عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-12-2020, 01:06 AM
المراقبين
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 فترة الأقامة : 4836 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (02:27 PM)
 المشاركات : 5,054 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي نظرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) لقيمة الإحسان



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


في كلمة للإمام زين العابدين (عليه السلام) وهو يتحدّث عن أحبّ الأشياء إلى نفسه، قال: «ما تجرّعت من جرعةً أحبّ إليّ من جرعة غيظٍ لا أُكافئ بها صاحبها». فقد اعتبر أنّ أحبّ الأشياء إلى نفسه، هو أن لا يبادل الإساءة بمثلها، بل أن يبادلها بالإحسان منه.


وهذا السلوك هو الذي طبع شخصية هذا الإمام (عليه السلام)، من بين العديد من المزايا التي اتصفت بها شخصيته، فقد كان زيناً للعابدين، وسيِّداً للساجدين لكثرة سجوده وعبادته، وكان محبّاً للفقراء، وهو الذي كان يقول: «اللّهمّ حبّب إليَّ صُحبة الفقراء، وأعنّي على صُحبتهم بحُسن الصبر». وكان إذا جنّ الليل، وهدأت العيون، ونام الناس، خرج من بيته حاملاً الطعام على ظهره للفقراء كي لا يقضوا ليلتهم جائعين. وكان عنواناً للصبر، وقد تمثَّل ذلك في كربلاء؛ في صبره على مرضه، وفي صبره على المأساة التي حدثت أمام عينيه. من أبرز المزايا التي أراد الإمام (عليه السلام) من خلال مواقفه أن يعزّزها، قيمة الإحسان إلى الآخرين؛ هذه القيمة التي يحبّها الله ويحبّ مَن يقوم بها، أيّاً كان هذا الإحسان، والتي جعلها سبحانه وسيلةً لبلوغ الموضع المميَّز، عندما قال: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة/ 194)، وقال: (إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف/ 56)، وقال: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (يونس/ 26). ولا تتوقّف قيمة الإحسان عند الأصدقاء أو الأحبّة أو مَن يحسنون إليه، بل إنّها ترقى إلى أن يُحسن الإنسان حتى إلى الذين أساؤوا إليه، وهذا ما أشار إليه الله سبحانه عندما قال: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصّلت/ 34-35). فالإحسان في الإسلام إلى الذين أساؤوا، هو تعبير صادق عن عُمق الإيمان، وهو ارتقاء في سلَّم الإنسانية، ولا يبلغها (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ). وبالإحسان يملك الإنسان قلوب الناس، ويحوّل الأعداء إلى أصدقاء. وقد رأينا في سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) شواهد على ذلك. وقد قالها الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ وبالإحسان يبلغ الإنسان ما وعد به الله، عندما قال: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 133-134)، وقال تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) (الشورى/ 40). وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أَلا أخبركم بخير خلائقِ الدنيا والآخرة؛ العفو عمّن ظلمك، وتصلُ من قطعك، والإحسانُ إلى من أساءَ إليك، وإعطاء مَن حرمك».





 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.

رد مع اقتباس