبة إحدى الصور عن تلك الجرائم الوحشية التي قام بها الجيش الاموي في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول: (دخل رجل من جند مسلم بن عقبة على امرأة نفساء من الأنصار ومعها صبي لها فقال: هل من مال؟ فقالت: لا. والله ماتركوا لنا شيئاً فقال والله لتخرجن إلي شيئاً أو لأقتلنك وصبيك هذا, فقالت له: ويحك إنه ولد ابن أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه فجذبه من حجرها وضرب به الحائط فانتثر دماغه على الأرض)!!!

وللقارئ أن يتخيل هذا المشهد الذي لم يحدث حتى في عصر الجاهلية بل وحتى في العصور البدائية وعند أكثر الأقوام وحشية ..

وقد أباح (مجرم) بن عقبة المدينة ثلاثة أيام ولم يبق بعد هذه الواقعة بدري، ثم أمروا الناس بالبيعة ليزيد على أنهم عبيد له إن شاء استرق وإن شاء أعتق فبايعوه على ذلك وأموالهم مسلوبة ورحالهم منهوبة ودماؤهم مسفوكة ونساؤهم مهتوكة وبعث (مجرم بن عقبة) برؤوس أهل المدينة إلى يزيد وقد ذكر جميع المؤرخين هذه الواقعة.

(موقف الإمام من الواقعة)
كل هذه الأحداث الفضيعة التي شاهدها الإمام زين العابدين (عليه السلام) كانت تزيد من جراحه وكان يتلقاها بقلب كسير وروح متألمة فيزداد حزناً وألماً, كان كبيراً في نفسه ورحيماً حتى بمن نصب له ولأبيه ولجده العداء، فعندما خرج مروان بن الحكم وبني أمية إلى الشام تركوا عيالهم في المدينة فكلم مروان عبد الله بن عمر بأن يترك عياله وحرمه عنده فأبى عليه، فكلم الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) فوافق على ذلك!!

أي روح أعظم من هذه الروح..؟ وأي قلب أكبر من هذا القلب..؟ هذه هي أخلاق الأنبياء التي ورثها الإمام زين العابدين (عليه السلام) من آبائه, لقد كفل عوائل بني أمية الذين سبوا عماته وأخواته ونساءه من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام وبقيت عائلة مروان في رعايته إلى أن انتهت المعركة وسلم علي بن الحسين (عليه السلام) وأهل بيته من شر مسلم بن عقبة وسلم كل من التجأ إلى بيته من أهل المدينة.

وبلغ الذين انضموا إلى علي بن الحسين ما يزيد على أربعمائة عائلة, وجاء في ربيع الأبرار للزمخشري: إنه لما أرسل يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة لقتال أهل المدينة واستباحتها كفل الإمام زين العابدين أربعمائة امرأة مع أولادهن وحشمهن وضمّهن إلى عياله وقام بنفقتهن وإطعامهن إلى أن خرج جيش ابن عقبة من المدينة, حتى قالت امرأة أموية: (ما لقينا في بيوتنا مثل ما لقينا في بيت هذا الشريف).

قال الطبري (إن يزيد أوصى مسلم بن عقبة بعلي بن الحسين).., ولعل البعض يتصوره تصرفاً معبراً عن نفسية يزيد ولكن في الحقيقة لم يكن يزيد بذلك البعيد عن دماء أهل البيت (عليه السلام) أو مراعياً لهم حرمة النبي حتى يوصي بالإمام زين العابدين, بل لأنه أحس بوطأة جريمته النكراء التي ارتكبها في كربلاء بحق الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وأدرك أن الأخطار قد أصبحت تهدد عرشه من جميع الجهات والأصوات التي تنادي يالثارات الحسين تتعالى في جميع الأرجاء وتجد ترحيباً وتجاوباً من الجميع وفيما كان يزيد بن معاوية يتعقب الثائرين في المدينة كان التوابون في الكوفة منذ أن قتل الحسين يعدون العدة للثورة على السلطة الأموية وقد بدأوا يحسون بمرارة تلك الفاجعة حينما وقف الإمام زين العابدين وخطب في جموعهم تلك الخطب البليغة.

التوابون
وفي سنة (65هـ) خرج التوابون من الكوفة فأرسل إليهم مروان بن الحكم الذي استولى على السلطة جيشاً من الشام بقيادة عبيد الله بن زياد فالتقى الجيشان في (عين الوردة) وبقي الثوار يقاتلون أياماً حتى أبيدوا عن آخرهم لتفوق الجيش الأموي في العدة والعدد, وبعد سنة من تلك الحادثة قام المختار بن عبيدة الثقفي في الكوفة ودعا الناس للطلب بثأر الحسين وتتبع قتلة الحسين حتى قضى على عبيد الله بن زياد في معركة الخازر وأرسل إليه قائد جيشه إبراهيم بن مالك الأشتر رأس ابن زياد, فأرسل به مع رأس عمر بن سعد إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) وروى الكشي في كتابه أخبار الرجال (لما أرسل المختار رأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد الى علي بن الحسين خرّ ساجدا وقال.. الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي وجزى الله المختار خيرا).

كما جرت أحداث أخرى في حياته (عليه السلام) تجرع فيها الكثير من الغصص من حكام بني أمية وظلمهم ولكن تبقى واقعة كربلاء الجرح الذي لم يندمل عند الإمام زين العابدين ولم يزل باكياً حتى قال له بعض مواليه.. إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين, فقال (عليه السلام): إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالاتعلمون.. إن يعقوب كان نبياً فغيّب الله عنه واحداً من أولاده وعنده اثنا عشر ولداً وهو يعلم إنه حي فبكى عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن, وإني نظرت إلى أبي وأخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني؟.. وإني لا أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة وإذا نظرت إلى عماتي وأخواتي ذكرت فرارهن من خيمة إلى خيمة...

وبقيت ذكرى كربلاء معه طوال حياته الشريفة لا تفارقه صورها حتى توفي (عليه السلام) مسموما على يد الوليد بن عبد الملك سنة (95هـ).




 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.

رد مع اقتباس